طهران تواصل تخصيب اليورانيوم.. وواشنطن تحذر من "سوء الفهم"

طهران تواصل تخصيب اليورانيوم.. وواشنطن تحذر من "سوء الفهم"

08 يوليو 2019
طهران تزيد تخصيب اليورانيوم (Getty)
+ الخط -
تخطو إيران، منذ يوم أمس الأحد، خطوات متسارعة في طريق تخصيب اليورانيوم، تنفيذاً لتهديدها بالتراجع عن التزاماتها المرتبطة بالاتفاق النووي، بعد العقوبات الأميركية، وبشهادة الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت أن طهران قامت بتخصيب اليورانيوم بدرجة أعلى من 3.67 في المائة، عاد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، ليؤكد ألا اتفاق أفضل من الاتفاق المبرم عام 2015 وأن بلاده ماضية بالتخصيب، غالقاً أبواب التفاوض مع ما يطلق عليه اسم الفريق (باء).
في المقابل، حذّر نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، من أن تسيء طهران فهم ضبط النفس الأميركي بأنه ضعف، بينما يتجه الموقف الأوروبي نحو الإسراع بالتهدئة والسعي لإيجاد حلول.

وفي وقت لاحق، قال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تحدث اليوم الاثنين مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بشأن تهديد إيران بزيادة مستوى تخصيب اليورانيوم. وقال متحدث باسم البيت الأبيض في بيان إن ترامب وماكرون "بحثا الجهود المتواصلة لضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي ووضع حد لسلوك إيران المزعزع للاستقرار في الشرق الأوسط".
بدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، إن الولايات المتحدة ستواصل زيادة الضغط على إيران حتى تتخلى عن سعيها لامتلاك أسلحة نووية وتتوقف عن أنشطتها العنيفة في الشرق الأوسط. وتوعد بولتون بـ"مواصلة زيادة الضغط على النظام الإيراني حتى يتخلى عن برنامجه للأسلحة النووية وينهي أنشطته العنيفة عبر الشرق الأوسط بما في ذلك ممارسة ودعم الإرهاب في أنحاء العالم".

وشدد ظريف، في وقت سابق الاثنين، على أنه ليس بوسع القوى العالمية التفاوض على اتفاق مع إيران "أفضل من الاتفاق النووي التاريخي المبرم عام 2015".

وقال ظريف، في تغريدة على "تويتر"، "الفريق (باء) باع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحماقة اعتقاداً بأن قتل الاتفاقية من خلال الإرهاب الاقتصادي يمكن أن يؤدي إلى اتفاق أفضل".

وأضاف: "بعد أن بات جلياً على نحو متزايد أنه لن يكون هناك اتفاق أفضل، فإنهم يطالبون على نحو غريب بإذعان إيران التام، ثمة مخرج لهذا الأمر، ولكن ليس مع وجود الفريق (باء) في السلطة".

وقال ظريف في السابق، إن ما يطلق عليه "الفريق باء"، الذي يضم مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وهو من المتشددين تجاه إيران، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يدفع ترامب للدخول في حرب مع طهران.

وفي وقت سابق اليوم، هددت إيران بإعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي المتوقفة عن العمل وزيادة درجة نقاء تخصيب اليورانيوم إلى 20 في المائة، ضمن خطواتها الكبيرة التالية المحتملة في إطار تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي، الذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي.

طهران تتجاوز حد التخصيب

في السياق، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الاثنين، إن إيران خصبت يورانيوم بنسبة نقاء تجاوزت الحد الذي نص عليه الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى العالمية عام 2015 وهو 3.67 في المائة مما يؤكد الإجراء الذي أعلنت عنه الحكومة الإيرانية من قبل.

وقال متحدث باسم الوكالة، التي تتولى الإشراف على الاتفاق "المدير العام (للوكالة الدولية للطاقة الذرية) يوكيا أمانو أبلغ مجلس المحافظين بأن مفتشي الوكالة تحققوا في الثامن من يوليو/تموز من أن إيران تخصب يورانيوم بدرجة أعلى من 3.67 في المائة".

وذكر تقرير أرسل للدول الأعضاء في الوكالة، وحصلت عليه "رويترز"، أن الوكالة تحققت من مستوى تخصيب اليورانيوم عبر أجهزة على الإنترنت لمراقبة التخصيب، مضيفاً أن عينات أخذت أيضاً اليوم الاثنين لفحصها.

ورداً على الانسحاب الأميركي من الاتفاق الدولي، أعلنت طهران في 8 مايو/أيار أنها ستبدأ بعدم التقيد ببعض التزاماتها في اتفاق فيينا بهدف دفع باقي الدول الموقعة على الاتفاق (الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) إلى مساعدتها على الالتفاف على العقوبات الأميركية.

وتحرم العقوبات الأميركية إيران من المنافع الاقتصادية المتوقعة من الاتفاق الذي قبلت بموجبه أن تقلص بشدة أنشطتها النووية في مقابل رفع قسم من العقوبات الدولية المفروضة عليها.

وأعلنت طهران، أمس الأحد، أنها بدأت تخصيب اليورانيوم بمستوى يفوق حدود 3.67 في المائة التي قررها الاتفاق الدولي مع إيران في 2015.

بنس يحذر طهران

في مقابل الخطوات الإيرانية، حذّر بنس، اليوم الاثنين، إيران من فهم ضبط النفس بأنه ضعف أميركي.

وقال بنس في تصريحات معدة سلفاً، أن "الولايات المتحدة مستعدة لإجراء محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي ولا تسعى للحرب"، لكنه أوضح أن إدارة الرئيس دونالد ترامب "مستعدة لحماية المصالح الأميركية والأميركيين".

ونُقل عن بنس قوله في الكلمة المقرر أن يلقيها خلال مؤتمر، أن "الولايات المتحدة لا تسعى لحرب مع إيران. نحن نرغب في الحوار. نحن مستعدون للإنصات. لكن أميركا لن تتراجع".

وكان وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، توعد، أمس الأحد إيران، بـ"المزيد من العزلة والعقوبات".

تخفيف التوتر

إلى ذلك، تسارع الدول الأوروبية إلى التهدئة، ولا سيما بعد القرارات الإيرانية الأخيرة، أوفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، مستشاره إلى إيران.

وأعلنت الرئاسة الفرنسية الاثنين أن إيمانويل بون المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي سيزور إيران الثلاثاء والأربعاء للقاء مسؤولين ايرانيين سعياً "للتخفيف من حدة التوتر" حول الملف النووي.

وأضافت الرئاسة أن بون "سيزور طهران لإيجاد عناصر تساهم في التخفيف من حدة التوتر مع خطوات يجب أن تتخذ فورا قبل 15 يوليو" دون مزيد من الإيضاحات.

من جهته، عبر الاتحاد الأوروبي عن "قلقه" البالغ من الإعلان الإيراني وحض "بقوة إيران على وقف أنشطتها المنافية لالتزاماتها في إطار "اتفاق فيينا وعلى "العودة" إلى الالتزام بالاتفاق الدولي.

ورأى المحلل سنال وكيل، في حديث لـ"فرانس برس"، "أن ما بإمكان أوروبا فعله حالياً هو بدء حوار مع طهران والحصول على تنازلات إيرانية، ونقلها إلى واشنطن والحصول منها بدورها على بادرة تصالح".

المساهمون