عمرو واكد والتطبيع مع إسرائيل... من النقيض إلى النقيض

عمرو واكد والتطبيع مع إسرائيل... من النقيض إلى النقيض

22 نوفمبر 2019
تبدلت مواقفه بشكل مفاجئ (دومينيك شاريو/Getty)
+ الخط -
لم يتردّد الفنان المصري عمرو واكد في إعلان رفضه التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي في مناسبات عدة خلال الأعوام الـ18 السابقة. وهو ما جعل موقفه الأخير مفاجئاً وصادماً بالنسبة للرأي العام العربي. إذ دافع عن عمله مع الممثلة الإسرائيلية غال غادوت (خدمت في جيش الاحتلال)، في الجزء الثاني من فيلم "ووندر وومن 1984"، المرتقب صدوره في يونيو/حزيران عام 2020.

فقبل هذا الإعلان، كانت لواكد سلسلة مواقف حادة من التطبيع. مواقف لا تحمل لبساً ولا تأويلاً. فعندما استضيف في أحد البرامج التلفزيونية المصرية قبل سنوات، قال: "أرفض تمامًا المشاركة في أعمال يشارك فيها إسرائيليون، أنا لا أتخوف من الرأي العام، أنا ابن هذه المنطقة وعندي قضية إنسانية أومن بها، وأومن بأنني في حال يومًا ما تعرضت لموقف أعرف فيه أني سأتعاون مع شخص إسرائيلي، سأمتنع عن ذلك تمامًا".

كما شارك عمرو واكد سابقًا مع النجمين المصريين هاني سلامة ومصطفى قمر، في بطولة فيلم "أصحاب ولا بيزنس" عام 2001، وهو الفيلم الذي جسد فيه دور المناضل والفدائي الفلسطيني "جهاد"، الذي يفجر نفسه في عملية انتحارية بأحد كمائن الاحتلال، وترك رسالة مؤثرة جاء فيها: "بسم الله الرحمن الرحيم، أنا أخوكم جهاد، فلسطيني عربي، ولدت بفلسطين، وجدود جدودي من هون، وماعرفليش بلد غيرها، العملية اللي هاتشوفوها صارت وهتصير وبتصير كل يوم، ومن وسط العمليات الفدائية اللي بنعملها ضد السفاحين الإسرائيليين، واللي أكتر شيء بيطير النوم من عينهم، وبتخليهم يعرفوا أننا صعب نفرط في حبة رمل من أرضنا، وأن ديارنا راح ترجع والقدس راح ترجع، هي العمليات الاستشهادية، واللي راح يعمل عملية اليوم اسمه جهاد، جهاد الفلسطيني".

ولم يتردد واكد بعد النجاح الكبير للفيلم، في أن يعيد ترديد الأفكار والجمل الحوارية التي جاءت على لسان الشخصية، في تأكيد على أنّ البطل جهاد يعبر عنه وعن كل قناعاته في الحياة، وعن موقفه المؤيد للقضية الفلسطينية والرافض لكيان العدو الصهيوني.

ولم يكتف واكد بذلك فقط، بل صرح في لقاء مع الإعلامية رولا خرسا عام 2013، بأنّ النظام السابق (يقصد نظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك) كان يتعمد أن يجعل الناس يكرهون القضية الفلسطينية، وكأنها "سبب بلائنا وابتلائنا الأكبر، وكأنّ الفلسطينيين مسؤولون عن ضياع أرضهم". كما رفض أيضًا في المقابلة نفسها تحميل "حركة حماس" أي مسؤولية عن تفجير كنيسة القديسين (2011)، كما رددت بعض أبواق النظام حينها، واصفًا الفلسطينيين بـ"الشعب المناضل"، مشددًا على أنّ النظام السابق كان حريصًا على مصالح إسرائيل، من دون الالتفات لمصلحة فلسطين والفلسطينيين.

وبعد انطلاق حملة ضدّه، إثر إعلانه مشاركته في الفيلم مع غادوت، رد واكد في تغريدة قائلاً إن "المشاركة في عمل فني متعدد الجنسيات ليس تطبيعًا"، موضحًا أنّ التطبيع بالنسبة إليه هو "العمل في أي شيء يبجل الاحتلال، أو في شيء من إنتاج الاحتلال، أو المتاجرة معه وتسهيله أو التستر على جرائمه، والعمل على تقزيم القضية الفلسطينية"، متسائلًا: "ما موقف التطبيع إذا ذهبت للمشاركة في عمل أميركي، وكان الكوافير أو الماكيير أو مدير التصوير حاملًا جنسية الاحتلال؟".

مقاربة واكد اعتبرت سطيحة وساذجة، خصوصاً أن مشاركته مع غال غادوت فاقعة وفجة، ولا تشبه عمله مع فنيين أو مصففي شعر إسرائيليين، قد تكون هوياتهم غير معروفة.

 

ودعمت الفنانة الإسرائيلية غادوت بشكل واضح عدوان قوات الاحتلال الإسرائيلي على غزة في عام 2014، وكتبت تدافع عن "حق بلادها في قصف قطاع غزة"، ونشرت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، رسالة دعم للعدوان على غزة، وكتبت: "أرسل محبتي وصلاتي لمواطني إسرائيل".

المساهمون