عراقيون يخشون الإصابة بكورونا في المستشفيات

عراقيون يخشون الإصابة بكورونا في المستشفيات

25 يوليو 2020
في أحد مستشفيات العراق (فريق فرج محمود/ الأناضول)
+ الخط -

يبدو أن الكثير من العراقيين لا يثقون بالمستشفيات، خصوصاً بعد انتشار فيروس كورونا، والتي باتت مكاناً خطراً بالنسبة لهم خشية انتقال العدوى إليهم، في ظل استمرار تسجيل إصابات في البلاد. والخوف من الإصابة بالفيروس خلال التوجه إلى المستشفيات دفع الكثير من العراقيين إلى التوجه إلى العيادات الصغيرة، والتي غالباً ما يديرها ممرضون.
حالياً، يعمل الممرضون حتى وقت طويل، خصوصاً أن معظمهم موظفون في مستشفيات حكومية، كما يعملون في عيادات مرخصة لساعات عدة يومياً من أجل كسب دخل إضافي. من بين هؤلاء علي العبودي، الذي يقول إنه ينام أحياناً ثلاث ساعات يومياً فقط إذ يقصده الكثير من المرضى. ويقول لـ "العربي الجديد": "بعد أن أنهي عملي عند الساعة الثالثة من بعد الظهر، أتوجه إلى عيادتي الصغيرة. بطبيعة الحال، يقتصر عملي على مداواة الجروح وإعطاء الحقن وإجراء فحوصات أولية. وأنصح بعض الأشخاص، بحسب حالاتهم، بمراجعة الأطباء أو التوجه إلى المستشفيات، ولا أقوم بعمل ليس من تخصصي". 
أمّا حسن الجنابي، وهو ممرض متقاعد يعمل في عيادة صغيرة، فيقول إنه لا يرتاح أبداً أحياناً بسبب عدد المرضى الذين يأتون إليه لاستشارته حتى في منزله، مؤكداً أن هذا حال الكثير من الممرضين في الوقت الحالي. عمل نحو 30 عاماً في المستشفيات الحكومية، واكتسب خبرة في الختان وعلاج الجروح والحروق المتقدمة، وبات يتمتّع بسمعة جيدة بين عدد كبير من سكان منطقته جنوب بغداد. ويقول لـ "العربي الجديد" إنه يستعين بمساعد درّبه على العمل، مضيفاً: "زاد عدد المرضى الذين قصدوا عيادتي بسبب انتشار كورونا. كثيراً ما أعمل من داخل منزلي، وقد حولت إحدى غرف المنزل إلى عيادة للعمل بمساعدة ابني". وفي عيادته الخاصة يعالج أشخاصاً تتطلب حالتهم الدخول إلى المستشفى. يضيف: "لدي الخبرة الكافية والمواد الطبية اللازمة لإجراء الفحوصات وتقديم العلاجات. وبسبب رغبة الناس وتخوفهم من الإصابة بكورونا في المستشفيات، أجد نفسي مضطراً إلى تقديم الرعاية الطبية لهم".

وكانت مقاطع فيديو وصور قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى أن الواقع الصحي في البلاد مترد ما يؤدي إلى الإصابة بكورونا. وأظهرت فيديوهات أخرى عدم وجود عناية بمرضى كورونا أو المشتبه بإصابتهم في غرف العزل. 
في هذا السياق، يقول ناصر علوان الذي بقي ساعات في عيادة صغيرة تعود لممرض في حي الزعفرانية في بغداد إنه فضل العلاج عند الممرض وعدم الذهاب إلى المستشفى. يضيف لـ "العربي الجديد": "حصلت على العلاج بعدما بقيت في العيادة مدة أربع ساعات. كانت حالتي صعبة جداً بسبب سقوطي من السلم بعدما شعرت بدوار شديد. وتبين أنني أعاني من ارتفاع كبير في ضغط الدم والسكر، فضلاً عن إصابتي بجروح وكدمات في جسمي. حالة المستشفيات في بلدنا متردية وهذا معروف لدى جميع العراقيين، لو لم يكن هناك وباء منتشر لما رفضت الذهاب إلى المستشفى".

زاد إقبال النساء على العيادات الخاصة التي تديرها ممرضات وقابلات


ولا يختلف حال النساء العاملات في مجال التمريض والقابلات القانونيات عن زملائهن العاملين في مهنة التمريض مع انتشار فيروس كورونا. وزاد إقبال النساء على العيادات الخاصة التي تديرها ممرضات وقابلات قانونيات.
تشير فاطمة الزبيدي، وهي ممرضة وقابلة قانونية، إلى أنها كانت تعالج ما بين 25 و40 حالة في اليوم الواحد في عيادتها الصغيرة قبل ظهور كورونا. وزاد عدد الأشخاص الذين يقصدون عيادتها بمعدّل الضعف. تقول لـ "العربي الجديد": "عملي في المستشفى يتطلّب مني مناوبات ليلية. وهذا يجعلني لا ألتزم بوقت محدد في عملي داخل عيادتي الخاصة، لكن الاتصالات تردني في أوقات كثيرة من اليوم من مراجعات يطلبن مني الكشف عليهن في منزلي ليلاً أو أوقات مختلفة من اليوم، لا أكون فيها داخل عيادتي".

تضيف: "تخشى النساء الإصابة بفيروس كورونا في حال فحصهن أثناء الحمل، إلا أنني أؤكد أن الذهاب إلى المستشفى لإجراء فحوصات معينة أو إجراء علاجات لن يساهم بإصابتهن بالفيروس، وأن المستشفيات توفر درجة عالية من الوقاية".
تقول إنّ الخوف كبير، لافتة إلى أن الشائعات ترعب المواطنين وتمنعهم من الذهاب إلى المستشفيات، حتى أن بعض الحوامل أخبرنني أنهن سينجبن في منازلهن في حال عدم القضاء على فيروس كورونا". 

يتحدث كثيرون عن إصابات بأمراض مختلفة بسبب بقائهم في المستشفيات


وتقول ندى جاسم، وهي موظفة في وزارة التربية: "منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ويتحدث كثيرون عن إصابات بأمراض مختلفة بسبب بقائهم في المستشفيات، فضلاً عن الأخطاء الطبية وغيرها". تتابع: "يعدّ النظام الصحي متخلفاً في العراق إلى درجة كبيرة عالمياً، وهذا ما نراه بأعيننا. فكيف لنا أن نثق بالمستشفيات بسبب كورونا".  

المساهمون