على مواقع التواصل... احتفاء بالثورة التونسية رغم الاختلافات

على مواقع التواصل... احتفاء بالثورة التونسية رغم الاختلافات

14 يناير 2019
اختلاف في قراءة ما بعد الثورة (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -
احتفالات عديدة تشهدها تونس، اليوم الإثنين، بمناسبة مرور ثماني سنوات على سقوط نظام المخلوع زين العابدين بن علي وإعلان انتصار الثورة التونسية. فالشارع الرئيسي بالعاصمة التونسية احتضن العديد من الفعاليات لمختلف الأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني، وكذلك على مواقع التواصل الاجتماعي.

وحفلت مواقع التواصل في تونس بتدوينات تخلّد الحدث، واختلفت قراءتها للثورة لكنها أجمعت على أن الثورة استحقاق يحييه التونسيون بكل فخر.

وكتب الوزير السابق والقيادي بحزب التكتل الياس الفخفاخ على "فيسبوك": "بعد ثماني سنوات من اندلاع الثورة التونسية ورغم التقدم في العديد من القضايا على درب تحقيق أهداف الثورة من صياغة دستور جديد والقيام بانتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية تعددية وشفافة وضمان نسبي لحرية الإعلام والتنظم... لا يزال المسار الانتقالي متعثرا في ظل تواصل الصراع المعلن وغير المعلن بين القوى المحافظة بشقيها الديني والسياسي والقوى المنتصرة للإصلاح والتغيير".

وأضاف "نحن اليوم في مفترق الطرق، إما أن تستأنف حركة الإصلاح والتغيير مسارها وتنجح تونس في إصلاح أوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية بانخراط الجميع، وإما أن تواصل القوى المحافظة في الصراع من أجل التموقع وإعادة التموقع والجذب إلى الوراء والمحافظة على المنوال السائد مما سيؤدي حتما أما إلى انتفاضة اجتماعية جديدة أو مغامرة لافتكاك السلطة بالقوة أو تفكك وفشل الدولة".

أما الناشطة المعروفة لينا بن مهني والتي كانت من أبرز المدوّنين خلال الثورة، فقد كتبت عن دور التونسيين في نجاح ثورتهم، قائلةً "صباح الثورة أي اسمها ثورة وقبل ما تسأل روحك شنوة ربحنا منها إسأل روحك شنوة عملت باش تكون ثورة ناجحة؟ بداية من كيفاش كانت معايير في الانتخابات؟ حتى لكيفاش قاعد تتصرف كل يوم: قاعد تخدم؟ قاعد تحترم في إشارات المرور؟ قاعد تحترم في القانون؟ ضربت على معرفة الحقيقة في المصايب اللي جاتنا الكل: قتلة الشهداء، الاغتيالات، الإرهاب؟ طالبت بعدالة انتقالية؟ قلت لا كي الفساد دارو على الانتقال الديمقراطي وعداو قانون المصالحة؟ تدفع في ضرايبك الكل ماغير ما تتلاعب؟ ترفض باش تزيد تغرق الاقتصاد و ما تشري كان ما لأسواق اللي تابعة المنظومة الاقتصادية؟". (قبل السؤال ماذا جنينا من الثورة وجب عليك التساؤل ماذا قدمت لها... هل كنت من الذين دافعوا عن مطالب هذه الثورة أم لا؟ فقط عندها بإمكانك التساؤل عن نجاحها من عدمه).

رأي شاركها فيه الناشط السياسي منذر بوهدي الذي كتب "الثورة ليست الحكومة أو الأحزاب الانتهازية أو الجهاز التنفيذي الفاشل والفاسد أو اللوبيات والعصابات المفككة لأواصر الوطن والدولة، والذين أوصلوا البلاد الْيَوْم بعد ثماني سنوات إلى الحضيض. والثورة ليست هي المسؤولة عن ذلك فهي كحدث إيجابي يزيح كل رؤوس الظلم والاستبداد في لحظة تاريخية لتفسح المجال لبناء مجتمع أكثر عدلا وعدالة وكل ما يكون من تراجع مؤقت في تحقيق أهدافها اذا لم تنتكس نهائيا فهو أمل جديد لتحقيق أهدافها".

هذا الخلاف في القراءة السياسية للثورة عبرت عنه الناشطة الحقوقية والسياسية نزيهة رجيبة، بوصف الثورة بأنها مفتكة من أطراف سياسية معينة، إذ كتبت "#النهضة والنداء اعداء الشهداء كل 17 ديسمبر و14 جانفي ونحن قيد الأمل والعمل من أجل ثورة ما تزال تنتظر من يحقق أهدافها".

بينما رأى الناشط النقابي فتحي الحشاني أن أهداف الثورة ستتحقق ولو بعد حين. وكتب "ذكرى الثورة التونسية المغدورة.. قف على ناصية الحلم وقاوم فستُحقق أهداف الثورة ولو بعد حين".

وقال الناشط الحقوقي والإعلامي الفاهم بوكدوس في هذه المناسبة "17 ديسمبر... 14 جانفي تحيا ثورة الشعب التونسي".

المساهمون