على خُطى نيمار.. لاعبون رفضوا البقاء في الظل

على خُطى نيمار.. لاعبون رفضوا البقاء في الظل

11 اغسطس 2017
(NurPhoto)
+ الخط -

يبدو أن الإثارة في عالم كرة القدم قد بدأت قبل أوانها، فالتضخّم المالي الغريب الذي شهده سوق الانتقالات الحالي والصفقات النارية غير المتوقّعة جعلت جماهير كرة القدم يتابعون مسلسل الانتقالات بفضول غير مسبوق، وكأنهم يتابعون أخبار الجولات الحاسمة في الدوريات الكبرى.

فمنذ أن بدأت فترة "الميركاتو" أشعل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو لهيب الإثارة بإعلانه عن نيّته مغادرة قلعة الملكي إثر اتهامه بالتهرّب الضريبي، فارتفع سقف التوقّعات لأغلى صفقة في التاريخ حتى وصل إلى مليار يورو؛ وازدادت أسعار اللاعبين بعد هذه الحادثة، فوصل سعر مبابي إلى 180 مليون يورو، وتمت صفقة نيمار بصفقة قياسية وصلت إلى 222 مليون يورو، ليكون أغلى لاعب في التاريخ حتى اللحظة.

ومنذ أن تمّت صفقة نيمار، تحاول الصحافة العربية والعالمية أن تحلّل الأسباب التي دفعت باريس سان جيرمان للإقدام على هذه الصفقة، واختلفت الأسباب بين العوامل والأهداف الرياضية للنادي الطامح بالإنجاز الأوروبي، وبين الأهداف السياسية التي ربطت الصفقة بأزمة قطر السياسية؛ كما حاولت الصحافة أن تحلّل الأسباب التي دفعت نيمار للانتقال من ناد بحجم برشلونة إلى باريس سان جيرمان، فرجّحت بعض التقارير علاقة نيمار بمواطنه داني ألفيش، ورجحت تقارير أخرى محاولة نيمار الضغط على إدارة برشلونة لزيادة مرتبه، في حين أرجعت معظم التقارير السبب لرغبة نيمار بالخروج من ظلّ ميسي، وسعيه للحصول على لقب أفضل لاعب في العالم؛ ويبدو المبرّر الأخير الأكثر منطقية، فلقب أفضل لاعب في العالم انحصر منذ عشرة أعوام بين كرستيانو رونالدو وميسي، ولم تتزعزع هذه الثنائية حتى العام الحالي، حيث توقع البعض خروج اللقب من الثنائي، قبل أن يتوهّج رونالدو في الجولات الأخيرة من دوري أبطال أوروبا، ليحسم اللقب الفردي عمليًا.

وهذه ليست المرة الأولى التي يخرج فيها لاعب متميّز من ناد كبير إلى ناد أقل شأنًا ليصبح اللاعب الأعلى قدرًا بناديه الجديد، فتاريخ كرة القدم حافل بالحوادث المشابهة، ومنها:


أليكسيس سانشيز
في سنة 2011، وصل سانشيز إلى برشلونة، وعلى الرغم من أن الفريق كان متخمًا بالنجوم، تمكّن من إثبات موهبته بسرعة كبيرة، ولكنه آثر سنة 2014 أن يخرج من النادي الكتالوني إلى أرسنال الإنكليزي بصفقة قياسية بالنسبة للنادي الإنكليزي، قيمتها 35 مليون يورو؛ ليتحوّل سانشيز بعدها من لاعب عادي إلى نجم الفريق، على الرغم من أن أرقامه لم تختلف كثيرًا، فهو سجل في برشلونة 39 هدفا في 88 مشاركة، وسجل في أرسنال 40 هدفا في 80 مشاركة.


دافيد فيا
بعد أن ترك دافيد فيا بصمة كبيرة في فريق فالنسيا، وبعد أن كان اللاعب الأكثر حسمًا في مونديال 2010، الذي ظفرت به إسبانيا، تعاقد النادي الكتالوني معه؛ إلا أن فيا لم ينسجم مع نجوم برشلونة حينها، وأمضى بالنادي ثلاثة أعوام كانت كفيلة بتراجع شعبيته وقيمته التسويقية في عالم كرة القدم، حتى انتقل إلى نادي أتلتيكو مدريد بصفقة زهيدة، قدرت بخمسة ملايين يورو؛ ومع الروخي بلانكوس تحوّل فيا إلى نجم من جديد، وكان له دور كبير في تحقيق أتلتيكو مدريد للقب الليغا الإسبانية، وفي الوصول إلى نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2013-2014.


آرين روبين
عندما لعب آرين روبين في نادي ريال مدريد، لم يتمكّن من ترك بصمة كبيرة فيه، وذلك ما دفعه للانتقال إلى النادي البافاري بعد موسمين فقط من تجربة النادي الملكي المزدحم بالنجوم، بصفقة قدرت بـ 24 مليون يورو؛ ومع النادي الألماني، تحوّل روبين إلى نجم الفريق سريعًا، ولا يزال يُعتبر أحد أبرز نجوم الفريق بعد 8 أعوام.


يايا توريه
رغم أن اللاعب الإيفواري يايا توريه، حصد مع برشلونة العديد من الألقاب الجماعية في الفترة التي قضاها مع برشلونة، وأهمها لقب دوري أبطال أوروبا 2009، إلا أنه لم يكن يومًا أحد النجوم البارزين بالفريق، بل إنه جلس في أيامه الأخيرة على دكة البدلاء، ليتيح المجال للاعب الإسباني بوسكيتس؛ ولكن انتقاله إلى نادي مانشستر سيتي الإنكليزي، بصفقة قدرت بـ25 مليونا، غير حياته، فتحول بسرعة إلى أبرز نجوم الفريق، وكان له فضل كبير بإنجازات السيتي منذ 2010 وحتى اليوم.


واين روني
قرّر الهداف التاريخي لمانشستر يونايتد أن يضع حدا لمسيرته مع الشياطين الحمر بعد أن قضى معظم الوقت على الدكة الموسم الماضي، وبعد أن خسر مكانته في المنتخب الإنكليزي، واتجه نحو ناديه القديم إيفرتون بصفقة انتقال حرّ، ليصبح نجم التوفيز قبل انطلاقة الدوري؛ ويرى عشّاق الفتى الذهبي أن انتقاله بمثابة فرصة جديدة ليعيد اكتشاف ذاته، ولينقذ مسيرته الكروية الكبيرة.

المساهمون