شهدت نهائيات النسخة الخامسة من بطولة كأس العالم، التي استضافتها سويسرا في العام 1954، قصصاً ومواقف مثيرة، أبرزها حول طريقة التأهل التركي، ونظام توزيع المنتخبات.
كفيف يُؤهل تركيا
نجح المنتخب التركي في الصعود للمباراة النهائية للتصفيات المؤهلة لمونديال سويسرا 1954، ليُقابل بالتالي المنتخب الإسباني في المباراة الفاصلة. وحسم منتخب "لافوريا روخا" مباراة الذهاب لمصلحته بنتيجة (4ـ1)، قبل أن يتمكن المنتخب التركي من تحقيق الفوز في مباراة الإياب بهدف نظيف.
واضطر المنتخبان لخوض مباراة فاصلة في العاصمة الإيطالية "روما" لتحديد الفريق المتأهل، وذلك لعدم وجود قاعدة فارق الأهداف في ذلك الوقت، وانتهى اللقاء الفاصل "آنذاك" بين منتخبي تركيا وإسبانيا بالتعادل الإيجابي (2ـ2)، ليلجأ الحكم إلى طفل إيطالي "كفيف" من الجماهير لإجراء القرعة، وفق القوانين المعمول بها آنذاك، ليحجز المنتخب التركي تذكرة العبور إلى مونديال سويسرا، بحسب نتيجة القرعة.
ولعب المنتخب التركي ضمن المجموعة الأولى التي ضمت منتخبات المجر وألمانيا وكوريا الجنوبية، لكنه ودع البطولة من الدور الأول بعد أن جمع نقطتين فقط من فوز وحيد على كوريا الجنوبية بسبعة أهداف دون مقابل، وهزيمتين أمام ألمانيا مرتين بواقع (4-1) و (7-2).
فوبيا الطيران
وعرفت بطولة 1954 حدثاً طريفاً تمثل في وصول كل الفرق المشاركة في مونديال 1954 إلى سويسرا بالطائرة عدا لاعب واحد، وهو قائد منتخب ألمانيا الغربية فريتز فالتر، الذي كان ضابطاً في سلاح المظلات بالحرب العالمية الثانية، لكنه أثناء الحرب سقطت طائرة أحد أصدقائه ليصاب بفوبيا من الطيران، ويسافر إلى سويسرا براً.
نظام غريب
لم تشهد بطولات كأس العالم منذ انطلاقها نظاماً أغرب من النظام التي شهدته بطولة 1954، حين وزعت المنتخبات الستة عشر بموجب القرعة التي جرت في زيوريخ بتاريخ 30/11/1953 إلى أربع مجموعات واتفق على أن يلعب كل منتخب مباراتين بدلاً من ثلاث على أن يكون في كل مجموعة منتخبان مصنفان يترأسان المجموعة بحيث لا يلتقيان، وفي حال تعادل أي منتخبين متباريين كانت المباراة تمدد وإذا استمر التعادل تعتمد النتيجة.
أما في حال تعادل المنتخبين في مجموع بالنقاط كانت تجرى بينهما مباراة فاصلة لتحديد المتأهل وهو ما حدث تماماً في مباراة تركيا وألمانيا، واختلف هذا النظام عن سابقه بتأهل منتخبين عن كل مجموعة ثم تجرى قرعة لربع النهائي الذي يقام بطريقة خروج المغلوب وكذلك الدور نصف النهائي، بحيث يلعب الفائزان في النهائي والخاسران لتحديد المركزين الثالث والرابع، ولكن كثرة الانتقادات لهذا النظام الرامي إلى اختصار الزمن والمباريات جعلته يطبق للمرة الأولى والأخيرة.
غزارة تهديفية
ليس غريباً أن تكون نهائيات سويسرا 1954 هي أكثر بطولات كأس العالم تهديفاً، فقد سُجل خلال المباريات الـ26 في البطولة "140" هدفاً بمعدل 5.4 أهداف في المباراة الواحدة، وسجل الأهداف الـ"140" تسعة وخمسون لاعباً، وكان المنتخب المجري أكثر المنتخبات تسجيلاً بـ27 هدفاً، فيما تُعد منتخبات كوريا الجنوبية، واسكتلندا، وتشيكوسلوفاكيا، الأقل تسجيلاً برصيد خالٍ من الأهداف.
