Skip to main content
علاء نبيل بطل شعبي...رفع راية الرفض لدوري "مرجان أحمد مرجان"

العربي الجديد ــ القاهرة

علاء نبيل مدرب المقاولون العرب (تويتر)

أصبح في نظر الجماهير المصرية "بطلا شعبيا" ورجلا شجاعا..ورمزا وطنيا..مثلما هو الحال في قصص الأحياء الشعبية والدراما المصرية في دقائق قليلة، عندما كسر حاجز الصمت وتحدى هواجس الخوف والرعب، وتحمل بشجاعة نادرة مهمة التصدي لتخريب الكرة المصرية، والتحدث بشكل واضح وصريح عن "مأساة" حقيقية اسمها "الدورى الملاكي" أو ما يسمى الآن" "دوري مرجان أحمد مرجان"، نسبة إلى الرواية الشهيرة للكاتب يوسف معاطي قبل نحو 12 عاما عن الفساد المالي لرجل أعمال يشترى الآخرين بأمواله.

علاء نبيل المدير الفني للمقاولون العرب فعلها غير عابئ بالثمن الذي يمكن أن يدفعه، بسبب قراره الوقوف أمام تركي آل شيخ رئيس الهيئة العامة الرياضية السعودية، ومالك نادي بيراميدز المصري، وكشف ما يحدث من انبطاح كبير تعيشه الكرة المصرية أمام رجل يخشاه اتحاد الكرة، ويصمت كبار الأهلي أمام إهاناته لهم، ويشاركه الزمالك في التعاون خوفا من بطشه ونفوذه الرهيب، على خلفية واقعة استدعاء طاقم تحكيم تونسي في أقل من 12 ساعة فجأة، لإدارة لقاء بيراميدز والمقاولون العرب في الدوري المصري، تلبية لرغبات تركي آل شيخ، رغم أن اتحاد الكرة نفسه هو من رفض من قبل للعديد من الأندية منها الأهلي والزمالك وسموحة، طلبات استقدام حكام أجانب بدعوى دعم الحكم المصري.



بات علاء نبيل الذي تم إيقافه مباراتين من قبل الاتحاد المصري في عيون الجماهير المصرية الآن مثل شخصية "جيهان مراد" دكتورة الحضارات التي تصدت لفساد مرجان أحمد مرجان في الفيلم الشهير، بتصريحاته النارية التي تحدث فيها عن إهدار كرامة الكرة المصرية، والانبطاح الذي تعيشه منذ ظهور تركي آل شيخ في المشهد، والذي جاء اسمه في طيات كلمات علاء نبيل الذي أعلن اعتزاله التدريب من فرط غضبه.

قد يظن البعض أن ما فعله علاء نبيل أمر مفاجئ في حياة رجل تأثر كمدير فني للمقاولون بالظلم، ولكن ما حدث هو نتيجة طبيعية لمسيرة رجل قدم الكثير للكرة المصرية سواء لاعبا أو مدربا كان فيها رمزا للالتزام والانضباط مع تحقيق الإنجازات والعمل الجاد والوطني.

علاء نبيل الذي لا يتذكره الكثيرون من الجيل الحالي، كان المدرب المساعد للراحل محمود الجوهري، الذي اكتشفه كمدرب وضمه إلى طاقمه المعاون في منتخب مصر عام 1996، وهو في الرابعة والثلاثين من عمره، وكان رجلا من رجالات جهازه المعاون الذي نجح في الحصول على لقب بطل كأس الأمم الأفريقية في بوركينا فاسو عام 1998، وظل علاء نبيل يعمل تحت ولاية الجوهري، سواء في مصر أو الأردن، لأكثر من 10 سنوات استمد فيها الكثير من الخبرات التدريبية.

وبالنظر إلى تاريخه كلاعب الذي لم يجد الاهتمام الكافي في ثمانينيات القرن الماضي، مع قلة التركيز على أندية الشركات وقتها، نجد أنفسنا أمام أسطورة حقيقية قدمت الكثير في سنوات قليلة جدا كلاعب اعتزل مبكرا وقبل أن يتجاوز الثلاثين من عمره.

وسجل علاء نبيل خلال مسيرته كلاعب برفقة المقاولون العرب أكثر من 50 هدفا في كل البطولات ويعتبر من هدافيه الأوائل عبر كل العصور، خاصة وأنه كان مع زميله علي شحاته وحدهما من بين هذا الجيل الفذ الذي نجح في إيجاد مكان له في تشكيلة المنتخب المصري، وشارك معه لعدة سنوات في الكثير من البطولات سواء كمهاجم أو جناح أيسر وهما المركزان المفضلان في حياة نبيل كلاعب.

ومع المنتخب المصري، يملك علاء نبيل تاريخا أيضا لا ينسى، فقد شارك في أكثر من 40 مباراة دولية وحقق في مسيرته الدولية الكثير من النجاحات، وكان أولها عندما استدعاه محمد عبده صالح الوحش مدربه الذي اكتشفه في المقاولون العرب إلى المنتخب المصري في عام 1983، وصنع منه لاعبا أساسيا في قيادة الهجوم بجانب محمود الخطيب أسطورة الأهلي.

وكتب علاء نبيل في مسيرته الدولية لحظات فارقة أبرزها تسجيله لهدف فوز المنتخب المصري على نظيره الجزائري في القاهرة عام 1984 والذي قاد به الفراعنة إلى التأهل لدورة الألعاب الأولمبية، وقتها في لوس أنجليس الأميركية وعلى حساب الجزائر في أوج عصورها بوجود أساطيرها الكبرى مثل الأخضر بلومي ورابح ماجر وعلي فرجاني.