تبدل المستقبل المشرق لبطل ألعاب القوى في سيراليون، جيمي ثورونكا، إلى معاناة أليمة، حين اضطر إلى التسول بشوارع لندن في بريطانيا، بعدما هجر بلاده، هربا من وباء إيبولا القاتل.
وكان ثورونكا (20 عاما) أحد العدائين الواعدين في القارة الأفريقية والأفضل على الإطلاق في سيراليون، شارك في منافسات دورة ألعاب الكومنولث في مدينة جلاسجو الاسكتلندية، وكان يطمح إلى الفوز بميداليات أولمبية في المستقبل القريب، لكن انقلبت حياته رأسا على عقب منذ تفشي وباء إيبولا.
ولم يتحمل ثورونكا وفاة أقاربه وأصدقائه بشكل مستمر، بسبب الفيروس المميت، فقرر السفر إلى إنجلترا، والبحث عن قوت يومه حتى بالتسول، كما كان ثورونكا متواجدا في اسكتلندا من أجل دورة الكومنولث، لم يتمكن من تحقيق ميدالية، لكنه كسر أفضل رقم له في سباق 100 متر عدوا، غير أن تفكيره كان مشغولا بإيبولا، لذا قرر عدم العودة إلى مسقط رأسه، والتسلل إلى الأراضي الإنجليزية بمساعدة مواطنين من بريطانيا، بحسب ما ذكرته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وقام أحد الأشخاص بإيواء العداء الأفريقي في منزله بضعة أيام، قبل أن يضطر للمغادرة إلى الشارع. ورغم المعاناة، لا يزال يتدرب للحفاظ على لياقته البدنية قدر المستطاع بالركض في شوارع لندن، رغم برودة الطقس، ونقص الغذاء، وصعوبة النوم.
ورغم رضاه بتلك الظروف الصعبة، إلا أن المعاناة تفاقمت حين ألقت الشرطة القبض عليه، لعدم امتلاكه تصريح إقامة، لينتظره مصير العودة إلى سيراليون إجبارياً.
وأطلقت (جارديان) حملة لمساعدة العداء الشاب بمنحه تصريح إقامة، وجمع تبرعات لإغاثته وتأهيله للعودة لممارسة الرياضة بشكل احترافي.