طبيب عيون بلا عين

طبيب عيون بلا عين

21 فبراير 2014
+ الخط -

"كيف يصبح ابني طبيب عيون بلا عين؟!"

كلمة حاول بها والد الطالب إسلام الرشيدي اختصار معاناة ابنه المحتجز منذ شهرين لدى الأمن المصري.
طالب آخر، ضمن مئات الطلاب الذي سيحرمون من مشاركة زملائهم على مستوى العالم في الاحتفال بالذكرى 86 لليوم العالمي للطلاب، هو الطالب في الفرقة الرابعة في كلية الطب في جامعة الأزهر فرع أسيوط إسلام الرشيدي، لكن مأساة إسلام أكثر تعقيدا، فطالب طب العيون ربما لن يرى بعينيه مرة أخرى وجه هذا العالم بعد أن أطلقت قوات الأمن طلقات الخرطوش في وجهه من مسافة قريبة، مما أفقده الإبصار في العين اليسرى، وهو في حاجة ماسة إلى التدخل الجراحي في العين اليمنى، وبدلا من إجراء عملية جراحية عاجلة لإنقاذ ما تبقى من نور عينيه، تم ترحيله إلى قسم أول أسيوط ليقبع أسيرا لظلمتي الزنزانة وعتمة العمى المحتمل.

يقول صديقه، محمد كريم، إن إسلام ضحية الداخلية حيث أصيب أثناء اقتحام قوات الأمن للمدينة الجامعية التابعة لجامعة الأزهر فرع أسيوط قبل نهاية الفصل الدراسي الأول، ولم يكن إسلام مشتركا في ذلك الوقت في مظاهرة، وإنما كان مقيما في المدينة يراجع دروسه استعدادا للامتحانات.

إسلام يعاني أيضا من كسر في عظام الأنف والفك من الناحيتين مما يمنعه من تناول الطعام بشكل عادي ويحتاج إلى توفير الطعام في صورة سائلة، ولديه كسر في أسنانه الأمامية، فضلا عما يعانيه من انتشار الخرطوش في الوجه والرقبة، بعد إجراء عملية استئصال في العين اليمنى، وتم نقله وهو في حالة حرجة إلى قسم الإصابات في المستشفى لمدة يوم، ثم تم القبض عليه، وإيداعه غرفة السجن في المستشفى، التي مكث إسلام فيها خمسة أيام حتى أجريت له عملية ثانية لتثبيت عظام الأنف والفكين، ثم أعيد بحالته الخطرة لغرفة الاحتجاز في السجن والتي يشاركه فيها 6 مصابين.

ويضيف صديقه، وسيم محمد، الذي ظل على اتصال بوالدة إسلام، أن وكيل النيابة حقق مع إسلام يوم الأحد 19 يناير/كانون الثاني الماضي في تهم لا تتوفر لها أدلة، منها الانضمام لجماعة محظورة، وحيازة سلاح ناري وذخيرة، والاعتداء على قوات الأمن، وإتلاف منشآت، والاعتداء على موظفين أثناء تأدية عملهم. ويأمر وكيل النيابة بحبس إسلام 15 يوما على ذمة القضية، وترحيله إلى قسم أول أسيوط.

والدا إسلام، الذي مر على حبسه 49 يوما، ناشدا نقابة الأطباء للتدخل، بعد أن تم رفض طلبات الالتماس التي تم تقديمها لإدارة السجن لإنقاذ ما تبقى من عيني ابنهما قبل أن يفوت الأوان.

يذكر أن أكثر من 211 طالبا من الجامعات والمعاهد المصرية سقطوا شهداء منذ 30 يونيو/حزيران 2013 على خلفية مشاركتهم في المظاهرات المختلفة بعد الانقلاب العسكري، نصفهم على الأقل من طلاب جامعة الأزهر وفروعها في المحافظات حسب إحصائيات موقع "ويكي ثورة".

ويحدد الموقع، الذي يتمتع بمصداقية عالية، أسماء الضحايا في عهد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، كما يذكر سبب مقتلهم والمكان الذي أصيبوا فيه.

وتوضح الإحصاءات أن هناك عشرات الطلاب قتلوا تحت وصف "عنف داخل مكان احتجاز في السجون"، ووصف "قتل خارج منظومة القانون".

ويضاف إلى قائمة الشهداء نحو 1000 طالب معتقل داخل السجون، يتم التجديد لهم دون تهمة حقيقية، بالإضافة إلى مئات المصابين والمفصولين عن جامعتهم.

المساهمون