وكانت موقعة ربع النهائي التي جمعت بين النمسا وسويسرا المضيفة الأكثر تهديفاً حيث شهدت اثني عشر هدفاً بعدما تقدم أصحاب الأرض بنتيجة 3-0 في أول 19 دقيقة قبل أن يتلقى المنتخب السويسري خمسة أهداف في عشر دقائق قبل الاستراحة ليخسر المباراة بنتيجة 7-5، ورغم فيضان الأهداف، فإن الوافدين الجديدين كوريا الجنوبية واسكتلندا فشلا في إيجاد طريقهما إلى الشباك ليودعا البطولة في ذيل ترتيب مجموعتيهما، إلى جانب منتخب تشيكوسلوفاكيا.
معركة "بيرن"
شهد ملعب فانكدورف في العاصمة السويسرية بيرن يوم 27 يونيو/حزيران عام 1954، مباراة تاريخية جمعت بين المنتخبين البرازيلي والمجري ضمن الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم، وهو اللقاء الذي أطلق عليه لقب "معركة بيرن" وذلك بسبب العنف الكبير فيها، حيث نُسفت خلال تلك المباراة الأخلاق الرياضية نسفاً كاملاً.
وحفلت المباراة بندية كبيرة حتى قبل بدايتها، وخصوصاً أن فرصة البرازيليين في الفوز بتلك المباراة كانت ضعيفة أمام المنتخب المجري حتى مع كون فريقهم وصيف بطل العالم في ذلك الوقت، فخلال الأعوام الخمسة السابقة على تلك الموقعة، حققت كتيبة ناندور هيديجكوتي وزولتان زيبور وساندور كوشيتش وفيرينك بوشكاش نتائج تبث الرعب في قلوب أعتى المنافسين.
لكن لم يكن أحد يتوقع أن المباراة ستتحول فجأة إلا ساحة حرب، فقد طرد الحكم البريطاني آرثر إيليس، من البرازيل نيلتون سانتوس وهامبرتو في الدقيقتين (71-79) ومن المجر بوجيك في الدقيقية (71) ومن السخرية أن مسلسل العنف انتقل من الملعب لحجرات الملابس بعد انتهاء المباراة.
وأصيب الحكم البريطاني آنذاك بخيبة أمل كبيرة، إذ أدلى بتصريح شهير بعد تلك المباراة: "كنت أعتقد أنها ستكون أفضل مباراة أراها في حياتي، ولكنها تحولت إلى معركة. في الوقت الحاضر، كانت مباراة كهذه لتشهد الكثير والكثير من حالات الطرد، أما أنا فقد كان همي الوحيد هو الوصول بالمباراة إلى نهايتها".
معجزة "بيرن"
بعد مضي أربعة أعوام على حرمانها من المشاركة في النسخة الرابعة من بطولات كأس العالم والتي أقيمت في الملاعب البرازيلية؛ عادت ألمانيا للمشاركة في بطولات كأس العالم في نسخة 1954 والتي أقيمت في سويسرا، ونجح "الناسيونال مانشافت" في تحقيق مفاجأة مدوية حينما تُوج بلقب البطولة منهياً السجل الكبير للمجر بدون أي خسارة في 31 مباراة في نهائي أصبح يعرف باسم معجزة بيرن، ليُنسي هذا الإنجاز الشعب الألماني ويلات الحرب العالمية.
ورغم أن المنتخب المجري قد دخل هذه البطولة وهو المرشح الأبرز للتتوج بلقبها، إلا أن زملاء "فريتس فالتر" قائد منتخب ألمانيا حقّقوا مفاجأة من العيار الثقيل في عالم الساحرة المستديرة ونجحوا في الظفر باللقب بعد فوزهم بالمباراة النهائية بنتيجة (3-2)، ليُطلق مؤرخو كرة القدم الألمان على هذه الموقعة تسمية "معجزة بيرن".
وكانت هذه المباراة هي لحظة الميلاد الحقيقية للمنتخب الألماني في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إذ شكل هذا الإنجاز بداية حقبة من النجاحات شهدت تتويج المانشافت بطلاً للعالم ثلاث مرات أعوام 1954 و1974 و1990، وكأس الأمم الأوروبية ثلاث مرات أيضاً أعوام 1972 و1980 و1996. ولم يغب المنتخب الألماني عن أي بطولة كبرى منذ إنجاز بيرن.
