اقدام نادي الرجاء المغربي على فسخ عقد المهاجم الدولي المصري عمرو زكي رسم علامة استفهام كبيرة حول هذا اللاعب الذي كانت بدايته الناجحة في نادي المنصورة انطلاقة قوية لمستقبله الكروي بعدما ساعدته على الانتقال الى فريق انبي ومن بعدها التألق مع المنتخب الوطني عام 2006.
استغناء الرجاء عن خدمات عمرو ومن قبلها الاستغناء المماثل عنه في السالمية الكويتي أكد للمتابعين ان هذا اللاعب اضحى في المنعطف الاخير لتواجده داخل المستطيل الاخضر، كما اكد ان مشكلته تتركز في ارتدائه ثوب الاحتراف في حين يتعامل بعقلية الهواة، اذ في كل مرة ينتقل الى ناد جديد يبدأ قويا ثم سرعان ما تنتهي مسيرته بعد حالة من الضبابية يتغيب أو يبتعد فيها عن التدريبات، وهذا ما حدث عندما سافر الى ألمانيا لإجراء فحوصات طبية على كاحل قدمه قبل ان ينشر على صفحته الشخصية في الفايسبوك انه خضع لعملية جراحية، الامر الذي يعني تغيبه حتى الصيف المقبل وهو ما جعل إدارة الرجاء تعلن عن غضبها وتتخذ إجراءات الغاء التعاقد معه، ليس فقط لاجرائه جراحة دون علمهم ولكن لغيابه وسفره الى مصر عدة مرات ، حتى انه لم يشارك سوى في مباراة ودية أمام جيماريش البرتغالي ، ولم يكن حاضرا في بداية المنافسات المحلية والقارية .
واقعة الرجاء البيضاوي الاخيرة ذكرت بما قاله الإنغليزي ستيف بروس مدرب عمرو في ويجان أتلتيك الذي انتقل له زكي على سبيل الاعارة من الزمالك عام 2010 ، حيث اشار حينذاك الى أن صبره نفذ من هذا اللاعب بعد ان تكرر غيابه وقال: " لم أر طوال حياتي لاعبا مثل زكي انه غير محترف، مضيفا أن غيابه تكرر اربع مرات ولم يلتزم مرة بالموعد المحدد بعد مشاركته مع منتخب بلاده".
كلمات ستيف بروس تعد اختصارا للثقافة الكروية التي تعايش معها عمرو زكي على مدار مسيرته التي بدأت في نادي المنصورة قبل ان ينتقل الى نادي انبي عام 2003 ويفوز معه ببطولة كأس مصر 2004-2005، بعدها تألق بشكل لافت مع منتخب مصر في أمم أفريقيا عام 2006 وتحديدا عندما لعب بديلا لاحمد حسام ميدو أمام السنغال وتمكن من احراز هدف عقب نزوله مباشرة، لتتاح له فرصة تحقيق حلم الاحتراف في نادي لوكوموتيف موسكو الروسي لكنه عاد بخفي حنين دون ان يلعب بعد ان تحجج بالطقس البارد والصقيع هناك وعاد للانغماس في المحلية وحضن الزملكاوية.
ومن الغريب ان طموح زكي لم يتناسب ابدا مع تألقه في الدوري الانغليزي عقب انتقاله للعب هناك مع فريق ويجان واحرازه عشرة أهداف في 13 مباراة، حيث دأب على التعامل بدلال الهواة واعتاد على التأخر في الوصول لتدريبات فريقه وهو ما جعل ستيف بروس يطلق تصريحاته التي وصف فيها حالة هذا اللاعب الرافض لاستغلال فرص التألق في الدوري الاشهر عالميا، لا سيما بعد اشادة نجوم كبار في بريطانيا به مثل روي كين المدير الفني لفريق سندرلاند، والنجم ديفيد بيكهام.
بعد انتهاء عقد الاعارة مع ويجان عاد زكي الذي يبلغ في ابريل/نيسان المقبل 31 سنة الى الزمالك وشارك في مباريات الدوري المحلي موسم 2009-2010 وكان طبيعيا في ظل عدم توهج طموحه ان تغيب عنه حاسة التهديف حيث لم يحرز أي هدف.
في شهر يناير/كانون الثاني 2010 واتته فرصة جديدة للعودة الى دوري الاضواء الانغليزي عن طريق الاعارة لهال سيتي لمدة 6 أشهر لكن الحظ كان قد تخلى عنه ولم يجد قبولا كاملا، فتوجه في رحلة قصيرة الى الدوري التركي حيث لعب لإزيج سبور قبل ان ينتقل الى اللعب لنادي السالمية الكويتي غير انه لم يصمد كثيرا، واعلن أحمد العتيبي أمين صندوق السالمية باسلوب مهذب عن استغناء ناديه عن عمرو زكي، معللا ذلك بانه لم يوفق مع الفريق خلال المباريات التي شارك فيها، ولما حاول ان يعود للزمالك لم يجد ترحيباً من حلمي طولان المدير الفني للابيض، فاتجه الى المغرب للعب مع الرجاء غير ان النهاية كانت اقرب مما تخيل.
مع ذلك لا يستطيع أي منصف انكار ان عمرو زكي له نجاحات مع منتخب بلاده حيث ساهم في الفوز ببطولات كأس الأمم الإفريقية الثلاث المتتالية اعوام 2006 بالقاهرة و2008 في غانا و2010 في انغولا.