لم تكن المباراة المثيرة التي جمعت فريقي شتوتجارت وبروسيا دورتموند في افتتاح الجولة الثانية والعشرين من الدوري الألماني لكرة القدم عادية، سواء في أجوائها أو نتيجتها، وهي التي جرت، يوم أمس الجمعة، على ملعب "مرسيدس بينز ارينا" وجمعت بين بطلين سابقين للدوري الألماني شتوتجارت بطل 2007، الذي استضاف على ملعبه بروسيا دورتموند بطل نسختي 2011 و2012.
تواجه الجريحان اللذان سقطا من أعلى مراتب الأندية الألمانية وواكبا فرق المقدمة قبل أن يستقرا بشكل مفاجئ مع فرق القاع، في موقعة كان من المفترض أن تكون "قمة عريقة" من أجل التنافس على خطف مركز متقدم، لكن العكس كان حاضراً إذ تواجها في موقعة الهروب من شبح الهبوط.
بروسيا دورتموند الذي فاز على شتوتجارت بثلاثة أهداف مقابل هدفين ليواصل "وصيف بطل أوروبا النسخة قبل الماضية" صحوته ويرضي عشاقه الحزينين على ما صار إليه الحال، وفي مشهد مهيب واست جماهير دورتموند لاعبيها في الوقت الذي عبرت فيه عن حزنها جراء تلك الهزائم التي يتلقاها الفريق وأصابتهم في حيرة، حيث تكلم حارس مرمى دورتموند رومان فايدنفيلر واللاعبون مع الجماهير وطالبهم بالصبر ومواصلة التشجيع، وذلك عقب الهزيمة بهدف نظيف على يد فريق أوجسبورج في الجولة التاسعة عشرة من "البوندسليجا".
وكان للمشهد المؤثر، الذي تداولته العديد من وسائل الإعلام العالمية قبل أسبوعين، أثر كبير في نفوس اللاعبين، فبات دورتموند يحقق الانتصار تلو الآخر لينجح في الفوز ثلاثة مرات متتالية ما منحه التقدم على سلم الترتيب للمركز العاشر برصيد 25 نقطة بعيداً عن القاع.
المشهد نفسه تكرر، يوم أمس، مع "العريق والغريق" شتوتجارت الذي يترنح بنتائجه السلبية التي وضعته في المركز الأخير برصيد 12 نقطة فقط، فبات الفريق قريباً أكثر من أي وقت مضى من الهبوط.
وعلى الرغم من تقديمه مباراة قوية ضد الجريح الآخر دورتموند إلا أن شتوتغارت تلقى خسارته الثانية عشرة في "البوندسليجا"، لكن ذلك لم يمنع محبي وعشاق الفريق من مواساة اللاعبين والشد من أزرهم لعل المحصلة تكون في قادم الأيام أفضل حالاً، كما حصل مع دورتموند ولاعبيه.
وعلى وصف أمير الشعراء المصري، أحمد شوقي، حين قال:"كلنا في الهم شرقُ" ينطبق الحال على العريقين دورتموند وشتوتجارت في الدوري الألماني مع اختلاف الاتجاهات.