عزمي بشارة وسؤال "ما العمل؟" نضال في جبهات متعدّدة

عزمي بشارة وسؤال "ما العمل؟" نضال شامل في جبهات متعدّدة

25 يونيو 2020
+ الخط -
الكلامُ نشرٌ والسكوتُ طيّ؛ هذا ما كان يردّده العرب. والمقصود إليه هنا أن الأفكار لا قيمة لها إذا ظلت كامنةً في العقول كمون النار في الصوان، ولا بد من قادحٍ ماهر ليخرجها من حال القوة إلى حال الفعل. وهذا هو ديدن الدكتور عزمي بشارة الذي ما إن يُنهي بحثًا في مسألة شائكة حتى يبدأ في معالجة مسألةٍ شائقةٍ أخرى، وربما يتوفر على موضوعات عدة في الوقت نفسه. وكتابات بشارة متصلة اتصالًا عضويًا بالقضايا التي يواجهها العرب اليوم، كالعلمانية والسلفية، والحرية والانتقال من التسلط إلى الديمقراطية، والثورات العربية المجهضة والمجتمع المدني، وفلسطين بالطبع التي ناضل في ربوعها طويلًا في سبيل حرية من بقي من شعبه فيها، ودفع في خضم ذلك أثمانًا سياسية وشخصية باهظة، أقلها النفي عن وطنه؛ فهي إذاً كتابات غير تأملية، بل حيوية تمامًا، ومنبثقة من صميم المشكلات التي يضج بها المجتمع العربي والفكر العربي معاً. بمعنى آخر، ما يكتبه عزمي بشارة من بحوث ودراسات ومقالات لا يندرج في سياق التنزه بين الأفكار، بل هو مكابدة شاقة ومعاناة قاسية، كي يتمكن من تقديم رؤية أو فكرة أو جادّة للمستقبل. وفي هذا المضمار صدر كتابه الجديد "صفقة ترامب – نتنياهو" (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، بيروت: 2020) ليحتوي ما هو أبعد من مناقشة تلك الصفقة التي يبدو أن جائحة كورونا ستقضي، ولو مؤقتًا، على زخمها العربي والدولي. 
فصفص عزمي بشارة "صفقة ترامب – نتنياهو" بطريقة حاذقة، وفكّك جميع عباراتها كما يفعل ساعاتي ماهر، ثم أعاد تركيبها ليُظهرَ مخاطرها الجلية والخفية. ولعل الفصل الثالث الموسوم بعنوان "ما العمل؟" هو أكثر فصول الكتاب إمتاعًا ومؤانسةً وإثارة للمجادلة والمناقشة، وهو يُعدّ مساهمة معمقة وجريئة وجديدة في التصدّي للقضايا التي وقف على تخومها التفكير الفلسطيني، خصوصًا أساليب النضال في هذه الأحوال المضطربة والسديمية.
أوراق القوة
"ما العمل؟" و"ما البديل؟" كانتا العبارتين الأكثر شيوعًا في المناقشات الفكرية والسياسية في 
مرحلة ما بعد هزيمة عام 1967، ولا سيما في أوائل سبعينيات القرن المنصرم. وكنا نصطدم بهما، ونعجز عن الإجابة. ولذلك نفرنا من كتاب لينين "ما العمل؟"، ولا سيما أنه يمجّد المركزية في الأحزاب الشيوعية، والتي نسختها المنظمات الفلسطينية المسلحة من دفاتر الأحزاب الشيوعية مستخدمة عبارة "الديمقراطية المركزية". لكن كتاب عزمي بشارة هذا يختلف، في الشكل والجوهر، عن "ما العمل؟" تبع لينين ومَن ورثه بعده، مع أنه لا يتوانى عن تحطيم الأيقونات الفكرية والسياسية والقومية المقدسة في كلامه على "القومية اليهودية" التي نشأت في سياق كولونيالي إحلالي، وترسخت في مسار تأسيس دولة إسرائيل (ص 118). ومهما يكن الأمر، فإن بشارة يؤكد، في كتابه هذا، أن ليس من مهمات الشعب الفلسطيني، في المرحلة الراهنة، اقتراح حلول، بل النضال في سبيل أهدافه (ص 109)، وهو يتحفظ عن عرض أي حل، ويدعو، في الوقت نفسه، إلى النضال ضد نظام الأبارتهايد الصهيوني لتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني (ص 116).
