Skip to main content
طفلة سورية تشارك بحكم قاضي أميركي بإعفاء والدتها من الغرامة
العربي الجديد ــ واشنطن


طفلة
سورية تدعى ماسة ولا تتجاوز الثامنة من العمر، نجحت في أن تكون "وسيطاً لغوياً" بين القاضي الأميركي فرانك كابريو في محكمة بروفيدنس البلدية في ولاية رود آيلاند الأميركية، ووالدتها التي لا تجيد اللغة الإنكليزية، عند مثولها أمامه بتهمة تخطي حدود السرعة وهي تقود سيارتها في منطقة مدرسية.

القصة تعود إلى خمسة أيام مضت، حين وصلت ماسة ووالدتها إلى محكمة بروفيدنس البلدية، كي تتبلغ حكم القاضي كوبر بعد تلقيها بلاغاً بأنها تجاوزت السرعة المحددة عند القيادة.

بهدوء وروية طلب القاضي من الطفلة أن تعرّب لوالدتها الأسئلة التي يريد أن يطرحها عليها. وبرعت الصغيرة في نقل إجابات والدتها بأنها تقيم في أميركا منذ ثلاث سنوات، وإنها لا تلم بالقوانين إلماماً كافياً، كما أعربت عن أسفها لتخطي السرعة، مبررة الأمر بأن مرض ابنتها في ذلك اليوم دفعها للسير مسرعة وتخطي الحدود الملزِمة بالقانون.

والقاضي كوبر الذي يشير في التعريف عن نفسه عبر الموقع الرسمي الإلكتروني للمحكمة بالقول: "دوري الرئيس هو تحقيق العدالة"، استدعى الصغيرة إلى منصته، وسألها بعد التعرف على اسمها وعمرها واسم مدرستها والمادة الأحب إلى قلبها، وما الذي تنوي دراسته في المستقبل، طلب منها أن تختار الحكم المناسب بحق والدتها من بين ثلاثة اختيارات.


في نهاية الفيديوهات التي تعرضها المحكمة يدرج القاضي تعليقاً على مجرياته، لذلك دعا القاضي الطفلة ماسا لمتابعة دراستها بجد لكي تصبح طبيبة كما ترغب، وقال: "إن أميركا بحاجة لأطباء كفوئين وبانتظار أن تصبحي واحدة منهم".

وأعرب عن فرحه لتمكن محمد فارس، والد ماسة، من القدوم إلى أميركا هرباً من الحرب الفظيعة في سورية.


لكنه ما لبث أن طلب منها مجدداً أن تعيد النظر بقرارها، حين اختارت العقوبة القصوى وهي الغرامة المقدرة بخمسين دولاراً. وانتهت الجلسة بأن أعلنت ماسة بإيعاز من القاضي وعبر مطرقته بأن الأم أعفيت من الغرامة وإن ملف القضية أقفل، وكان ذلك بحضور والدها الذي انضم لأسرته في نهاية الجلسة.

جانب إنساني ظهر في الجلسة المصورة عبر الفيديو مع تلك العائلة السورية، وليس القضائي القانوني فقط. وأعرب القاضي خلالها عن إعجابه بتربية الأبوين السوريين لطفلتهما الوحيدة وتنبأ لها بمستقبل علمي ناجح. وما كتبته المحكمة تعليقاً على الفيديو المنشور عبر موقعها ربما يكون دليلاً على ذلك: "عائلة من اللاجئين السوريين تترك انطباعاً راسخاً لدى القاضي، حين أعلنت عن حبها لأميركا".

ومن يطلع على جلسات المحكمة السابقة، يمكنه الاستماع إلى شهادات مهاجرين عرب من دول مختلفة منها العراق والسعودية وغيرها إلى جانب مهاجرين غير عرب، ويلحظ أن "العدالة" تطوع القانون لمصلحتها إذا كانت ظروف المخالفين تستوجب ذلك.

والجدير ذكره أن الحالات التي تنظر فيها المحكمة تتعلق بمخالفت حركة المرور، ووقوف السيارات، والمخالفات الجنائية.

أما عمل القاضي فرانك كوبر (83 عاماً)، وهو رئيس القضاة في المحكمة للمرة السادسة على التوالي، يُبث عبر البرنامج التلفزيوني "اعتقل في بروفيدانس"، في عام 2017، أصبحت مقاطع الفيديو التي تُظهر جلسات المحكمة الخاصة به سريعة الانتشار، حتى أن مشاهدات بعض الجلسات اقتربت من تسجيل 100 مليون مشاهدة عبر يوتيوب.

ويشار إلى أن والد كابريو كان مهاجراً إيطالياً. في حين أن القاضي تلقى علومه في المدارس الحكومية، وعمل في غسل الأطباق وتلميع الأحذية في صغره. وبعد تخرجه عمل في التدريس قبل أن يتابع دراسة الحقوق ويشتغل بالمحاماة.