عريقات ينتقد الإمارات والبحرين: تحالفوا مع إسرائيل لحماية أمنهم

عريقات ينتقد تطبيع الإمارات والبحرين: تحالفوا مع إسرائيل لحماية أمنهم

13 سبتمبر 2020
عريقات يوضح سياقات الهرولة للتطبيع (عباس موماني/ فرانس برس)
+ الخط -

اعتبر أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، اليوم الأحد، أن اتفاقات التطبيع المعلن عنها أخيراً بين البحرين والإمارات والاحتلال الإسرائيلي هي اتفاقات "سلام مقابل الحماية"، معلنا عن استراتيجية لشراكة سياسية فلسطينية داخلية لمواجهة ذلك.
وقال عريقات، خلال مؤتمر صحافي عقده افتراضياً عبر الإنترنت من مكتبه في رام الله وسط الضفة الغربية، إن "من يعتقد أنه يدخل في حلف عسكري مع إسرائيل للسلام مقابل الحماية هو مخطئ استراتيجيا"، مستهجناً الاتفاق البحريني للتطبيع من خلال التساؤل عن التبرير الذي تستطيع المنامة تقديمه، بعد أن ادعت الإمارات أن اتفاقها المماثل جاء بمبرر تعليق الاحتلال الإسرائيلي ضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية.
كما رفض عريقات تبرير الاتفاقات بأنها لمصلحة الشعب الفلسطيني، موجهاً حديثه للإمارات والبحرين قائلا: "قولوا فعلنا ذلك لأن المطلوب الآن أن نقيم السلام مع إسرائيل مقابل الحماية، قولوا نحن نبني تحالفا عسكريا مع إسرائيل تحت عنوان السلام مع إسرائيل مقابل حمايتنا".
وحذر عريقات من ذلك المنطق بالتأكيد على أن إسرائيل لن تكون في أي يوم من الأيام أداة للأمن العربي، بل ستقوض الأمن العربي، لأن المبدأ الأميركي الإسرائيلي يريد أن تبقى إسرائيل أقوى من كل العرب مجتمعين أو منفصلين، حسب تصريحات عريقات.
وأضاف عريقات، أن إدارة ترامب جاءت لتدمر القانون الدولي والشرعية الدولية ومحاولة تصفية القضية الفلسطيني، "وما الاتفاقات مع البحرين والإمارات إلا جزء من تصفية المشروع الوطني الفلسطيني، لأنها جزء من صفقة القرن".
واعتبر عريقات أن البيانات المعلنة في الاتفاقات بمثابة إعلان رسمي من الإمارات والبحرين بقبولهما بـ "صفقة القرن"، في إشارة إلى خطة الإملاءات الأميركية لتصفية القضية الفلسطينية خلال ولاية الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.


وأشار إلى رؤية ترامب التي تقول إن "القدس الشرقية والمسجد الأقصى وكنيسة القيامة جزء من عاصمة إسرائيل الأبدية، وفي الوقت ذاته تنكر للإسراء والمعراج"، مؤكدا أن تلك الاتفاقات خلت من أي إشارة لدولة فلسطينية على حدود العام 1967، أو القدس الشرقية عاصمة لها، أو التزام بالقانون الدولي.
وحول تغريدات سابقة له خلال الأيام الماضية عن التزام بحريني بمبادرة السلام العربية، رد عريقات على سؤال لـ"العربي الجديد"، قائلا إن ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، أعلن ذلك في لقاء مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، وأن الديوان الملكي أصدر بياناً جاء فيه: "السلام والتطبيع يتطلب إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية".
وأضاف عريقات: "هذه أقوال الملك ونشرت في وكالة الأنباء البحرينية، فهل الخطأ خطئي لأنني ثمنت هذه الأقوال؟ عندما يقول أي إنسان شيئا ويفعل العكس تكون المشكلة مشكلتي؟ كثيرون حملوني المسؤوليةـ ولكن هذا ما سمعته وما نشرته وكالة الأنباء البحرينية".
وتساءل عريقات إن كان السبب في الاتفاق اتصالا من الرئيس الأميركي أو من مستشاره وصهره، جاريد كوشنير، أو بسبب لقاء بومبيو أو مصالح أو تهديدات، أو أنه سلام مقابل حماية الأسطول الخامس الأميركي!.


وحول اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير، حيث أسقط مشروع فلسطيني في الجامعة العربية لإدانة اتفاق التطبيع الإماراتي، كونه خروجا على مبادرة السلام العربية، قال عريقات: "إن جامعة الدول العربية هي انعكاس لأعضائها"، مؤكدا أن مسؤولية الأمانة العامة للجامعة العربية هي الحرص على تنفيذ قرارات الجامعة والحفاظ عليها. وأضاف أن "العرب أكدوا على الثبات على مبادرة السلام العربية، والبحرين والإمارات كسرتا ذلك، السؤال الموجه للدول العربية أن هناك قرارات كثيرة لم تنفذ!".
رغم ذلك، أكد عريقات أن فلسطين جزء من المنظومة العربية، وقال: "لن ننسحب من هذه المنظومة، نحن جزء من العالم العربي، أمننا من الأمن العربي، ونحيي كل الشعوب العربية، هي تعرف أن القدس قدسها والمقدسات مقدساتها".


وحول الخطوات الفلسطينية الداخلية التي بدأت باجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في الثالث من سبتمبر/أيلول الجاري، على إثر اتفاق التطبيع الإماراتي، قال عريقات: "لا نستطيع التقليل من أهمية اجتماع الأمناء العامين للفصائل، والجهود الجبارة التي تبذلها كل الفصائل، بما فيها حماس والجهاد الإسلامي، للتوصل إلى البيان الأول لإعلان ميلاد القيادة الموحدة الفلسطينية".

وتابع "لدينا استراتيجية كاملة، وسيكون ذلك علنا، للتوصل إلى صيغة الشراكة السياسية وإنهاء الانقسام والتحضير للانتخابات الفلسطينية العامة، أهم أمر بالنسبة لنا هي ساحتنا الداخلية، أهم ما يؤخذ علينا الانقسام وكثير من الأمور، ولكن أمام هذه التحالفات المنوي ميلادها وإيجاد سلام مقابل حماية على حساب القضية الفلسطينية، القيادة وعلى رأسها الرئيس (محمود عباس) أعطت تفويضا لجميع الفصائل لإصدار توصيات على مستوى المصالحة والتمسك بثوابت الشرعية الدولية والشراكة السياسية".
وردا على سؤال آخر لـ"العربي الجديد"، حول إمكانية تغيير طريقة التعامل مع المصالحة الفلسطينية لإنجاحها، قال عريقات: "هناك لجان أنشئت نتيجة لاجتماع الأمناء العامين للفصائل، عملت وستستمر بالعمل للمدى الزمني وهو خمسة أسابيع، وهناك تغيير جذري قادم، وأنا أقول هذا بكل ما تعنيه الكلمة، سواء على صعيد المصالحة أو على صعيد القيادة الوطنية الموحدة للمقاومة الشعبية السلمية أو إنهاء الانقسام والشراكة السياسية أو الانتخابات".