طلاب جامعات تونس: استئناف الدراسة محفوف بالمخاطر

طلاب جامعات تونس: استئناف الدراسة محفوف بالمخاطر

06 مايو 2020
مخاطر صحية وتعليمية تُهدّدهم (Getty)
+ الخط -
يخشى طلاب الجامعات التونسية من مخاطر صحية وأخرى تعليمية، تُهدّدهم بعد قرار وزارة التعليم العالي استئناف الدراسة بداية من شهر يونيو/ حزيران وإجراء الاختبارات بعد ثلاثة أسابيع من موعد العودة المقرر. ويثير قرار استئناف الدروس بداية الشهر المقبل جدلاً كبيراً في الأوساط الطلابية التي عبّرت عن قلقها من عدم جاهزية الجامعات ومبيتات الطلاب لاستيعاب العائدين في ظروف آمنة في ظل انتشار فيروس كورونا، فضلاً عن مخاوف أخرى بشأن الاختبارات التي سيواجهها الطلاب باستعدادات متفاوتة بعد عجز عدد منهم عن الولوج إلى الدروس عن بُعد التي أطلقتها وزارة التعليم العالي، وذلك نتيجة ظروف اجتماعية وأخرى لوجستية.

وقال أمين لغباني، وهو طالب ف المرحلة الأولى بمدرسة عليا للتكنولوجيا، إن إجراء الامتحانات التي قررتها وزارة التعليم العالي لن يضمن للطلاب حقوقاً متساوية في النجاح، خاصة أن نسبة منهم لم تتمكن من الحصول على الدروس عن بُعد نتيجة ضعف إمكاناتهم المادية. وأضاف في تصريح لـ"العربي الجديد" أن أسر الطلاب تضررت جراء كورونا، ومنها من فقدت موارد رزقها، ولم تعد قادرة على توفير الإمكانات المادية لأبنائها الطلاب لمواصلة الحصول على الدروس عن بعد عبر الإنترنت.

وبيّن أن الدروس عن بُعد لها كلفة مالية قد تعجز عائلات عن توفيرها لأبنائها الطلبة بسبب وضعهم الاقتصادي الصعب، مشدداً على ضرورة أخذ الجامعات هذا المعطى بعين الاعتبار حتى لا يخسر عدد من الطلبة عامهم الدراسي بسبب ظروفهم الاجتماعية الصعبة. وأفاد في سياق متصل بأن جزءاً من الطلبة يرفضون قرار وزارة التعليم العالي باستئناف الدروس وإجراء الامتحانات لعدم إمكانية توفر مبدأ تكافؤ الفرص بين الجميع.

من جهته، أكد عياض بن صالح، ممثل الاتحاد عام طلبة تونس (منظمة طلابية) بكلية الحقوق بالعاصمة تونس، قلق الطلبة من استئناف الدروس بسبب نقص في الإعداد اللوجستي المتعلّق بالسكن وإطعام الطلاب في المطاعم الجامعية، مشيراً إلى أنّ المبيتات غير قادرة على استيعاب جميع المدعوين لاستئناف الدروس.

ورجّح بن صالح في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن يجد طلاب أنفسهم في الشارع دون مأوى في فترة الامتحانات بسبب غياب المحلات المخصصة للإيجار ونقص الأسرة في المبيتات، فضلاً عن صعوبات التنقل في فترة الصيف. وطالب المسؤول في المنظمة الطلابية وزارة التعليم العالي بإحكام الإعداد اللوجستي لاستئناف الدروس لإنقاذ السنة الجامعية والحفاظ على صحة الطلاب، وفق قوله.

والأسبوع الماضي، أعلن وزير التعليم العالي سليم شورى أن 170 ألف طالب من مجموع 216 ألفاً معنيون باستئناف الدروس في مختلف كليات البلاد، و46 ألف طالب معنيون بختم مشاريع الدروس بدون اعتبار طلبة الدكتوراه.


وقال المسؤول الحكومي إنه تم اعتماد مبادئ عامة لحماية الأسرة التربوية وحماية السنة الجامعية وتكافؤ الفرص، مؤكداً أنّ بروتوكولاً صحياً مدقّقاً سيعمم على الكليات وقع ضبطه بالتعاون مع وزارة الصحة لتوضيح الجوانب اللوجستية لحماية جميع المتدخلين في العملية التربوية من خطر العدوى.

وأفاد وزير التعليم العالي بأن العودة التدريجية للدروس ثم الاختبارات ستنطلق بداية الشهر المقبل بكافة المؤسسات الجامعية، باستثناء كليات الطب التي ستستأنف يوم 11 مايو/ أيار الجاري على أن تنهي كل جامعات البلاد الامتحانات في يوليو/ تموز المقبل. وأشارت وزارة التعليم العالي إلى أنها تعمل على تأمين السكن والطعام للطلبة الذين يقطنون بعيداً عن عائلاتهم.

المساهمون