جو فريتز المفضل
لم يكن "فريتز فالتر" قائد المنتخب الألماني فحسب، بل كان العقل المفكر للفريق، والذراع اليمنى للمدرب، الذي كان فالتر دائماً يناديه باحترام بلقب "الزعيم"، وقد عرف عن اللاعب الألماني أنه كان يُعاني كثيراً في الطقس الحار؛ بسبب ذكرياته الأليمة مع مرض الملاريا الذي ألم به خلال سنوات الحرب.
لكن "فالتر" لم يجد أجواءً مثالية، مثلما وجد في نهائي بطولة كأس العالم 1954، فقد كانت "السماء" تمطر بغزارة في 4 يوليو/ تموز بمدينة بيرن، وهو الجو المفضل لدى فريتز فالتر، الأمر الذي دفع مدربه "هيربيرجر" للقول وهو في طريقه إلى الملعب:- "فريتز، إنه جوك المفضل" وأجابه فريتز قائلاً "لا أعترض على ذلك إطلاقاً أيها الزعيم".
ورغم الجو المفضل لقائد المنتخب الألماني؛ تقدم المجريون بهدفين في بداية المباراة، حيث نجح فيرينك بوشكاش في بلوغ المرمى بعد مرور ست دقائق من صافرة البداية، ثم أضاف تشيبور بعد ذلك بدقيقتين الهدف الثاني.
لكن الكتيبة الألمانية كانت تواصل البحث عن الهدف بدون كلل، واستطاع ماكس مورلوك تسجيل الهدف الأول، وبعد ركنية سددها فالتر بإتقان تمكن هيلموت ران من إسكان الكرة في الشباك، وبالتالي أصبحت النتيجة متعادلة 2 : 2. ومع ذلك ظل الفريق المجري مسيطراً على الميدان إلى أن جاءت الدقيقة 84 ومعها المعجزة، إذ أفلح هيلموت ران في تسجيل هدف التقدم الحاسم لصالح المنتخب الألماني 3 : 2. وبذلك تمكن القائد فريتز فالتر من رفع أول كأس عالمية في تاريخ ألمانيا.
كفيف يُؤهل تركيا
نجح المنتخب التركي في الصعود للمباراة النهائية للتصفيات المؤهلة لمونديال سويسرا 1954، ليُقابل بالتالي المنتخب الإسباني في المباراة الفاصلة. وحسم منتخب "لافوريا روخا" مباراة الذهاب لمصلحته بنتيجة (4ـ1)، قبل أن يتمكن المنتخب التركي من تحقيق الفوز في مباراة الإياب بهدف نظيف.
واضطر المنتخبان لخوض مباراة فاصلة في العاصمة الإيطالية "روما" لتحديد الفريق المتأهل، وذلك لعدم وجود قاعدة فارق الأهداف في ذلك الوقت، وانتهى اللقاء الفاصل "آنذاك" بين منتخبي تركيا وإسبانيا بالتعادل الإيجابي (2ـ2)، ليلجأ الحكم إلى طفل إيطالي "كفيف" من الجماهير لإجراء القرعة، وفق القوانين المعمول بها آنذاك، ليحجز المنتخب التركي تذكرة العبور إلى مونديال سويسرا، بحسب نتيجة القرعة.
ولعب المنتخب التركي ضمن المجموعة الأولى التي ضمت منتخبات المجر وألمانيا وكوريا الجنوبية، لكنه ودع البطولة من الدور الأول بعد أن جمع نقطتين فقط من فوز وحيد على كوريا الجنوبية بسبعة أهداف دون مقابل، وهزيمتين أمام ألمانيا مرتين بواقع (4-1) و (7-2).
فوبيا الطيران
وعرفت بطولة 1954 حدثاً طريفاً تمثل في وصول كل الفرق المشاركة في مونديال 1954 إلى سويسرا بالطائرة عدا لاعب واحد، وهو قائد منتخب ألمانيا الغربية فريتز فالتر، الذي كان ضابطاً في سلاح المظلات بالحرب العالمية الثانية، لكنه أثناء الحرب سقطت طائرة أحد أصدقائه ليصاب بفوبيا من الطيران، ويسافر إلى سويسرا براً.
