عائشة محمد إبراهيم: نعيش بؤس الواقع

عائشة محمد إبراهيم: نعيش بؤس الواقع

09 يوليو 2015
والله نحن نطبخ المعكرونة من دون لحم (العربي الجديد)
+ الخط -

عندما اضطرت الحاجة عائشة محمد إبراهيم إلى الخروج من فلسطين، كانت في الرابعة عشرة من عمرها. هي من بلدة الذوق (شمال) القريبة من الحدود اللبنانية. تقول: "كانت بلادي بلاد ذهب وخيرات، ولم أكن أحتاج للعمل عند أي كان". أما اليوم، فالأحوال غير ذلك.

اليوم، تعيش الحاجة عائشة مع زوجها المتقدّم في السن وحدهما، ويحصلان على ما يقدَّم لهما من خدمات. أولادهما يعانون أيضاً من ظروف مادية صعبة، بالتالي لا يستطيعون تقديم إلا القليل مما قد يتيسّر. تقول: "أحصل وزوجي على خدمة الشؤون من الأونروا (وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين)، وهي تسندنا في بعض أمورنا. نحن نتقاضاها مرّة كل ثلاثة أشهر، وهي 100 دولار أميركي للشخص الواحد بالإضافة إلى أكياس من السكر والعدس والأرزّ والحمص. كذلك نحصل على ثلاث قناني صغيرة من الزيت".

وتشير إلى ثمّة أحاديث تقول إن "الأونروا سوف تخفّض خدماتها. إن قطعوا عنا هذه الخدمة، سوف نتأثر كثيراً". وتخبر أن "اللحمة لا تدخل بيتنا إلا في ما ندر. في بعض الأشهر قد نستطيع شراء نصف كيلوغرام، وفي بعض آخر أوقية ونصف الأوقية. أما في معظم الأشهر، فنعيش من دونها". تضيف: "والله نحن نطبخ المعكرونة من دون اللحمة. نحن بحاجة ماسة إلى حصة إعاشة الشؤون على ضآلتها".

إلى ذلك، تحتاج الحاجة عائشة "لأدوية خاصة بالعظام وأخرى لمعالجة ارتفاع ضغط الدم. إذا لم أتناول الدواء، لا أستطيع الحراك. والأونروا توفّر لي أيضاً دواء الضغط شهرياً. إن قطعوه عني، لن أتمكن من شرائه". وتشدّد: "نحن لدينا عزة نفس. لن نقف على أرصفة الطرقات ونشحذ ثمن دواء. حتى ولو متنا من الجوع، لن نتسوّل على الأبواب. في فلسطين كنا نعيش بكرامتنا وكانت عندنا أملاك. كنا نعيش من خيرات بلادنا، ولم نكن بحاجة إلى أحد".

والحاجة عائشة كانت قد خرجت من فلسطين، "على أساس أسبوع واحد، ومن بعده نعود إلى ديارنا". تضيف: "عندما خرجنا من قريتنا، كنا حفاة. قطعنا المسافة التي تفصلنا عن لبنان سيراً على الأقدام، في حين ركب آخرون على الجمال والحمير". تزوجت وأنجبت عشرة أولاد، "خمس بنات وخمسة صبيان. وصرت أعمل لأعيل عائلتي. كنت أعمل طيلة النهار حتى وقت الغروب لقاء ليرة لبنانية واحدة فقط. كنت أعمل في البساتين، أنزع الأعشاب الضارة وأحصد. يداي تشققتا من كثرة العمل، لكن همي كان تربية أولادي".
وبحسرة تردف: "في فلسطين، إن كان جارك بحاجة ووجدك من دون طعام، لا يتردد في تقديم ما يستطيع. أما هنا، فنحن نعيش حياة بؤس وشقاء".

اقرأ أيضاً: رصاصة غيّرت حياة إبراهيم جعفر