عائلة فرخندة تعيش الخوف والعزلة في كابول

عائلة فرخندة تعيش الخوف والعزلة في كابول

19 يونيو 2015
اتهام زور يقابل بأحكام مخففة (فرانس برس)
+ الخط -


تعيش عائلة المرأة الأفغانية فرخندة مالك زادة التي لقيت حتفها على يد حشد غاضب، في هجوم أثارت وحشيته صدمة العالم، في عزلةٍ، وخوف بانتظار تحقيق العدالة التي يعتقدون أنها لن تطرق بابهم على الإطلاق.

ومنذ مقتل فرخندة مالك زادة، في 19 مارس/آذار الماضي، وصلت الحياة إلى طريق مسدود بالنسبة لوالدها محمد نادر مالك زادة، البالغ من العمر 72 عاماً، والذي قال "لا نستطيع العيش حياة طبيعية، أطفالنا لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة، ولا نستطيع حتى الخروج للتسوق. لقد أصبنا بالجنون، كما نتعرض لضغوط نفسية، البيت صار جحيماً".

وتزايدت حدة القنوط التي تسيطر على الأسرة، عندما قضت محكمة بإطلاق سراح 37 شخصاً من 49 متهماً أدينوا بمقتل فرخندة، في انتظار الاستئناف ضد الأحكام التي قالت العائلة إنها مخففة للغاية.

وكان بائع متجول في مزار كابول قد اتهم فرخندة زوراً بحرق القرآن، ما دفع حشدا غاضبا إلى مهاجمتها بينما كانت الشرطة تشاهد. بعد لكمها وركلها وضربها بألواح خشبية، قاموا بدهسها بسيارة وسحقوها بكتلة خرسانية. ثم أشعلوا في جثتها النار على ضفة نهر كابول.

وتسبب تسجيل مصور، التقطته كاميرات الهواتف الجوالة، وانتشر على مواقع الإنترنت لعملية القتل وإشعال النار في جثتها جدلاً واسعاً. وحمل المتظاهرون المطالبون بحقوق المرأة وتنفيذ الإصلاح القضائي ملصقات تظهر وجهها الدامي، وأقيمت وقفات احتجاجية على ضوء الشموع. كما قام ناشطون بإحياء ذكرى مقتلها خارج الضريح عقب 40 يوماً من وفاتها بهدف إحياء ذكراها.

اقرأ أيضاً: تشييع أفغانية ضربت حتى الموت في كابول

لكن على الرغم من مقتل فرخندة وانقضاء شهور على الحادثة تقول العائلة، والداها المسنان وشقيقاتها السبع وشقيقاها وزوجتيهما وأطفالهما، إنهم منبوذون من قبل أولئك الذين سعوا لاستخدام اسمها للحصول على مكاسب شخصية.


وخشية من العنف والاختطاف، أو الانتقام من الشرطة أو الغوغاء الذين أفرج عنهم، نادراً ما يغادر أحدهم المنزل، فإنّ الكبار لا يذهبون للعمل، والأطفال ما عادوا يذهبون إلى المدرسة أو الجامعة. وقال نجيب الله شقيق فرخندة، البالغ من العمر 37 عاماً: "ماذا سيحدث إذا كان الأطفال لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة؟ هل نكون أميين؟".

وقالت والدة فرخندة، بيبي هجيرة، إنها تشعر أن حياتهم معرضة للخطر الدائم، "نريد أن نرى العدالة ونريد الانتقال إلى مكان آمن. ليس لدي سلطة أو مال للقتال من أجل ذلك".

في الأيام التي أعقبت اغتيال فرخندة، التقى أعضاء الأسرة بالسيدة الأولى رولا غني، التي قالت إن "المأساة الوحشية والرهيبة" أبرزت إلى أي مدى أصبح المجتمع الأفغاني عنيفاً، بعد أكثر من 30 عاماً من الحرب.

وفي المحاكمة بتهمة القتل، أدين أربعة أشخاص وحكم عليهم بالإعدام. وأسقطت التهم الموجهة إلى 18 رجلاً لعدم كفاية الأدلة، وحكم على ثمانية آخرين بالسجن لمدة 16 عاماً. ومن بين 19 شرطياً اتهموا بالتقصير في أداء الواجب، تمت تبرئة ثمانية نظراً لعدم كفاية الأدلة، وحكم على 11 بالسجن سنة واحدة. وفي هذا الشهر، أيدت محكمة استئناف قراراً بالإفراج عن 37 متهماً قبل الاستئناف الذي قدموه.

وقال محمد "هذه القرارات غير مقبولة تماماً. كل من شهد هذا القتل الوحشي لفتاة بريئة ولم يفعل شيئاً هو مذنب أيضاً. تم إطلاق سراح جميع هؤلاء الناس، ولم يتم القبض على الآخرين الذين تورطوا بشكل واضح".

أما أسرة مالك زادة فأصبحت حياة جميع أفرادها تعيسة حزناً على فراق فرخندة. وقال محمد: "نحن لا نأكل ولا ننام، نحن نبكي. إذا تذكرنا وقت الطعام أن فرخندة كانت تحب ما نأكله، لا يمكننا أن نأكل، ونكتفي بالبكاء".

اقرأ أيضاً: رجال أفغان يتظاهرون بالبرقع على العنف ضد المرأة 

المساهمون