طرائف وغرائب المونديال.. الحلقة الثانية

طرائف وغرائب المونديال.. الحلقة الثانية

02 يونيو 2014
هدف فوز المنتخب الإيطالي على النمسا (getty)
+ الخط -
استكمالاً لحلقات "طرائف وغرائب المونديال"، التي أعدها "العربي الجديد"، لتكون نافذة للتعرف إلى أبرز المواقف الطريفة والغريبة، التي شهدتها بطولة "كأس العالم" منذ انطلاقها عام 1930 وحتى النسخة الأخيرة عام 2010.

سوف نستحضر اليوم ذكريات أهم القصص والمواقف المثيرة والطريفة التي شهدتها نهائيات النسخة الثانية من بطولة كأس العالم التي أقيمت في الملاعب الإيطالية عام 1934، وأضفت أيضاً على البطولة العالمية رونقاً خاصاً لن تجده إلا في كأس العالم.

إيطاليا تخوض التصفيات.. رغم إقامة البطولة على ملعبها
ولعل أبرز غرائب مونديال 1934 هي مشاركة الدولة المنظمة "إيطاليا" في التصفيات التمهيدية، وهي المرة الوحيدة التي شاركت فيها الدولة المستضيفة في التصفيات، حيث قرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم ذلك، بعد أن وافق 32 منتخبا على المشاركة في البطولة، ما دفع "الفيفا" إلى إجراء تصفيات تمهيدية لتقليل عدد الفرق إلى النصف.

ولحسن الحظ، فقد صعد المنتخب الإيطالي إلى النهائيات بعد أن فاز في المباراة الأولى برباعية نظيفة، وبعد انسحاب المنتخب اليوناني في مباراة الإياب.

حامل اللقب يرد اعتباره.. ويرفض المشاركة في البطولة
رفض المنتخب الأوروجوياني تلبية دعوة الاتحاد الدولي لكرة القدم للمشاركة في البطولة، والدفاع عن لقبه؛ وذلك بسبب رفض العديد من الدول الأوروبية، على رأسها إيطاليا "المشاركة" في البطولة الأولى التي استضافتها الدولة اللاتينية في عام 1930، لتُعد المرة الأولى والأخيرة التي يُقرر فيها حامل اللقب عدم الدفاع عن لقبه.

وفي الوقت الذي قرّر فيه منتخب الأوروجواي مقاطعة نهائيات 1934؛ أرسلت البرازيل منتخبها الثالث للمشاركة في البطولة، فيما سافرت الأرجنتين إلى إيطاليا بمنتخب هواة، وأصر الإنجليز على عدم المشاركة في هذا التجمع العالمي لشعورهم بالازدراء.

منتخب المكسيك.. من المستطيل الأخضر إلى مقاعد المتفرجين
ولم يجد المنتخب المكسيكي، حظاً سيئاً خلال مشاركته السابقة في بطولة كأس العالم، مثل الحظ السيئ الذي واجهه خلال نسخة عام 1934، حيث خاض منتخب "إل تري" تصفيات قارة أميركا الشمالية، ونجح في تسيد المجموعة التي ضمت منتخبات (كوبا وتاهيتي)، وقطع اللاعبون آلاف الكيلومترات للوصول إلى إيطاليا.

لكنهم لم يشاركوا في النهائيات؛ وذلك لأن منتخب الولايات المتحدة الأميركية قد وضع اللجنة المنظمة في حرج شديد، حين أرسل طلباً للمشاركة رغم انتهاء مباريات التصفيات التمهيدية، ولم ينتظر القائمون على الاتحاد الأميركي لكرة القدم، قرار الموافقة على طلب المشاركة، بل قاموا بالفعل بإرسال المنتخب إلى إيطاليا.

وقرّر الاتحاد الدولي لكرة القدم "لأسباب جغرافية" أن تخوض المكسيك مباراة فاصلة أمام جارتها الولايات المتحدة من أجل تحديد من سيُمثل القارة، وانتهت المواجهة بفوز الأخيرة 4-2 لتحل الولايات المتحدة محل المكسيك في العرس الكروي، وذلك بفضل فوزها في المباراة التي قادها الحكم المصري يوسف محمد والتي جرت يوم 24 مايو/أيار 1934 أي قبل ثلاث أيام من انطلاق البطولة، وبدلا من المشاركة في البطولة تحول لاعبو المكسيك إلى مقاعد المتفرجين.

إيطاليا تخطف نجوم المنتخب الأرجنتيني
وخلت قائمة المنتخب الأرجنتيني المشاركة في النسخة الثانية من بطولة كأس العالم، من الأسماء التي شاركت في المباراة النهائية للدورة الأولى، حيث خسر العديد من عناصره لمصلحة المنتخب الإيطالي، كان أبرزهم لاعب الوسط المتألق "لويزيتو مونتي"، الذي نجح في قيادة المنتخب الإيطالي إلى اللقب بمعية أربعة من زملائه في المنتخب الأرجنتيني سابقاً، نظراً لجذورهم الإيطالية، ويتعلق الأمر بكل من "أتيليو دي ماريا" و"إنريكو غوايتا" و"أورسي".

أول مشاجرة في تاريخ بطولات كأس العالم
وعرفت نهائيات النسخة الثانية لبطولات كأس العالم، تسجيل أول مشاجرة في تاريخ البطولة، وكان بطل هذه الأزمة حكَم المباراة، فرانشيسكو ماتيا، عندما طرد اللاعب الهنغاري ماركوسي بسبب تعديه عليه، ما نتج عنه حالة من الهرج والمرج داخل الميدان، في واقعة كانت جديدة على جمهور الكرة، لاسيما في أكبر مسابقة للعبة، حيث بدت المباراة آنذاك أشبه بمعركة شوارع، لتنتهي بفوز صعب للنمسا بنتيجة 2-1.

أول مباراة معادة في تاريخ بطولات كأس العالم
لم يكن خلال النسخة الثانية من بطولة كأس العالم، ما يُعرف الآن بضربات الجزاء الترجيحية التي يلجأ الحكم إليها، في حالة تعادل الفريقين في إحدى مباريات الأدوار النهائية؛ لذلك فقد شهدت مباراة الدور نصف النهائي التي جمعت بين المنتخبين الإيطالي والإسباني، إعادة المباراة؛ وذلك بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل "1-1".

وحسب القواعد المعمول بها آنذاك، فقد تمت إعادة المباراة مرة أخرى بعد 24 ساعة، حيث لعبت إسبانيا من دون حارسها الأساسي الشهير "زامورا"، لينجح "جوسيبي مياتزا" في تسجيل هدف المباراة الوحيد.

المساهمون