علّمني كيف أخسر

علّمني كيف أخسر

21 فبراير 2015
ساكاشفيلي بات مستشاراً لبوروشينكو (getty)
+ الخط -
في خطوة تثير الدهشة، وقع الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو مرسوماً يقضي بتعيين صديقه الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي مستشاراً له. وقد جاء في المرسوم رقم 77/2015 المؤرخ بـ13 فبراير/ شباط الجاري المنشور على موقع الرئاسة الأوكرانية الرسمي: "يعين ميخائيل ساكاشفيلي مستشاراً لرئيس أوكرانيا، من خارج الملاك".

سوف يترأس ساكاشفيلي المجلس الاستشاري الدولي للإصلاح، الذي ستكون مهمته الرئيسة تقديم اقتراحات وتوصيات بشأن تنفيذ إصلاحات على أساس التجربة الدولية. إلا أن المستشار يرى لنفسه صلاحيات أخرى، فقد وعد، على قناة "أوكرانيا 112" التلفزيونية، بتنسيق مسألة تزويد كييف بالسلاح. وكان ساكاشفيلي قد أعلن في السابع من فبراير/ شباط الجاري، على هواء قناة "24" الأوكرانية أن الجنود الأوكرانيين قادرون على "احتلال روسيا كلها"، فقال: "إذا ما تم تزويدهم بالمعارف الضرورية وبالأسلحة والمهارات فإنهم يمكن أن يحتلوا روسيا كلها".

كان يمكن أن يكون لهذا الكلام أهمية لولا الهزائم والخسائر التي لحقت بجورجيا في عهده. على أي أرضية اختار بوروشينكو الرئيس الجورجي السابق لمهمة المستشار؟ وأية استشارات يمكن أن يقدم لإنقاذ أوكرانيا وهو الذي في عهده أضاعت بلاده بصورة نهائية أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية بعد أن خسرت حرب أغسطس/آب، 2008 مع روسيا، وهو الرئيس الذي لم يفلح في تحقيق أي من وعوده الاقتصادية، وربما كان إنجازه الوحيد تسمية الطريق من المطار إلى العاصمة تبيليسي باسم جورج بوش الابن؟ أم أنّ بوروشينكو يوزع المناصب هدايا على أصدقائه الجورجيين، فمنهم من يُعيّنه وزيراً ومنهم مستشاراً للرئيس، فيما هم مطلوبون للمثول أمام القانون الجورجي، وفقاً لقواعد الديمقراطية نفسها التي انقلب ساكاشفيلي على شيفرنادزه بدعوى الدفاع عنها؟
وفيما ساكشفيلي متهم بهدر المال العام وارتكابات أخرى، فإن آديشفيلي المطلوب للإنتربول، كما تؤكد القناة التلفزيونية الروسية الأولى، متهم باستخدام أساليب غير إنسانية مع الموقوفين والمعتقلين المعارضين.

المساهمون