نظام غريب
لم تشهد بطولات كأس العالم منذ انطلاقها نظاماً أغرب من النظام التي شهدته بطولة 1954، حين وزعت المنتخبات الستة عشر بموجب القرعة التي جرت في زيوريخ بتاريخ 30/11/1953 إلى أربع مجموعات واتفق على أن يلعب كل منتخب مباراتين بدلاً من ثلاث على أن يكون في كل مجموعة منتخبان مصنفان يترأسان المجموعة بحيث لا يلتقيان، وفي حال تعادل أي منتخبين متباريين كانت المباراة تمدد وإذا استمر التعادل تعتمد النتيجة.
أما في حال تعادل المنتخبين في مجموع بالنقاط كانت تجرى بينهما مباراة فاصلة لتحديد المتأهل وهو ما حدث تماماً في مباراة تركيا وألمانيا، واختلف هذا النظام عن سابقه بتأهل منتخبين عن كل مجموعة ثم تجرى قرعة لربع النهائي الذي يقام بطريقة خروج المغلوب وكذلك الدور نصف النهائي، بحيث يلعب الفائزان في النهائي والخاسران لتحديد المركزين الثالث والرابع، ولكن كثرة الانتقادات لهذا النظام الرامي إلى اختصار الزمن والمباريات جعلته يطبق للمرة الأولى والأخيرة.
غزارة تهديفية
ليس غريباً أن تكون نهائيات سويسرا 1954 هي أكثر بطولات كأس العالم تهديفاً، فقد سُجل خلال المباريات الـ26 في البطولة "140" هدفاً بمعدل 5.4 أهداف في المباراة الواحدة، وسجل الأهداف الـ"140" تسعة وخمسون لاعباً، وكان المنتخب المجري أكثر المنتخبات تسجيلاً بـ27 هدفاً، فيما تُعد منتخبات كوريا الجنوبية، واسكتلندا، وتشيكوسلوفاكيا، الأقل تسجيلاً برصيد خالٍ من الأهداف.
وكانت موقعة ربع النهائي التي جمعت بين النمسا وسويسرا المضيفة الأكثر تهديفاً حيث شهدت اثني عشر هدفاً بعدما تقدم أصحاب الأرض بنتيجة 3-0 في أول 19 دقيقة قبل أن يتلقى المنتخب السويسري خمسة أهداف في عشر دقائق قبل الاستراحة ليخسر المباراة بنتيجة 7-5، ورغم فيضان الأهداف، فإن الوافدين الجديدين كوريا الجنوبية واسكتلندا فشلا في إيجاد طريقهما إلى الشباك ليودعا البطولة في ذيل ترتيب مجموعتيهما، إلى جانب منتخب تشيكوسلوفاكيا.
معركة "بيرن"
شهد ملعب فانكدورف في العاصمة السويسرية بيرن يوم 27 يونيو/حزيران عام 1954، مباراة تاريخية جمعت بين المنتخبين البرازيلي والمجري ضمن الدور ربع النهائي لبطولة كأس العالم، وهو اللقاء الذي أطلق عليه لقب "معركة بيرن" وذلك بسبب العنف الكبير فيها، حيث نُسفت خلال تلك المباراة الأخلاق الرياضية نسفاً كاملاً.
وحفلت المباراة بندية كبيرة حتى قبل بدايتها، وخصوصاً أن فرصة البرازيليين في الفوز بتلك المباراة كانت ضعيفة أمام المنتخب المجري حتى مع كون فريقهم وصيف بطل العالم في ذلك الوقت، فخلال الأعوام الخمسة السابقة على تلك الموقعة، حققت كتيبة ناندور هيديجكوتي وزولتان زيبور وساندور كوشيتش وفيرينك بوشكاش نتائج تبث الرعب في قلوب أعتى المنافسين.
لكن لم يكن أحد يتوقع أن المباراة ستتحول فجأة إلا ساحة حرب، فقد طرد الحكم البريطاني آرثر إيليس، من البرازيل نيلتون سانتوس وهامبرتو في الدقيقتين (71-79) ومن المجر بوجيك في الدقيقية (71) ومن السخرية أن مسلسل العنف انتقل من الملعب لحجرات الملابس بعد انتهاء المباراة.
