برلسكوني استغل ميلان للفوز بالانتخابات (getty)
من يقرأ سيرة رئيس الوزراء الإيطالي السابق، ورئيس ميلان الحالي، سيلفيو برلسكوني، يجد أنه في كل مرة يدخل باب المحكمة بتهمة الفساد، ثم يخرج من الباب الآخر لمقعد الرئاسة من جديد. وعندما كان هذا الرئيس "مراوغاً" في فترة رئاسته الحكومة الإيطالية كان ميلان بخير.. وعندما انتهت حياته السياسية، قال: سأترك السياسة لكي أتفرغ لمعشوقي الوحيد ميلان!
ليتك لم تترك السياسة يا ريّس.. ليس تقديراً لفترة رئاستك الحكومة الإيطالية، بل لأجل قميص لونه أحمر وأسود، كنت مهتماً فيه لمآرب سياسية، وجعلته أحد عظماء أوروبا وأحببت رجاله وبنيت له تاريخا مشرّفا تهدمه اليوم حجراً حجراً لأنك تشبعت، ولأنك مهمش سياسياً.
هل تبكي على ميلان الآن يا برلسكوني؟ أجاب ذات مرة، وقال نعم، إنني أبكي. إنها دموع تماسيح لا أكثر على حال ميلان المتهالك، لأن التغيير بيدك لو أردت، ومتى أردت، لكننا نراك اليوم تسترجع ما دفعت لا أكثر، والضحية جمهور يحترق على حال أحد عظماء أوروبا..
برلسكوني -يا قارئ مقالتي هذه- وبحسب بعض الأخبار والصحف، يدفع لمطلقته قرابة 36 مليون يورو سنوياً! هل تعلم مقدار هذا المبلغ؟ أي أنه يدفع لها 100 ألف يورو يومياً.. هذا العجوز يملك المال، ومتى ما أراد الدفع فسيدفع، لكن متى يريد؟ والسؤال الأهم لأجل ماذا سيدفع؟ فحاجته انتهت.. هذا العجوز بحسب مجلة فوربس المعنية بالمال وأثرياء العالم، والتي تصدر قائمة بأغنى الأندية من حيث القيمة السوقية جعلت ميلان في المرتبة السادسة برصيد يقدر بـ 940 مليون يورو.
منك لله يا ريس.. عندما تشاهد سوق الانتقالات في مختلف الأندية الأوروبية تشعر بمعاناة جمهور ميلان جراء سوقهم المخجل جداً.. كيف كانوا سابقاً يشترون ما لذ وطاب، وكيف أصبحوا الآن يبيعون النجوم ويشترون متردية ونطيحة و"بلاش".. والرئيس هنا وهناك واحد.
ربما يستطيع أي محب لك يا ميلان أن يتغزل ويتغنى ويكتب المؤلفات الشعرية والنثرية على أوراق ميلان المتهالكة والمتقطعة وبإمكانه أن يتفاخر بماض قديم ويقول إنك وإنك وإنك. . ويستطيع أن يتلاعب بالكلمات كأحجار الشطرنج أو حتى أن يحول قطاً ذليلاً مريضاً إلى أسد متوحش جبار! لكنه والله لا يستطيع أن يغير الواقع ولا أن يغير الحاضر ويكتفي ببكاء على الأطلال أو بأمل كاذب.. بأمل أن يعود من أحب كما كان! إما سياسة واضحة صادقة تمشي عليها يا برلسكوني أنت وخادمك غالياني، وسيصبر عليها المحب، وإما أن تجعل الكرسي لغيرك، لعل وعسى أن يأتي شخص يُنعش أنصار ميلان، لأن هذا الميلان اليوم أصبح مريضا لا يقوى حتى على الابتسامة ولا خلقها حتى على من يحبه!
سأكتفي وأقول مثلما قال مشجعي الكورفا سود ولسان الميلانيستا كلهم كذلك أيضا: "نشكر الله على أن تاريخ وبطولات النادي لا تباع".
لمتابعة الكاتب..https://twitter.com/ITALY_00