عطلة اليهود لم تعد ميزة لتجار يافا العرب

عطلة اليهود لم تعد ميزة لتجار يافا العرب

20 مارس 2015
الصيادون العرب يعانون من التضييق الإسرائيلي (العربي الجديد)
+ الخط -

لسنين طويلة ظلت مدينة يافا الفلسطينية على الساحل الشرقي للبحر المتوسط أهم وأقدم مدن فلسطين التاريخية، وأنشطها اقتصادياً، لكن بزحف الاحتلال، تحول مجتمع يافا الذي تعددت أنشطته الاقتصادية من صيد وتجارة وزراعة وعمران، إلى الانحسار في أعمال ضيقة، ما زاد من ارتفاع معدلات الفقر بين عرب المدينة.

فأكثر من نصف العرب في يافا يعيشون تحت خط الفقر، بما يعادل 54%، ما اضطر أغلبهم إلى النزوح إلى مدينتي "اللد" جنوب شرق يافا و"الرملة" على الطريق بين يافا والقدس المحتلة، بسبب غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الشقق السكنية.

وتقع يافا اليوم ضمن بلدية "تل أبيب - يافا"، حسب التقسيم الإداري لسلطات الاحتلال الإسرائيلي. وتبعد عن القدس حوالي 55 كيلومتراً إلى الغرب، وكانت لفترة طويلة تحتل مكانة هامة بين المدن الفلسطينية الكبرى من حيث المساحة وعدد السكان والموقع الإستراتيجي، حتى تاريخ وقوع النكبة عام 1948، وتهجير معظم أهلها الفلسطينيين.

وقال سامي أبو شحادة، الباحث في شؤوون يافا وأحد سكانها لـ "العربي الجديد": "لم يتبق لنا غير الاقتصاد الخدماتي الذي يشمل قطاع البناء والمطاعم والتنظيف وإصلاح السيارات.. نحن مجتمع تم تهميشه".

 وأضاف أن "القاعدة الاقتصادية ليافا لم تعد موجودة بعد النكبة، كان ميناء يافا تجارياً دولياً بسيطرة فلسطينية كاملة، كما كان المدخول الاقتصادي الأساسي من تصدير الحمضيات إلي الخارج، لكن هذا لم يعد موجوداً".

 وتابع أن "عرب يافا اليوم محاصرون، فنحن 20 ألفاً مقابل مليوني يهودي. كما أنه لم يعد العمل في الزراعة والصيد متاحاً".

وفي لقاء مع رجل الأعمال عمر سكسك، وهو رئيس رابطة لرعاية شؤون عرب يافا، قال "الظروف المعيشية هنا صعبة جداً.. نحن الحلقة الأضعف اقتصادياً في محيطنا".

وأضاف "في السابق كنا أصحاب أشغال حرة وأصحاب أملاك وحرف .. كنت من أول من فتح متجراً في الشارع الرئيسي يفت، قبل 35 سنة بمجال البناء. وكانت لنا فرصة ذهبية في الثمانينات والتسعينات، لأن أغلب المتاجر اليهودية وقتها كانت تغلق أيام السبت وأعياد اليهود، لكن اليوم يفتحون المطاعم والمتاجر في أيام السبت فضعفت قوتنا الاقتصادية".

وتابع أنه في السنوات العشر الأخيرة، بدأ تسويق الأراضي بكثافة بأسعار باهظة من جانب المستثمر اليهودي، حتى لا يستطيع العربي أن يشتري بيتاً في حيه، بينما هناك تكالب من الإسرائيليين على شراء بيوت الفلسطينيين لإفراغ المدينة من العرب.

وأشار إلى أن هناك نزوحاً من عشرات الأزواج الشابة إلى مدن الرملة واللد، بسبب غلاء الشقق، ولأن البيوت أرخص هناك، لافتاً إلى أن إيجار شقة من غرفتين في يافا يصل إلى 4500 شيكل (1100 دولار).

كما يعاني الصيادون العرب من التضييق ومحاولة إخلائهم من ميناء يافا. وقال رئيس رابطة الصيادين، سعدوعزب "يحاولون منعنا من بيع الأسماك في الميناء، فالبلدية تريد ترحيلنا وتحويل الميناء إلى سياحي".


اقرأ أيضاً:
اقتحامات جيش الاحتلال تهوي بمبيعات أسواق الضفة