وأصيب الحكم البريطاني آنذاك بخيبة أمل كبيرة، إذ أدلى بتصريح شهير بعد تلك المباراة: "كنت أعتقد أنها ستكون أفضل مباراة أراها في حياتي، ولكنها تحولت إلى معركة. في الوقت الحاضر، كانت مباراة كهذه لتشهد الكثير والكثير من حالات الطرد، أما أنا فقد كان همي الوحيد هو الوصول بالمباراة إلى نهايتها".
معجزة "بيرن"
بعد مضي أربعة أعوام على حرمانها من المشاركة في النسخة الرابعة من بطولات كأس العالم والتي أقيمت في الملاعب البرازيلية؛ عادت ألمانيا للمشاركة في بطولات كأس العالم في نسخة 1954 والتي أقيمت في سويسرا، ونجح "الناسيونال مانشافت" في تحقيق مفاجأة مدوية حينما تُوج بلقب البطولة منهياً السجل الكبير للمجر بدون أي خسارة في 31 مباراة في نهائي أصبح يعرف باسم معجزة بيرن، ليُنسي هذا الإنجاز الشعب الألماني ويلات الحرب العالمية.
ورغم أن المنتخب المجري قد دخل هذه البطولة وهو المرشح الأبرز للتتوج بلقبها، إلا أن زملاء "فريتس فالتر" قائد منتخب ألمانيا حقّقوا مفاجأة من العيار الثقيل في عالم الساحرة المستديرة ونجحوا في الظفر باللقب بعد فوزهم بالمباراة النهائية بنتيجة (3-2)، ليُطلق مؤرخو كرة القدم الألمان على هذه الموقعة تسمية "معجزة بيرن".
وكانت هذه المباراة هي لحظة الميلاد الحقيقية للمنتخب الألماني في أعقاب الحرب العالمية الثانية، إذ شكل هذا الإنجاز بداية حقبة من النجاحات شهدت تتويج المانشافت بطلاً للعالم ثلاث مرات أعوام 1954 و1974 و1990، وكأس الأمم الأوروبية ثلاث مرات أيضاً أعوام 1972 و1980 و1996. ولم يغب المنتخب الألماني عن أي بطولة كبرى منذ إنجاز بيرن.
جو فريتز المفضل
لم يكن "فريتز فالتر" قائد المنتخب الألماني فحسب، بل كان العقل المفكر للفريق، والذراع اليمنى للمدرب، الذي كان فالتر دائماً يناديه باحترام بلقب "الزعيم"، وقد عرف عن اللاعب الألماني أنه كان يُعاني كثيراً في الطقس الحار؛ بسبب ذكرياته الأليمة مع مرض الملاريا الذي ألم به خلال سنوات الحرب.
لكن "فالتر" لم يجد أجواءً مثالية، مثلما وجد في نهائي بطولة كأس العالم 1954، فقد كانت "السماء" تمطر بغزارة في 4 يوليو/ تموز بمدينة بيرن، وهو الجو المفضل لدى فريتز فالتر، الأمر الذي دفع مدربه "هيربيرجر" للقول وهو في طريقه إلى الملعب:- "فريتز، إنه جوك المفضل" وأجابه فريتز قائلاً "لا أعترض على ذلك إطلاقاً أيها الزعيم".
ورغم الجو المفضل لقائد المنتخب الألماني؛ تقدم المجريون بهدفين في بداية المباراة، حيث نجح فيرينك بوشكاش في بلوغ المرمى بعد مرور ست دقائق من صافرة البداية، ثم أضاف تشيبور بعد ذلك بدقيقتين الهدف الثاني.
لكن الكتيبة الألمانية كانت تواصل البحث عن الهدف بدون كلل، واستطاع ماكس مورلوك تسجيل الهدف الأول، وبعد ركنية سددها فالتر بإتقان تمكن هيلموت ران من إسكان الكرة في الشباك، وبالتالي أصبحت النتيجة متعادلة 2 : 2. ومع ذلك ظل الفريق المجري مسيطراً على الميدان إلى أن جاءت الدقيقة 84 ومعها المعجزة، إذ أفلح هيلموت ران في تسجيل هدف التقدم الحاسم لصالح المنتخب الألماني 3 : 2. وبذلك تمكن القائد فريتز فالتر من رفع أول كأس عالمية في تاريخ ألمانيا.