عبد الرحمن أبو القاسم... رحيل "ابن الروميّة"

عبد الرحمن أبو القاسم... رحيل "ابن الروميّة"

13 ابريل 2020
تميز أبو القاسم بأسلوبه الخاص بالإلقاء وخامة صوته (فيسبوك)
+ الخط -
يوم الجمعة الماضي، توفي الممثل الفلسطيني – السوري، عبد الرحمن أبو القاسم، في مدينة دمشق التي عاش معظم سنين حياته فيها، إثر نوبة قلبية مفاجئة، ليغادر هذه الدنيا عن عمر يناهز 78 سنة.

يعتبر عبد الرحمن أبو القاسم واحداً من أبرز الممثلين الفلسطينيين السوريين الذين وفدوا ليغنوا المسرح السوري في النصف الثاني من القرن الماضي. وبدأ أبو القاسم بممارسة التمثيل عندما كان في الثانية عشرة من عمره، من خلال مشاركته في عرض بالمسرح المدرسي سنة 1954 في مدارس العاصمة السورية دمشق، والتي لجأ إليها مع عائلته سنة 1948، ومنذ البداية، بدا أنه يتمتع بالموهبة الكافية التي جعلته يشارك بالعديد من العروض مع العديد من الفرق المسرحية السورية في الخمسينيات والستينيات، أبرزها: "الفرقة السورية للتمثيل" و"نادي الأزبكية"، بالإضافة لمشاركته بالعديد من العروض المسرحية مع النوادي والفرق والنوادي التابعة لوكالة "غوث" في المخيمات الفلسطينية أيضاً، أبرزها فرقة "فتح" المسرحية، التابعة لحركة فتح، وهي الفرقة التي تبنتها منظمة التحرير في ما بعد وأصبح اسمها فرقة "المسرح الوطني الفلسطيني".

تميز أبو القاسم بأسلوبه الخاص بالإلقاء، وخامة صوته الفريدة. فكان لصوته بصمة خاصة في المسرح السوري، وكأنه ارتداد لصوت الأصالة، وذلك بأسلوبه في الإلقاء الذي ظهر كمتدادٍ لصوت الحكواتي. وهذه الميزة بقيت ملازمة لأبو القاسم عندما انتقل إلى السينما والتلفزيون سنة 1977، وشارك بمسلسل "الحب والشتاء" وفيلم "الأبطال يولدون مرتين"؛ ليتميز حضوره على الشاشة بذلك الثقل الذي لم يتمكن الممثل المسرحي من التخلي عنه. وهو ما جعل أدواره في التلفزيون والسينما تبقى محدودة الأثر، إذا ما قورنت بأدواره المسرحية، إلى أن حصل أبو القاسم على الدور المناسب في التلفزيون، الذي خلده في ذاكرة الجمهور الشعبية، وهو دور "ابن الرومية" في سلسلة "الجوارح" "الكواسر" و"البواسل"، وهي سلسلة معروفة من الفانتازيا التاريخيَّة.

"ابن الرومية"، الرجل المشلول الذي يستخدم صوته المميز ليروي على أفراد القبيلة الحكايات والعبر؛ بدا كشخصية مسرحية اقتحمت الشاشة الصغيرة لتكسر معايير الأداء فيها، وليتمكَّن أبو القاسم من خلالها من أن يفرض أسلوبه خارج ملعبه. وبقي اسم "ابن الرومية" ملازماً لعبد الرحمن أبو القاسم حتى مماته، على الرغم من مشاركته بما يزيد عن مئة فيلم ومسلسل تلفزيوني خلال مسيرته، وأدى عشرات الشخصيات الهامة بعدها، ولكنها جميعاً لم تتخطاها بالمكانة الشعبية التي بقيت في أذهان المُتابعين.

وأكثر ما يميز عبد الرحمن أبو القاسم هو إخلاصه الكبير للمسرح الذي بدأ منه، إذْ بقي مخلصاً للمسرح المدرسي رغم تقادم الزمن، وبقي مواظباً حتى سنواته الأخيرة على حضور مسرحيات الشبيبة ومهرجاناتهم؛ فلم يتنكر يوماً للمنصة الأولى التي بدأ منها رغم تحوله لواحد من أبرز أعلام المسرح القومي السوري، ورغم النجاحات الكبيرة التي حققها أبو القاسم في السينما والدراما التلفزيونية.

دلالات

المساهمون