عادات سيئة جداً

عادات سيئة جداً

03 مايو 2016
أحبّ الرقص الشرقي (Getty)
+ الخط -

كثيرة هي العادات الشخصية التي يأتي بها الناس. بعضها قد يتوارثونه بالكامل من البيئة الثقافية المجتمعية أو الأسرية أو الدينية. تلك العادات يأتون بها بشكل آلي وليس إرادياً، إلاّ في حال قصد فعلها. في هذه الحالة يتجه الشخص غالباً إلى التطرف فيها، مع ما فيه من إدمان، وتصبح العادة مجدداً آلية لديه، ولو بمستوى مختلف.

لكنّ عادات أخرى، ربّما يخجل شخص ما بها، قد لا يمارسها أو قد يخبّئ ممارسته لها. ليس الأمر نابعاً من المقولة التي تأمر بالاستتار "إذا ابتليتم بالمعاصي". قد يكون أمراً بسيطاً لا يدخل في إطار أيّة معصية في المنظور الديني. مع ذلك، لا يحبّذ كشفه، أو لا يرتاح لذلك، أو يفضل الاحتفاظ به لنفسه كرغبة غامضة، أو حتى ببساطة لا يجد أيّ جدوى ومعنى لإخبار الآخرين به.

شخصياً، أعيد المقطع الموسيقي الذي يعجبني طوال النهار، حتى لو كان وقته لا يتعدى دقيقتين. كأحد الميول أيضاً، أحبّ الرقص الشرقي. أجدني أضحك من أعماق قلبي إذا شاهدت راقصة تقفز على المسرح يميناً وشمالاً ببذلتها الملونة، بدلاً من التمايل بجسدها في المكان نفسه والتلوّي ببطء، خصوصاً إذا كانت جميلة ورشيقة. كذلك، أصرخ ملء حنجرتي تحت غطاء الخوذة عندما أمرّ بدراجتي النارية داخل نفق. بعض الكلمات أجدها تنطبق على أشخاص بعينهم مهما كان الربط غير منطقي، أو غير ذي صلة أبداً.

ربّما يكون بعض هذه العادات مقبولاً اجتماعياً، وبعضها الآخر يثير نظرات تعجّب. لكنّها جزء منّا نمارسها كاستجابة فورية لشعور ما كامن لدينا. بعض تلك العادات قد يكون مضرّاً. أبسط مثال عليه أن تعتاد الأكل غير الصحي، خصوصاً من ذلك المطعم الشعبي جداً وقد خرجت من بيروت للتوّ. الغريب أنّ ذلك المطعم يقصده نائب في البرلمان اللبناني. وهو نائب متهم بالفساد مع فريقه السياسي. لماذا يأتي إلى ذلك المطعم؟ لا أحد يعرف سرّ تلك العادة. ربما هو الذوق. ربما هو البخل. ربما هو الاعتياد على الشيء ببساطة وعدم القدرة على التخلي عنه.

عادات كثيرة إذا ما أضرّت فهي تضرّ بالشخص الذي يأتي بها وحده. لكن، هناك عادات أسوأ بكثير. تلك التي تؤذي الآخرين. بعضها قد يوجّه على مستوى فردي، نراه يومياً في أشخاص يفتعلون المشاكل، ويسخرون من غيرهم، ويسيئون إلى بعضهم بعضاً. وبعضها يوجه كلّ سوء أصحابها إلى مجموعات بشرية كاملة. يعاقبونها قتلاً وسجناً وتنكيلاً وإخفاءً وتجويعاً، وهو عهدنا بالحكّام الطغاة في عالمنا. هؤلاء هم الأسوأ، حين يحسبون أنفسهم يخدمون "الأمة" و"الشعب" وصولاً إلى تحقيق إرادة الله بما يمارسون.