إسرائيل، كما هو معروف، تدير اليوم ثلاثة أنظمة للحكم: نظام "ديمقراطي" لليهود (80% من السكان)، ونظام عنصري للعشرين في المئة (أي للفلسطينيين العرب الذين ظلوا في ديارهم الأصلية)، ونظام احتلال للضفة الغربية والقدس. والفلسطينيون خاضعون لسلطة إسرائيلية واحدة بدرجاتٍ متفاوتة من الخضوع. لذلك، كما يقول عزمي بشارة، يجب أن يكون النضال ضد نظام الأبارتهايد الإسرائيلي العنصري شاملاً، وإنْ كان في جبهاتٍ متعدّدة (ص 110). ويستفيض الكاتب في الكلام، فيؤكد أن المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين فشلت مثلما فشل تحرير فلسطين بالحروب العربية – الإسرائيلية، أو بالحرب الشعبية طويلة الأمد، أو بالعمليات عبر الحدود، أو بعمليات الخلايا العسكرية في الداخل، مع أن هذا كله يُعدّ فصلًا مجيدًا من فصول النضال الفلسطيني، لكنه انتهى (ص 117). ولذلك، فهو يرى أن العودة إلى الاستراتيجيات القديمة أمر غير ممكن، والحديث عن العودة إلى الكفاح المسلح مجرّد كلام؛ إنه نوع من النوستالجيا التي تدفئ قلوب المخضرمين الذين ناضلوا بإخلاص، وقدّموا التضحيات، لكن الكفاح المسلح اليوم لا يقدم بديلًا ولا يحل مشكلة (ص 113).
ما المطلوب حقًا، وما العمل فعلًا؟ يرى عزمي بشارة أن المطلوب البدهي هو النضال الفلسطيني الشامل ضد العنصرية الصهيونية، وعدم فصل قضايا الشعب الفلسطيني المتشعبة في الضفة الغربية والقدس وغزة وأراضي 1948؛ فهؤلاء جميعًا هم السكان الأصليون الذين يعيشون تحت سيطرة منظومة إسرائيلية واحدة (ص 115 - 116). ويؤكد بشارة أن من المحال أن يفرض
الشعب الفلسطيني إرادته على الدولة الصهيونية إذا لم يكن شعبًا منظمًا وقويًا ويمتلك المؤسسات السياسية والاقتصادية والتعليمية والصحية والتشغيلية الملائمة. وفي هذا الميدان، يسخر من دعوات حل السلطة الفلسطينية، لأنه يؤدّي إلى الفوضى، أو إلى نوع من الانقلاب العسكري بدعم إسرائيلي وأميركي (ص 114)، ويعترف بأن التفاوض بين سلطتين (سلطتي حركتي فتح وحماس) لن يؤدي إلى المصالحة؛ فلا يمكن، بحسب رأيه، تحقيق الوحدة بالتفاوض، لأن "حماس" و"فتح" لن تتنازلا عن سلطتيهما اللتين تتحكّمان بالثروة والأجهزة الأمنية والسكان وعلاقاتهما الدولية، بما في ذلك التفاوض مع إسرائيل مباشرة أو بالواسطة (ص 120). ولهذا، فهو يدعو إلى أن تتحول السلطة في الضفة الغربية والسلطة في قطاع غزة إلى هيئتين لإدارة شؤون الناس وبناء المؤسسات وتعزيز قدرة الفلسطينيين على الصمود في وجه الاحتلال لا أكثر. ويقترح عزمي بشارة على الفلسطينيين أن يبتدعوا قيادة فلسطينية جديدة فوق السلطتين في الضفة وغزة، على أن تكون الهيئتان تابعتين للقيادة السياسية الجديدة، أو للمؤسسة السياسية الجديدة على غرار منظمة التحرير الفلسطينية في ذروة صعودها (ص 120).
