عريقات: الدول العربية أكدت لبومبيو تمسكها بمبادرتها للسلام

عريقات: الدول العربية أكدت لبومبيو تمسكها بمبادرتها للسلام

27 اغسطس 2020
عريقات: "نحن على اتصال مباشر مع جميع الدول العربية باستثناء الإمارات" (فرانس برس)
+ الخط -

شدّد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، اليوم الخميس، على أن جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في عدد من الدول العربية "لم تحظَ بما يريده"، وأن تلك الدول العربية أكدت له تمسكها بمبادرة السلام العربية.

وقال عريقات خلال مؤتمر صحافي عقده برام الله، للحديث عن الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، "إن بومبيو كان في السودان والبحرين واستمع من السعودية ومن جميع تلك الدول أنها متمسكة بمبادرة السلام العربية، التي تعني قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية وفق القرار 194 والانسحاب من الجولان العربي المحتل".

وأشار إلى حديث بومبيو أمام المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري من القدس المحتلة، بأن ما تم أخيراً بالاتفاق الثلاثي تمت تسميته "اتفاق أبراهام"، وهو كان جزءاً من أيديولوجيةٍ لهذه الإدارة الأميركية المتصهينة بالقول: "إنه اتفاق إبراهيم ومع بلد عربي، يترجم أن مكة لسيدنا إسماعيل والقدس لسيدنا إسحاق".

وتابع: "يقف بومبيو ويتحدث مستغلاً الدين ويقول إنه يسير مع السيد المسيح لشرعنة الاستيطان، وإن الله هو من اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأن لها الحق بالضم".

عريقات: يقف بومبيو ويتحدث مستغلاً الدين ويقول إنه يسير مع السيد المسيح لشرعنة الاستيطان، وإن الله هو من اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل

 

وفي رده على أسئلة الصحافيين، حول ما إذا كانت هناك اتصالات مع الدول العربية عما يجري، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير: "نحن على اتصال مباشر مع جميع الدول العربية باستثناء الإمارات، وهي قطعت علاقتها مع فلسطين منذ العام 2011، وباعتقادي القطع كان يمهد لهذا اليوم وبصراحة، لقد طلبنا من الإمارات التراجع عن قرارها، فعنوان الاتفاق ليس فلسطين، بل عنوانه المحاور الإقليمية، وفلسطين لن تكون قرابين في معابد أي محور، وهناك فرق بين خدمة فلسطين واستخدام فلسطين".

وأكد عريقات أن الرئيس محمود عباس تواصل مع دول عربية كبيرة، وكانت السعودية والمغرب والجزائر ومصر وقطر وغيرها من الدول، ودول عالمية أخرى، حتى الدول التي رحبت بالاتفاق قالت "إن الصراع فلسطيني إسرائيلي وليس إسرائيلياً إماراتياً، واتصالاتنا لمنع أن تحذو الدول حذو الإمارات، التي نطلب منها التراجع عن الاتفاق".

ومضى قائلاً: "نحن نبذل كل جهد ممكن مستند إلى القانون الدولي وإلى المرجعيات الشرعية، هناك مرجعية حددت لعملية السلام وطرْح قضايا الحل النهائي، والأميركان طرحوا في 2020 رؤية تتبنى مواقف رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف".

وأشار عريقات إلى أن الجامعة العربية أكدت عقد اجتماع طارئ في التاسع من الشهر المقبل، وصدر بيان أكد الثوابت الفلسطينية وتحدث أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط مع الرئيس عباس، وأصدرت منظمة التعاون الإسلامي مواقفها بتأكيد ثوابتها.

وتساءل عريقات مخاطبا جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، "إذا أنتم تقولون إنكم متمسكون بمبادرة السلام العربية، فما العمل مع دولة تخترق ذلك؟ بياناتكم جيدة، لكن إذا ما قررت دولة أن تكسر هذه القرارات فما العمل تجاهها؟ نريد الإجابة على ذلك من الجامعة العربية".

وأكد المسؤول الفلسطيني أن القيادة والفصائل الفلسطينية تواصل اجتماعاتها لتقرر ضمن استراتيجيات محددة، "لقد حصلنا من الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع الدول العربية على مواقف أنها أكدت على تمسكها ورفضها للتطبيع قبل إنهاء الاحتلال، والآن علينا أن نبحث ما الذي سنقوم به داخليا بإنهاء الانقسام وبرنامجنا السياسي في ما يتعلق بالدولة التي تخرج عن مبادرة السلام العربية، وما الذي سنقوم به مع دول العالم الأخرى؟ وحث الجنائية على الحركة وكذلك العمل مع مجلس حقوق الإنسان".

وتابع عريقات: "لدينا 19 قرارا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المقبل، ولا نريد أن تمس تلك القرارات، والعام الماضي حصلنا على 170 صوتا وهذا يحدث لأول مرة بالتاريخ، نحن نعمل وفقا لاستراتيجية كاملة متكاملة، وعندما يأتي التاسع من الشهر المقبل، فلسطين ستكون رئيسة الجلسة وسيكون بيانها مرئياً ومسموعاً، ولكن ليفهم الجميع أنه لن يكون هناك أي تهاون مع من يحاول كسر مبادرة السلام العربية أو شرعنة الاستيطان أو شرعنة ضم القدس".

وخلال كلمته في المؤتمر، أكد عريقات في حديثه عن ملاحقة الاحتلال لمحافظ القدس عدنان غيث، "أن غيث له تأثير في القدس أكثر من جميع أفراد الاحتلال ومخابراته وجيشه، مهما قاموا بجرائم في القدس"، فيما شدد على أن تلك الممارسات تقع ضمن نطاق جرائم الحرب، وأنه آن الأوان للدائرة التمهيدية في المحكمة الجنائية الدولية أن تطلق الولاية الجغرافية، وأن تتخذ قرارها بسيادة نفسها.

وأشار عريقات إلى تعهد إسرائيلي قبل 27 عاما بعدم المساس بالمؤسسات الفلسطينية في القدس، لكن كل ما تقوم به سلطة الاحتلال هو استباق للإجراءات أو المفاوضات النهائية اعتقادا منها أن إنكار الحقائق ينفي وجودها.