عذراً غزة: الشعب المصري محاصر

ما أراده العدو الصهيوني دوماً أصبح يحصل، الآن، على يد سلطات انقلاب الثالث من يوليو. حقيقة فهمها الصهاينة باكراً، مُذ عملوا على إسقاط نظام الرئيس محمد مرسي الذي أصابهم بمفاجأة غير متوقعة، بمجموعة ضربات جانبية ومباشرة في توقيت عدوانهم على غزة.
اللحظة الراهنة هي التي تختبر فيها إسرائيل الكنز الاستراتيجي الجديد، وتختبر فيها مدى نجاعة قيادتها للأنظمة المحيطة بها، بعد الانقلاب على الرئيس المنتخب في مصر، وهي اللحظة التي تختبر فيها إسرائيل مدى قوة اتصالاتها، وقوة روابطها بالنظام الحالي.
في هذه المرحلة، نجد من يدّعون أنفسهم النخبة، يؤججون شعارات فاشية شعبوية، تخلط المفاهيم السلطوية التي يرتزقون من خلالها، بتشويه معارضة الانقلاب، والهجوم على المقاومة الفلسطينية، ومطالبه الكيان الصهيوني بدك غزة.
لم يكن واضحاً في السابق أن مثل هؤلاء المعادين للمقاومة يعيشون على أرض مصر، إلا أنهم في حقبة الانقلاب تجرأوا على المجاهرة برغبتهم بوأد المقاومة، بينما العدو الصهيوني يستغل انشغال الوضع الاقليمي بقضاياه الساخنة في العراق وسورية، ويستغل الخطاب المسموم لهؤلاء، لكي يوجه ضرباته إلى قدرات المقاومة.
من شأن توجيه ضربة عسكرية لغزة اختبار ردود الافعال في المنطقة، خصوصاً بعد التقارب الإيراني الأميركي بشأن الملف النووي. أيضاً توقيت توجيه الضربة، الآن، يعد نقطه في حسابات الائتلاف الحاكم في دولة الصهاينة. غير أن من الثابت، أيضاً، أن القضية الفلسطينية لا يمكن اقتلاعها من قلوب المصريين، وهم الذين تربوا على أن عدوهم هو الصهاينة. لكن أينفع الاعتذار لرمل غزة، الآن، فمن كانوا يدافعون عنها غيبوا في السجون الآن، والشعب المصري يعاني الحصار تماماً مثل غزة.