ما هي أوراق القوة الباقية اليوم في أيدي الفلسطينيين في مواجهة دولة الأبارتهايد الصهيوني؟ إن البقاء في المكان، بحسب رأيي، هو المعجزة الفلسطينية، وهو تذكير يومي بأن هذا الشعب لم يُهزم، بل إنه ما برح يجسّد الخطر التاريخي الماثل أمام الصهيونية وإسرائيل. ولا ريب أن وجود الشعب الفلسطيني فوق أرضه، وعدم التسليم بالاحتلال ونتائجه، يجعلان مقولة كلاوزفيتس صحيحة تماماً حتى في المثال الفلسطيني، وهي أن القوي يخسر إذا لم يربح، وأن الضعيف يربح إذا لم يُهزم. ولم يُهزم الفلسطينيون حتى بعد 72 سنة على النكبة.
"طخّيخة" الكيبورد والأرخبيل الإندونيسي
يتضمن الكتاب أفكارا وفيرة تستحق النقاش المستفيض. وهنا يأخذ الكاتب على المثقفين والباحثين الفلسطينيين انهماكهم في مناقشة يوتوبيا حل الدولة الواحدة كأنه حل بديل، فيما لا يريد بعض هؤلاء من السجال غير البرهان على أن حل الدولتين فاشل (ص 119). هؤلاء في معظمهم، وليس جميعهم بالتأكيد، هم، بحسب ما أرى، "طخّيخة" الكيبورد، أي "فرسان" القتال بالكمبيوتر والهواتف الذكية. وهؤلاء تراهم يستيقظون في الصباح المتأخر ويشربون عدة أكواب من النسكافيه، ثم يمتطون كرسيًا إلى جانب طاولة الكمبيوتر، ثم يبدأون المنازلة ضد هذا، والسخرية من ذاك، وشتم ذلك. وعندما تنهكهم تلك المعارك، ويكون الوقت قد بلغ الهاجرة، يضعون "الماوس" من أيديهم ويرتاحون، فيما لسان حالهم يقول للشعب الفلسطيني: لقد حاربنا اليوم ما يكفي، فاذهب أنت وربك من بعدنا وقاتلا.
يفضح عزمي بشارة المغالطات الكثيرة المنثورة في "صفقة ترامب – نتنياهو" المصوغة بلغة منشور دعائي صهيوني من نوع الكراريس التي توزعها إسرائيل على السياح الإنجيليين في القدس (ص 50). ويلفت إلى أن الأمور الإيمانية لا ترد عادة في الوثائق السياسية إلا في هذه "الوثيقة" التي تقول "إن القدس كانت دائمًا عاصمة دينية للشعب اليهودي"، فيسخر بشارة من هذه العبارة بقوله بعد التصرف: كأن كلمة "عاصمة" كانت موجودة في الزمن الخرافي المفترض للتوراة. وقد لاحظ أن مبادرة ترامب لا تخجل من تذكيرنا بأن كلمة القدس وردت في التوراة 700 مرة، فيما لا ترد الكلمة في القرآن ألبتة (ص 50). وخلافاً لمن استهان بهذه المبادرة الأميركية يتخوف عزمي بشارة من عقابيلها، فهي صفقةٌ خطيرة، لأنها تمثل إعلانًا أميركيًا 
صريحًا عن دعم غير محدود لسياسة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وربما تتحول، رويدًا رويدًا، إلى التزام أميركي (ص 13). ولا يتورّع ترامب عن الإفصاح، بكل وقاحة، أن الحق هو للقوة، وما احتلته إسرائيل في عام 1967 سيبقى لها. ويرصد الكاتب عدم ورود كلمة احتلال قط في نص المبادرة (ص 54). ولمزيد من الكذب والتعمية، تتحدث الصفقة عن أن إسرائيل ضحّت وانسحبت من 88% من الأراضي التي استولت عليها في عام 1967 (ص 56). والحال، كما يقول عزمي بشارة، هو غشٌّ كامل، فالمقصود بالانسحاب هنا هو الانسحاب من شبه جزيرة سيناء، بينما الحديث