طهران تنفي تدخلها بانتخابات أميركا: لا يهمنا من يحكم البيت الأبيض

طهران تنفي تدخلها بالانتخابات الأميركية: لا يهمنا من يحكم البيت الأبيض

11 سبتمبر 2020
هناك رغبة إيرانية غير معلنة بهزيمة ترامب في الانتخابات (Getty)
+ الخط -

تعقيباً على اتهامات شركة "مايكروسوفت" الأميركية، أمس الخميس، لقراصنة إيرانيين بالسعي للتأثير على الانتخابات الأميركية المزمع عقدها يوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، نفت الخارجية الإيرانية صحة هذه الاتهامات، زاعمة أنّ طهران لا يهمها من يحكم الولايات المتحدة الأميركية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، لقناة "سي.إن.إن" الأميركية: "كما قلنا مراراً، لا يهم طهران هوية الشخص الحاكم في البيت الأبيض، ما يهمنا هو التزام واشنطن بالقانون والقواعد والأعراف الدولية والتخلي عن التدخل في شؤون الدول الأخرى وتنفيذ التزاماتها".

وفي المقابل، اتهم خطيب زادة واشنطن بالتدخل في انتخابات دول أخرى بما فيها إيران، قائلاً إن "الولايات المتحدة ليست في موقع يخولها طرح مثل هذه المزاعم المضحكة، لكونها تتدخل لعقود في انتخابات دول أخرى من ضمنها إيران، من خلال إسقاط حكومة الدكتور (محمد) مصدق المنتخبة (عام 1953)، وتقود معركة استخباراتية فاعلة ضد الدول الأخرى".

ويأتي حديث المسؤول الإيراني بشأن عدم أهمية هوية الرئيس الأميركي لبلاده، فيما أدخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصراع القديم الحديث مع إيران، منذ فوزه عام 2016، مرحلة جديدة غير مسبوقة، بدأها بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018 في إطار استراتيجية "الضغوط القصوى" ضدها، وفرض عقوبات شاملة تاريخية عليها شملت جميع مفاصل الاقتصاد الإيراني، فضلاً عن أنه، في سياق الاستراتيجية نفسها، مارس ضغوطاً عسكرية وأمنية غير مسبوقة، واغتال أبرز الجنرالات الإيرانية قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس"، مطلع العالم الحالي في بغداد، في خطوة هدفت إلى الحدّ من النفوذ الإيراني في المنطقة.

وعليه، يمكن استشفاف رغبة إيرانية غير معلنة بهزيمة ترامب في الانتخابات، وفوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، علّه يعيد بناء الجسر (الاتفاق النووي) المدمَّر من قبل ترامب، والذي كان الرئيس الإيراني حسن روحاني، المدعوم من الإصلاحيين والتيار "الاعتدالي"، يخطط ليكون هذا ممراً نحو تحسين العلاقات الإيرانية الأميركية وإنهاء الصراع بين الطرفين.

لكن لا يُتوقَّع أن يؤدي فوز بايدن إلى انفراجة تذكر في هذه العلاقات، لعدم وجود تفاوت وفرق كبير بين توجهات الحزبين الجمهوري والديمقراطي تجاه إيران، وسط توقعات بأن يستغل الرجل ما فعله ترامب للحصول على امتيازات من طهران، إلا أنه في نهاية المطاف يبقى أقل خطورة من الرئيس الحالي، فضلاً عن أنه كان نائب الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي اختار النهج الدبلوماسي مع إيران، والذي تمثل في التوصل معها إلى الاتفاق النووي.

يشار إلى أن شركة "مايكروسوفت" اتهمت، الخميس، قراصنة إيرانيين وصينيين وروس بالسعي إلى اختراق الأنظمة الانتخابية الأميركية، قائلة إن نفس جهاز المخابرات العسكرية الروسية، الذي اخترق أنظمة الأميركيين الديمقراطيين الإلكترونية في عام 2016، حاول اقتحام أنظمة الكمبيوتر لأكثر من 200 منظمة، بما في ذلك حسابات أحزاب سياسية ومستشارين.

وقال نائب رئيس "مايكروسوفت" توم بيرت في منشور عبر مدونة: "معظم محاولات التسلل التي قام بها عملاء روس وصينيون وإيرانيون أوقفتها برمجيات مايكروسوفت الأمنية وتم إخطار الأهداف. لن تعلق الشركة على من قد يكون قد تم اختراقه بنجاح".