عراقيون عائدون من دول الهجرة: "الغربة ذل"

عراقيون عائدون من دول الهجرة: "أفضل من ذل الغربة"

27 اغسطس 2018
عراقيون عائدون بعد تجربة هجرة غير ملائمة(زياد محمت/الأناضول)
+ الخط -
على الرغم من أن أسباب مغادرتهم للعراق لم تزل، منها انعدام الأمن وغياب الاستقرار، إلا أن كثرا من المهاجرين العراقيين فضلوا العودة وتحمل الفوضى الأمنية "لأنها أفضل من ذل الغربة"، بحسب عمر سعيد الذي هاجر إلى ألمانيا قبل نحو ثلاث سنوات، قبل أن يقرر العودة منذ شهر.

وأوضح عمر، وهو شاب عشريني من محافظة الأنبار (غرب العراق)، أنه كان يتابع بشغف وكالات الأنباء والتقارير الإعلامية ووسائل التواصل الاجتماعي التي شجعته على الهجرة، مبينا في حديث لـ"العربي الجديد" أنه قرر نتيجة ذلك الهجرة إلى دولة أوروبية ضارباً عرض الحائط باعتراض والده، ودموع أمه.

وأضاف "بعد رحلة شاقة تمكنت من الوصول إلى ألمانيا"، مؤكداً أنه بعد مرور الأشهر والسنوات في الغربة صار يشعر بالوحدة وعدم الاطمئنان، مبينا أن أوضاع كثير من المهاجرين لا تقل سوءاً عن أقرانهم في بلادهم، لا سيما أولئك الذين تقطعت بهم السبل، ولم يحصلوا على عمل.

وأشار إلى أن أهم الأسباب التي دفعته للهجرة هو انعدام الأمن، وسيطرة تنظيم "داعش" الإرهابي، والمليشيات على أجزاء واسعة من البلاد. وتابع "أصابني الإحباط بعد أن شاهدت زعامات بالمليشيات وأعضاء بتنظيم داعش في ألمانيا بصفتهم مهاجرين"، موضحا أن هذا الأمر جعلني أفكر بالعودة.

ولفت إلى أن المهاجرين في ألمانيا بدأوا يتعرضون للمساءلة والتضييق أخيراً بسبب الجرائم البشعة التي ارتكبها عراقيون مهاجرون هناك. وذكرت السلطات الألمانية في يونيو/حزيران الماضي أن مهاجراً عراقياً من إقليم كردستان يدعى علي بشار اغتصب طفلة ألمانية بعمر 14 عاما، ثم قتلها قبل أن يسافر عائدا إلى الإقليم مع أسرته.

أما لينا حداد، وهي مهندسة تسكن العاصمة العراقية بغداد، فتؤكد أنها هاجرت إلى السويد قبل عامين للاستقرار والبحث عن فرصة عمل، موضحة لـ"العربي الجديد" أن شقيقتها المتزوجة والمقيمة هناك شجعتها على السفر.

وأضافت "شعرت بالغربة بعد أسابيع على وصولي، لا سيما بعد فشلي في الحصول على وظيفة توازي عملي في بغداد"، مبينة أن هذا الأمر دفعها للعودة إلى بغداد، واستئناف عملها في شركتها السابقة.

وتابعت "الفرق بين الهجرة والسفر لغرض العمل كبير"، مؤكدة أن الكفاءات وأصحاب الخبرة المسافرين من أجل العمل يحظون بتقدير واحترام كبيرين، في حين يعامل المهاجرون على أنهم بشر من طبقة أدنى.

أما العادات والتقاليد في دولة مثل بلجيكا على سبيل المثال، فلا يمكن أن تلائم عراقياً لا يزال يحمل نزعة ريفية، وهذا ما أكده مصطفى المهداوي، الذي تمكن من السفر مهاجراً إلى بلجيكا هربا من الجحيم الذي كان يعانيه في بلدته (المقدادية) بمحافظة ديالى (شرقا) التي كانت ولا تزال تحت سيطرة المليشيات.

وأضاف "تمكنت من الوصول إلى بلجيكا أنا وزوجتي وطفلتي، إلا أن صعوبة فهم عاداتهم وتقاليدهم، جعلتني أفكر بالعودة، وفعلا عدت واستأجرت منزلا صغيرا في بغداد"، مبينا في حديث لـ "العربي الجديد" أنه يعمل سائق سيارة أجرة بعد أن فقد وظيفته بسبب الهجرة.

وقررت العراقية أشواق حاجي التي هاجرت في وقت سابق إلى ألمانيا، العودة إلى العراق مطلع الشهر الحالي بعد أن شاهدت خاطفها وهو أحد عناصر تنظيم "داعش" الإرهابي في سوق بألمانيا.

وتشير تقارير غير رسمية صادرة عن منظمات عراقية مختلفة إلى أن نحو 6 ملايين عراقي نزحوا عن منازلهم منذ عام 2014 عقب اجتياح تنظيم "داعش" المدن العراقية الشمالية والجنوبية، من بينهم نحو 800 ألف شخص هاجروا إلى تركيا والأردن ولبنان ومصر ودول أوروبية مختلفة.

المساهمون