عن السلام يدور على الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم على الجولان. ويناقش المؤلف، في ثنايا كتابه، الخداع الذي مارسته المبادرة في قضايا مثل المستوطنين (ص 66) والسيادة التي تزعم صفقة ترامب أنها حجر عثرة في المفاوضات ولا لزوم لها (ص 69). والعبارة هنا تنصرف إلى السيادة الفلسطينية، لا إلى السيادة الإسرائيلية. وتبدو خريطة فلسطين الجديدة، كما بينتها الخرائط الأربع التي احتواها الكتاب، مثل أرخبيل إندونيسي، أو مثل جبن الروكفورت المخرّق بالعفن الأخضر، لأن صفقة ترامب – نتنياهو تعرض "دولة" على 58% من أراضي الضفة الغربية المحتلة (علاوة على قطاع غزة) من دون سيادة، ومن دون حدود أو جيش أو سيطرة على المعابر البرية وعلى المجالين الجوي والبحري، ومن دون القدس ومن دون حل مشكلة اللاجئين. وقصارى القول في هذا الشأن إن صفقة ترامب – نتنياهو ترمي إلى تحويل قضية فلسطين من قضية تحرّر وطني إلى مشكلة إنسانية، وتتم معالجة مأساة اللاجئين بالاندماج الإقليمي في النطاق العربي، وهو ما يعني، في رأيي، تنمية موهومة بأموال عربية، على أن تنفذها مؤسسات أميركية، في إشراف إسرائيلي، الأمر الذي يعني استخدام المال لدفن التطلعات التحرّرية الفلسطينية. تُرى، هل قضى كورونا على ذلك كله؟ لا نعلم، فلننتظر.
نقاش من موقع المتفق
استخلصتُ من كتاب عزمي بشارة أن "صفقة ترامب – نتنياهو" إنما هي صوغ جديد لمفهوم موشي دايان القديم، فقد كان هذا يردّد أن غزة لن تكون مصرية مجدّدًا، والجولان لن يكون سوريًا، والقدس لن تكون عربية، ولن تقوم دولة فلسطينية، ولن ننسحب من المستعمرات، وكل ما نتطلع إليه هو استيطان غير محدود، وحكم ذاتي محدود. وفي مواجهة ذلك التصور الصهيوني، تصاعدت بعد العام 1967 استراتيجية الكفاح المسلح، غير أنها كانت الاستراتيجية الأفضل والأكثر فاعلية إبّان الحرب الباردة. ومن دون مظلة الحرب الباردة، ما كان في الإمكان أن تنتعش حركات التحرّر من الاستعمار من أميركا اللاتينية إلى أفريقيا فآسيا، والتي ظهر في سياقها غيفارا وكاسترو ولومومبا ونكروما وسيكوتوري ونيريري والجنرال جياب، وكذلك الثورة الجزائرية والفيتكونغ ثم المقاومة الفلسطينية ... إلخ. ومع انحسار الحرب الباردة جرّاء انهيار الاتحاد السوفياتي، صارت الاستراتيجية الممكنة هي الانتفاضة الشعبية مع مقادير محسوبة من العنف. واليوم، في معمعان الفوضى الهائلة التي تلف بعض بقاع العالم العربي، خصوصًا في سورية والعراق واليمن وليبيا، نتساءل: ما هي الاستراتيجية الملائمة؟ هل هي النضال السلمي على غرار جنوب أفريقيا قبل سقوط نظام الفصل العنصري؟ لكن المؤتمر الوطني الأفريقي كان يقاتل عبر حدود دول الطوق، ولا سيما أنغولا. هل هو التدويل؟ هل المجدي نضال شعبي سلمي مع عمل دولي فاعل؟ مَن يقود أي استراتيجية من هذا الطراز أو ذاك؟ بالطبع ليست حركة حماس التي تُصنف إرهابية، وفي الحد الأدنى تُصنف من الجماعات السلفية الإسلامية.
