عمرو مسكون وورطة مقابلة "سما"

عمرو مسكون وورطة مقابلة "سما"

20 مايو 2020
حلقةً بعد الحادثة حازت مليون مشاهدة في 24 ساعة(يوتيوب)
+ الخط -
مساء يوم السبت، استضافت قناة "سما" السورية (المعروفة بدعمها للنظام السوري) اليوتيوبر والممثل السوري عمرو مسكون، ضمن برنامج "انستا شو" الذي يقدمه الممثل السوري سيف الدين سبيعي. يبدو أن هذه الإطلالة، التي تمحور فيها الحديث حول عمل مسكون الفني، قد كلفته الكثير؛ فمنذ أن عرضت الحلقة امتلأت صفحات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي بمنشورات تنتقد مسكون؛ إذ اعتبروا أن ظهور الشاب على هذه القناة التي شاركت لأعوام في تلميع صورة النظام والترويج لسياساته القمعية، هو موقف سياسي مُعلن، لا يمكن أن يمر من دون محاسبة.
فعلياً، تبدو الأحكام التي أطلقها البعض على عمرو مسكون ثقيلة وغير مبررة؛ فالشاب لم يقدم نفسه يوماً كشخصية حاملة لموقف سياسي. ومنذ ظهوره الأول على مواقع التواصل الاجتماعي سنة 2015، لم يقدم سوى مجموعة من الاسكتشات الكوميدية التي تمحورت حول العلاقات الأسرية، من دون أن تقترن بأي بعد سياسي. وحتى في إطلالته غير الموفقة على قناة "سما"، كان حديثه خالياً من أي توجه سياسي. هذا يجعل حالة الهياج التي رافقت إطلالته تبدو أمراً مبالغاً فيه للغاية، ولا سيما عندما نستذكر أن مسكون لم يبلغ بعد الثانية والعشرين من عمره، وأنه كان لا يزال في الثانية عشرة من عمره عندما اندلعت الثورة السورية، وأنه قد غادر سورية مع عائلته في رحلة أوصلته إلى مدينة ليون الفرنسية عندما كان لا يزال طفلاً!
حملة التخوين والانتقادات الإلكترونية ربما كانت ستبدو منطقية لو أن من أطلّ على قناة "سما" هو فيصل القاسم مثلاً، أو جمال سليمان، أو أي شخصية تتخذ موقفاً معارضاً من النظام، أما في حالة عمرو مسكون، فهي تعتبر أمراً يخلو من المنطقية حقاً.
وبعد الحملة، حاول مسكون أن يتدارك الموقف سريعاً، فنشر على صفحته الخاصة على فيسبوك منشوراً يوضح فيه عدم إدراكه لمعنى ظهوره ضمن قناة "سما" والحساسية التي سيتسبب فيها، واعتذر من الجمهور. لكن غالبية الحسابات الرقمية التي انفجرت ضده لم تهدأ، وراحت تحاكمه على استخدام كلمة "حرب" بدلاً من كلمة "ثورة" في منشوره، ولم تتوقف طيلة يومين موجة التعليقات المسيئة، والتي بدا بعضها طفولياً، حيث تضمنت تهديدات بإلغاء المتابعة والتبليغ عن فيديوهاته.
بالمقابل، يبدو أن قناة "سما" قد استاءت بدورها من الاعتذار الذي نشره مسكون على صفحته؛ فقامت بحذف مقابلته من قناتها الخاصة على "يوتيوب".
وبالنسبة لمسكون، فقد حاول ألا تؤثر هذه الأزمة على عمله؛ فقام البارحة بإصدار الحلقة الثالثة عشرة من مسلسله الجديد، "كملت معي"، الذي بدأ ببثه منذ بداية شهر رمضان، وقد حققت الحلقة نسبة عالية من المشاهدات، إذ وصلت إلى مليون مشاهدة خلال الأربع وعشرين ساعة الأولى؛ ليبدو واضحاً أن هذه الموجة لم تؤثر بشكل فعلي على عمله. الأمر الوحيد الذي تغير هو وجود بعض التعليقات المسيئة لمسكون على الفيديو، وسط مئات التعليقات التي تشيد بأدائه وعمله الدؤوب.

المساهمون