تحضّر العائلات العربية في ألمانيا لإجازة الصيف، وينتهز كثيرون الفرصة لزيارة بلدانهم الأصلية، على الرغم من الكلفة المرتفعة للرحلة. لكنّ الأجيال الأصغر لا ترغب كثيراً في مثل هذه الزيارات "المتعبة"، كما يتحمل أهلهم كلفة الهدايا المرتفعة لجميع الأقارب، وإلاّ فالعتاب ينتظرهم.
بالنسبة للاجئين السوريين، فبإمكانهم السفر أينما يريدون في حال حصولهم على الإقامة، ما عدا سورية. وبذلك يسافر معظمهم إلى لبنان، ومصر، والأردن، وتركيا. وتتراوح تذكرة السفر ما بين 500 و700 يورو، ما يشكل ضغطاً مضاعفاً على اللاجئين. ويضطر البعض إلى الاستدانة. يقول أبوريان: "من الآن أحضّر لهذه اللحظة، وأوفر مبلغاً كل شهر من المعونة المقدمة لي، وحين أحصل على الإقامة سأحجز وأسافر إلى لبنان، لرؤية عائلتي المقيمة فيه".
لا يفكر اللاجئ السوري الحديث في شراء هدايا يأخذها معه في سفره الأول. لكن شراء الهدايا يشكل معاناة خاصة لدى المستقرين في ألمانيا منذ فترة. والهدايا ليست بسيطة كما يفضلها الألمان. تقول سناء التي تنوي أن تقضي إجازتها في الأردن: "أكثر شيء متعب في الإجازة هو الهدايا، ليس لناحية الكلفة المادية فقط، بل لناحية الوزن الزائد، ما يضطرنا مرات كثيرة، إلى التخفيف من أغراضنا الشخصية لترك مكان للهدايا".
بدورها، تقول لمياء: "ذوق الناس في لبنان مختلف، ولا أجد الثياب هدية مناسبة. كما أنّ هناك تصوراً عاماً أنّ عليّ أن أجلب هدايا ثمينة للجميع، بمن فيهم الخالات والعمات وأولادهم، وهو غير ممكن، ما يضعني تحت سوط العتاب، ويقضي على أوقات الإجازة الممتعة".
كذلك تشير سناء إلى ناحية أخرى، وهي "أنّ الأولاد الآن وهم في سن المراهقة لم تعد تعجبهم هذه الإجازة المرهقة، ولا ينسجمون مع المجتمع الأردني. وهذه مشكلة يعاني منها الكثير من العائلات، خصوصاً أنّ الجو لا يناسبهم في البلدان العربية، ولا القضايا قضاياهم، أو الأحاديث اليومية أحاديثهم، كما تزعج بعضهم تدخلات جداتهم". وإذا كان الكبار يستطيعون المجاملة فالمراهقون ينفد صبرهم بسرعة، فيضغط مطلب تقصير الإجازة أو إلغاؤها على أهلهم.
من جهته، يقول الطبيب أحمد المقيم في ألمانيا منذ أعوام: "في إجازتي الأخيرة إلى مصر، أكثر ما أزعجني هو التعامل على أساس المحسوبيات والرشى في جميع دوائر الدولة لإنجاز معاملات بسيطة. في ألمانيا اعتدنا على وضع مختلف للغاية. أما في بلادنا الأصلية فلم تعد الأحوال تطاق".
إقرأ أيضاً: الألمان يحرصون على الاحتفال بأعياد ميلاد أجدادهم