لنتذكر أن فكرة الحرب الشعبية المسلحة في طبعتها الحديثة، ومعها طراز حرب الأنصار، ظهرت أول ما ظهرت في أثناء الحرب العالمية الثانية في الدول التي تعرّضت للاحتلال النازي. ثم 
اندلعت، بعد انتهاء الحرب، الثورات التحرّرية الكبرى: في فيتنام من 1945 حتى 1954 ضد الاحتلال الفرنسي، ثم ضد الاحتلال الأميركي منذ 1965 فصاعدًا؛ وفي إندونيسيا ضد الاستعمار الهولندي في سنة 1954، وفي الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي في سنة 1954، وفي جنوب اليمن ضد الاحتلال البريطاني في سنة 1963... إلخ. وقد اعترفت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 14/12/1960 بحق الشعوب في ممارسة المقاومة المسلحة في سبيل الحصول على الاستقلال والتخلص من الاستعمار. أما المعضلة في أحوالنا الفلسطينية المستعصية على الحلول فهي أن منظمة التحرير الفلسطينية جعلت التفاوض المباشر مع إسرائيل طريقًا وحيدًا للحصول على الدولة المستقلة، بيما ظلت الفصائل المناوئة لاتفاق أوسلو تدعو إلى المقاومة المسلحة طريقا وحيدا لطرد الاحتلال. وبرهنت الوقائع بطلان هذه القسمة؛ فالتفاوض والمقاومة عملية واحدة "Fight Fight, Talk Talk". لكن ذلك يحتاج مرجعيةً قياديةً واحدةً تدير القتال والسياسة بجرعاتٍ محسوبة، وهذا الأمر صار متعذرًا في ظل الانشطار الفلسطيني الماحق الذي وقع في 14/6/2007. وآخر محاولة للإبقاء على الطريقتين، أي السياسة والقتال، في أيدي القيادة الواحدة، كانت محاولة ياسر عرفات رعاية كتائب شهداء الأقصى بعد فشل كامب دايفيد -2. وقد دفع أبو عمار حياته ثمنًا لذلك.
إن التغيير الكبير الذي يتسارع إيقاعه في هذه الأيام، والذي يجعل النضال الفلسطيني يقف ذاهلاً، هو انتقال بعض الدول العربية علنًا، ولأول مرة منذ 72 سنة، من دول معادية لإسرائيل إلى دول صديقة لها. ولأول مرة منذ 72 سنة، صارت إسرائيل تتمتع بعمق عربي داعم لها، واختفى مصطلح دول المواجهة تماماً منذ سقوط بغداد في عام 2003، وربما قبل ذلك. وفي أي حال، فإن أوراق القوة التي ما برح الفلسطينيون يمتلكونها، والتي تحدث عنها عزمي بشارة في كتابه، لا تستطيع أن تحقق انتصارًا، لأنها مبعثرة هنا وهناك، لكنها تتيح لهم، في حال تجميعها، مزيدًا من الصمود والتشبث بالمكان على قاعدة "Survival is Victory"، بانتظار أن يتمكّن الشعب الفلسطيني من إعداد العُدة للإقلاع مجدّدًا نحو النضال ضد الأبارتهايد وفي سبيل العدالة والحرية والديمقراطية، وهو ما أفصح عنه، بكل جلاء الكتاب الموسوم بعنوان: صفقة ترامب – نتنياهو: الطريق إلى النص ومنه إلى الإجابة عن سؤال ما العمل؟".