قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الأربعاء، إنه سَيُطلعُ الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على نتائج لقائه، برئيس النظام السوري، بشار الأسد، وإن بلاده تعمل لـ"إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين جميع البلدان بما فيها بين تركيا وسورية".
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه العاصمة الكازاخستانية، الأسبوع القادم، جولة جديدة من محادثات مسار "أستانة"، وفق أنباءٍ عن حضور المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، للاجتماعات، التي تُعقد في الخامس والعشرين، والسادس والعشرين، من شهر إبريل/نيسان الجاري، وتركز على مسألة التطورات في إدلب، وحلحلة عقدة اللجنة الدستورية، وقضايا أخرى.
وقال ظريف، بعد وصوله لمطار، أسن بوغا في أنقرة، قادماً من دمشق، إنه أجرى "مفاوضات مثمرة حول الوضع المقلق في شرق الفرات، وإخراج القوات العسكرية الأجنبية من إدلب وسورية"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول"، التي أضافت أن كبير الدبلوماسيين الإيرانيين، سيجري "مباحثات ثنائية مع المسؤولين الأتراك في أنقرة، حول القضايا الإقليمية، والتطورات في شمال أفريقيا".
وقال الوزير الإيراني، الذي التقى نظيره التركي، مولود جاووش أوغلو، اليوم الأربعاء، إنه عقد "لقاءً مطولًا مع بشار الأسد في سورية، وسينقل مضمونه للرئيس التركي، الذي يلتقيه خلال زيارته الحالية لأنقرة، متحدثاً عن أن بلاده تعمل لـ"إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين جميع البلدان بما فيها بين تركيا وسورية".
في سياق مواز، اعتبر ظريف في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره التركي بأنقرة أن انتشار "الجيش السوري" على الحدود مع تركيا هو السبيل الأفضل لصون أمن جميع دول المنطقة.
ورأى ظريف أن بلاده "لم تتدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، وإنها اكتفت فقط بالإفصاح عن تطلعاتها" مشيراً إلى أن إيران ستواصل مشاوراتها مع تركيا وروسيا والأمم المتحدة، حول مسألة تشكيل لجنة صياغة الدستور في سورية.
ولفت ظريف إلى أن جولة المحادثات الجديدة ستحتضنها العاصمة الكازاخستانية نور سلطان (أستانة سابقاً)، في إطار محادثات أستانة الرامية لحل الأزمة السورية ضمن الوسائل السياسية الممكنة، مشيراً إلى "تفهم طهران للمخاوف الأمنية التركية إلا أن السبيل الوحيد لإحلال الأمن في سورية هو سيطرة قوات النظام على الحدود"، حسب تعبيره.
إلى ذلك، دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأمم المتحدة إلى عدم الانجرار وراء ما سمّاه "مساعي بعض الجهات الرامية لعرقلة مسار أستانة"، حسب تعبيره.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الصربي أيفيتسا داشيش في موسكو اليوم الأربعاء: "ندعو للالتزام بالمبدأ الأساسي الذي أقره مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي في يناير 2018، وينص على تشكيل السوريين اللجنة الدستورية بأنفسهم، ولعب الأمم المتحدة دور وسيط يساعد في تنظيم وبدء حوار جوهري".
وأضاف: "لذا، أبلغت زملاءنا في رئاسة الأمم المتحدة دعوتنا الملحة للتعامل باستقلالية والتقيد بقرار مجلس الأمن 2254 وعدم الانجرار وراء من يسعى لتهميش عملية أستانة وإفشالها".
وأكد لافروف ضرورة تشكيل اللجنة الدستورية السورية في أقرب وقت، معتبراً أن الأوضاع الميدانية في سورية لا تمنع ذلك، رغم أن بعض المشكلات ولاسيما تلك المتعلقة بالوضع في إدلب وشمال شرقي البلاد، لا تزال تنتظر الحل، حسب قوله.
وكانت الخارجية الكازاخستانية، قد تحدثت في وقت سابق عن مشاركة المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، في اجتماعات الجولة الجديدة، لمسار "أستانة"، يومي الخامس والعشرين، والسادس والعشرين، من الشهر الحالي.
ويشارك في الجولة القادمة، التي تستضيفها العاصمة الكازاخستانية، باسمها الجديد "نور سلطان"، مسؤولون من الدول الثلاث الضامنة (روسيا، تركيا، إيران)، إلى جانب الأردن، والأمم المتحدة، بصفة مراقبين، كما جرت العادة في الجولات السابقة، إضافة لممثلين عن المعارضة السورية، ونظام الأسد.
وبحسب جدول أعمال الجولة الجديدة، فإن الاجتماعات، تتناول مسائل التطورات حول إدلب، والتصعيد العسكري هناك، وبحث تشكيل اللجنة الدستورية، فضلاً عن مواضيع أخرى، أبرزها قضية المعتقلين، إذ ستلتقي مجموعة العمل الخاصة بالقضية، للمرة الثامنة، خلال المحادثات المزمعة بعد أسبوع.