عبّاس النوري ينتقد المؤسسة الرسمية

عبّاس النوري ينتقد المؤسسة الرسمية

07 يناير 2019
تحدث النوري عن أزمة الدراما السورية (مروان نعماني/فرانس برس)
+ الخط -
"بعد فترة من الزمن، سيصبح لدينا دراما موالاة ودراما معارضة، كلنا دراما معارضة". هكذا رد الفنان السوري عباس النوري على سؤال وجهته إليه الفنانة أمل عرفة خلال لقاء في برنامج "فيه أمل" الذي تقدمه على قناة "لنا" الفضائية الخاصة. سألته عن مستقبل الفنانين الشباب، وكيف يمكن لهم أن يحققوا النجاح والشهرة، فأجاب أن مَنْ يستطيع أن يثبت جدارته على الساحة الفنية من الممثلين السوريين الشباب بالتأكيد سينجح، وهذا الأمر يشمل الممثلين السوريين الذين يعملون داخل سورية وخارجها، مؤكداً أنه لا يمكن استبعاد الفنانين المعارضين الذين خرجوا من سورية لأسباب مختلفة، ومنها السياسية، ولا يحق لأحد مصادرة حقهم في العودة إلى بلدهم. وأشار إلى أن الدراما كانت ولا تزال ضد الفساد وتنتقد مؤسسات الدولة. النوري، على حد قوله، لا يختلف مع الفنانين المعارضين إلا من الناحية السياسية، ويعتبر أن كون الإنسان فناناً أهم وأكبر من كونه سياسياً. 
وتحدث النوري عن أزمة الدراما السورية، متهماً قطاع الإنتاج بالأمية، بالإضافة إلى وجود فساد في مؤسسة الإنتاج التلفزيوني (القطاع العام)، إذ بدل أن تذهب أرباح المسلسلات الدرامية التي تنتجها المؤسسة لتمويل المشاريع التي ترفع سوية الإنتاج، نراها تذهب إلى مؤسسات الدولة الأخرى، مضيفاً أن إنتاج التلفزيون السوري الحالي أصبح "غير جدير بتاريخه"، خصوصاً بعد تراجع مستوى الأعمال التي ينتجها، وتشديد الرقابة وإعطاء الحق بمنع عرض أعمال فنية لأشخاص غير مؤهلين، وأن الخطاب في التلفزيون تحول بعد الحرب من خشبي إلى حديدي، (أي لا يمكن التعامل معه بأي طريقة).

وتطرق الحديث في المقابلة إلى تأجيل عرض مسلسل "ترجمان الأشواق" الذي يلعب فيه دور البطولة، وكان من المقرر عرضه في رمضان الماضي، لكن دائرة الرقابة منعت عرضه في اللحظات الأخيرة، وذلك بعد الموافقة على النص المكتوب، ثم اشترطت الرقابة حذف عدة مشاهد قبل السماح بعرضه، وبذلك خسر المسلسل فرصاً كثيرة للعرض في رمضان.

يبدو من حديث النوري عن الفنانين المعارضين أنه غير موافق على ما صرح به نقيب الفنانين وعضو مجلس الشعب، زهير رمضان، قبل شهرين، والذي طالب الأجهزة الأمنية بمحاسبة الفنانين المعارضين الذين يعودون إلى سورية، وأكد أنه أبلغ هذه الأجهزة عن تصريحات ومواقف اتخذها بعض الفنانين العائدين إلى سورية ضد النظام، واصفاً إياهم، خلال مداخلته تحت قبة مجلس الشعب، بـ"الغربان"، وأضاف: "أما قادة الرأي وأصحاب الفكر والمواقف السافرة ضد الوطن فيجب أن ينالوا جزاءهم". وقرر رمضان أن "المصالحة" ممكنة فقط مع "الناس العاديين البسطاء الذين كانوا مستلبي الإرادة".

وسبق لزهير رمضان أن صرح- خلال لقاء أجراه معه الإعلامي يامن ديب عبر إذاعة "صوت الشباب" في برنامج "مع الكبار"- أن الفنانين الذين لم يصرحوا برأيهم السياسي وليس لديهم أي نشاط سياسي وقاموا بالعمل في مسلسل "الأمل" المعارض مثلاً يجب على الدولة السورية حبسهم، وليس استقبالهم والسماح لهم بالعمل في أعمال من إنتاج المؤسسة العامة للسينما، وليثبت زهير رمضان أنه "وطني" فعلاً، أصدر قائمة فصل من النقابة بحق عدد من الممثلين والفنانين، بعضهم بسبب مواقفهم المناهضة للأسد، وآخرون غادروا سورية بشكل نهائي بسبب الأوضاع المتردية، ومنهم المخرج حاتم علي، باسل خياط، جمال سليمان، تيم حسن، مكسيم خليل، قيس الشيخ نجيب، سامر المصري، جمانة مراد، وبنى رمضان قراره، الصادر عام 2014، على اتهام الممثلين السوريين بالمساهمة في "سفك دماء السوريين" عبر تأييد المعارضة السورية أو الدعوة للتدخل العسكري في سورية، كما ادّعى.

دلالات

المساهمون