على خشبة بغداد... المسرح بلا أطفاله

على خشبة بغداد... المسرح بلا أطفاله

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
21 فبراير 2019
+ الخط -
يعود تأسيس مسرح الطفل في العراق إلى أربعينيات القرن الماضي، إلا أن وجوده عملياً كان قبل هذا التاريخ؛ إذ كانت الجاليات الفرنسية والبريطانية، في بغداد والبصرة والموصل، تنظم مسرحيات للأطفال في المدارس والحدائق العامة، مثل سندباد في بغداد، وعلي بابا والأربعين حرامي والفانوس السحري، وجيب العم عبد الله. تطوّر هذا المسرح في الستينيات والسبعينيات، لغاية الاحتلال الأميركي للعراق، وشهدت أروقته عشرات الأعمال المسرحية. 
وعُرفت مسرحيات على مستوى عربي، بل عالمي في بعض منها، مثل أمير الألوان وخليفة في الخيال وأبو القاسم الطنبوري وحلاق بغداد وعصفورة بابل.
غير أن الحال تبدل اليوم؛ فبالكاد بضعة موظفين في قانون هزيل ونظرة استصغار من قبل وزارة الثقافة التي يتولى مفاصلها الرئيسية منذ عام 2003 شخصيات بخلفيات دينية وفقاً لنظام المحاصصة الطائفية في العملية السياسية في العراق، والتي وصلت آخر الأمر إلى درجة مدير عام ورئيس قسم في اقتسام المناصب. عدا عن الوضع الأمني الذي يدفع بالعائلات إلى حرمان أبنائهم من أنشطة وهوايات مختلفة، وإبقائهم في المنازل قدر الإمكان.
يفتقر اليوم مسرح الطفل في العراق إلى ركائز مهمة وبديهية، أهمها عدم تخصيص أي مبالغ مالية له، فيعد هذا المسرح التابع لدار ثقافة الأطفال، وهي دائرة من دوائر وزارة الثقافة العراقية، وكل العاملين فيه، موظفين يقومون بنشاطات رسمية للوزارة فقط، أي تتم عروضهم أثناء المناسبات الرسمية لوزارة الثقافة.
سارة مسلّم، إحدى موظفات مسرح الطفل في بغداد، تقول لـ"العربي الجديد" إنه "لا يوجد طفل في مسرح الطفل، ويقتصر المسرح على وجود ممثلين موظفين على ملاك وزارة الثقافة يقومون بنشاطات وعروض مسرحية في المناسبات الرسمية تعرض للأطفال. والأسباب كثيرة، منها ما يتعلق بنظرة الأهل الخاطئة في تقدير مصير أبنائهم؛ خوفاً من أن يتركوا الدراسة لو دخل ابنهم إلى مجال التمثيل، ويتناسون أنهم يقتلون موهبة يمكنهم تنميتها وتطويرها".
توضح مسلّم: "لا يوجد تعاون بين وزارة التربية ووزارة الثقافة العراقية، لخلق طفل ممثل، علماً أن لدينا الكثير من الأطفال الموهوبين، ويتمنون المشاركة في مسرح الطفل، لكن عدم وجود تعاون بين هاتين الوزارتين أضاع هذه المواهب، واقتصر دور الطالب في الدراسة فقط. وبالنسبة لوزارة التربية، فإلى يومنا هذا يعد درس الفن والموسيقى درساً شكلياً فقط، ولم يعتمدوا هذا الدرس لإظهار المواهب وصقلها وتنميتها".

ومن جانبه، يقول المخرج المسرحي شهاب أحمد علي لـ"العربي الجديد": "نقوم بعروض مسرحية عديدة تصل إلى أكثر من 50 عرضاً سنوياً، ونعتمد في مسرحنا على ممثلين كبار موظفين في دار ثقافة الأطفال التابعة لوزارة الثقافة، ولا يوجد ممثلون أطفال في الدار؛ حيث تفتقر وزارة الثقافة إلى هذه الفقرة بسبب القانون الوظيفي، لأنه لا توجد فقرة لتوظيف أو تعاقد مع الأطفال، وأيضاً بسبب توجه أولياء الأمور في منع أطفالهم من الوصول إلى المسرح والتمثيل خوفاً على مستقبلهم، بحسب ما يعتقدون". 

أما الممثلة لبوة عرب فتقول لـ"العربي الجديد": "دخلت التمثيل من عمر ست سنوات على خشبة مسرح الطفل، واستمررت في التمثيل على مسرح الطفل إلى يومنا هذا. وفي الشهر القادم سنعرض مسرحية "بيت الحيوانات". نحن نفتقر في مسرح الطفل إلى وجود أطفال ممثلين، ونأمل في الفترات المقبلة أن يكون بيننا أطفال ممثلون".




ذات صلة

الصورة
العثور على جثمان الطفلة هند وأسرتها (فيسبوك)

مجتمع

عُثر على جثمان الطفلة هند رجب، وخمسة من أفراد عائلتها، بينهم جثث متحللة، اليوم السبت، بعد محاصرة قوات الاحتلال السيارة التي كانت تقلّهم قبل 12 يوماً.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة
يشارك أطفال المغرب في كل فعاليات دعم غزة (العربي الجديد)

مجتمع

يلقي ما يعيشه قطاع غزة من مآسٍ إنسانية من جراء قتل الاحتلال الإسرائيلي آلاف الأطفال الفلسطينيين، بظلاله على كافة مناحي الحياة في المغرب.
الصورة

منوعات

ظهرت نتيجة إقالة "آرتفوروم" لرئيس تحريرها ديفيد فيلاسكو، بسبب رسالة مساندة للفلسطينيين، بشكل واضح في عددها الأخير، بعدما قاطعها كتاب وفنانون ونقّاد ومؤرخون.

المساهمون