عسكريون يمنيون يعودون من الرياض إلى سقطرى... وتصعيد في الحديدة

عسكريون يمنيون يعودون من الرياض إلى سقطرى... وتصعيد في الحديدة

14 يوليو 2020
معارك عنيفة شهدتها الحديدة بين القوات المشتركة المدعومة إماراتياً والحوثيين (Getty)
+ الخط -

عاد عدد من القيادات العسكرية والأمنية اليمنية إلى أرخبيل سقطرى، اليوم الثلاثاء، بعد مشاورات غير معلنة مع القيادات السعودية استمرت أسبوعاً، في إطار البحث عن حلول لتنفيذ اتفاق الرياض المتعثر، فيما تشهد محافظة الحديدة، غربي البلاد، تصعيداً عسكرياً كبيراً ينذر بانهيار اتفاق استوكهولم الذي ترعاه الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار منذ عام ونصف.
وقال مسؤول محلي في سقطرى لـ"العربي الجديد" إن جميع القيادات العسكرية والأمنية الموالية للشرعية عادت مساء الثلاثاء إلى سقطرى على متن طائرة سعودية، بعد زيارة إلى الرياض والالتقاء بقيادات الحكومة الشرعية ومسؤولين من التحالف السعودي.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إلى أن من بين العائدين قائد اللواء الأول مشاة بحري علي سالمين، وقائد الدفاع الساحلي سعد صومال، وقائد الشرطة العسكرية نوح عيدهن، ومدير شرطة أرخبيل سقطرى فائز شطهي.
ووفقاً للمصدر فقد التقت القيادات بمحافظ سقطرى الموجود في الرياض رمزي محروس، ووزير الثروة السمكية فهد كفاين وعدد من المسؤولين بالحكومة الشرعية.

وتضغط الحكومة الشرعية لإعادة الأوضاع إلى ما كانت الأمور عليه في سقطرى قبل اجتياح القوات الموالية للإمارات عاصمة الأرخبيل الأسابيع الماضية، وذلك قبل الموافقة النهائية على الخوض في تفاصيل تشكيل حكومة مشتركة مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
ومن المرجّح أن تمهد عودة القيادة العسكرية والأمنية لعودة مرتقبة لمحافظ سقطرى رمزي محروس، الذي تشترط الشرعية عودته لممارسة مهامه، وانسحاب القوات الانفصالية من مقر المحافظة.

تضغط الحكومة الشرعية لإعادة الأوضاع إلى ما كانت الأمور عليه في سقطرى قبل اجتياح القوات الموالية للإمارات

في سياق آخر، شهدت مدينة الحديدة الساحلية خلال الساعات الماضية اندلاع معارك عنيفة بين القوات المشتركة المدعومة إماراتياً والحوثيين، في مناطق التماس التي كانت تشهد هدوءاً نسبياً خلال الأشهر الماضية.
وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" إن المعارك امتدت إلى حي 7 يوليو وكيلو 16 ومدينة الصالح وخطوط التماس في شارعي صنعاء والخمسين، شرقي مدينة الحديدة.
وأرجعت القوات المشتركة اندلاع المعارك إلى محاولة الحوثيين اختراق خطوط التماس الأمامية في كيلو 16. وقال المتحدث العسكري لألوية العمالقة المدعومة إماراتياً مأمون المهجمي، في تغريدة على تويتر، إن المعارك التي دارت خلال الساعات الماضية أسفرت عن مقتل 24 حوثياً، لكن جماعة الحوثي لم تعلن عن ذلك رسمياً.

ولم تتوقف المعارك على تخوم مدينة الحديدة، واتهمت القوات المشتركة الحوثيين باستهداف قرى سكنية ومزارع في منطقة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه جنوب الحديدة، وقصف أحياء في مديرية حيس بقذائف الهاون، ما أسفر عن إصابة مواطن.
واتهمت مصادر حكومية الحوثيين بالتوجه لتفجير الوضع عسكرياً من جديد بالحديدة، وذلك بدفع مئات المجاميع المسلحة صوب مديرية "التحيتا"، فضلاً عن خطوط التماس شرقي مدينة الحديدة.

وفي المقابل، اتهم الحوثيون القوات المشتركة المدعومة إماراتياً بارتكاب 86 خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار بالحديدة، وسط تحليق لست طائرات حربية للتحالف السعودي الإماراتي في أجواء مدينة الحديدة ولكن من دون شن غارات، وفقاً لقناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة.
ولم يصدر أي تعليق من قبل البعثة الأممية بالحديدة، التي مدّد لها مجلس الأمن عاماً إضافياً، حول التصعيد العسكري الجديد، ومنذ توقيع اتفاق استوكهولم، منتصف ديسمبر/كانون الأول 2018، أخفقت الأمم المتحدة في تثبيت الهدنة بشكل تام على الرغم من تراجع الأعمال القتالية والضربات الجوية خلال الأشهر الماضية بالساحل الغربي.

 

وبعيداً عن الحديدة، شهدت مدينة تعز الخاضعة للحكومة الشرعية، اليوم الثلاثاء، احتجاجات وقطعاً للطرقات نفذها عسكريون في شارع جمال عبد الناصر، بقلب المدينة، تنديداً بمقتل قائد عسكري في الشرطة العسكرية على أيدي مسلحين. وقال شهود عيان لـ" العربي الجديد" إن المحتجين أغلقوا عدداً من الشوارع الرئيسية لعدة ساعات بالإطارات المشتعلة، مطالبين السلطات المحلية بضبط الجناة، قبل أن تخرج دوريات أمنية لفتح الشوارع بعد إطلاق أعيرة نارية بالهواء من دون سقوط ضحايا.

المساهمون