طبول حرب بالكوريتين: تهديدات متبادلة بين واشنطن وبيونغ يانغ
أحمد الأمين ــ واشنطن
حديث ترامب جاء بعد مشاركته باحتفالات عيد الفصح(تشيب سومودفيلا/Getty)
وجّه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الإثنين، رسالة شديدة اللهجة إلى زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، مؤكدًا أن عليه أن "يحسّن سلوكه".

وجاء تصريح ترامب لمراسل شبكة "سي إن إن" بعد مشاركته في احتفالات عيد الفصح برفقة زوجته ميلانيا. ولدى سؤاله "هل تريد أن توجّه أي رسالة إلى كيم جونغ أون؟"، أجاب ترامب: "يجب أن يحسّن سلوكه"، بحسب "فرانس برس".

ويأتي هذا التحذير بعد يومين من التوتر، أحيت خلالهما كوريا الشمالية ذكرى ميلاد مؤسس النظام الشيوعي في البلاد، كيم إيل سونغ، بعرض عسكري لإظهار قدراتها الصاروخية.

في المقابل، قال مندوب كوريا الشمالية في الأمم المتحدة، كيم إين ريونغ، اليوم، إن بلاده مستعدة للرد على "أي شكل من أشكال الحرب" التي يمكن أن يتسبب بها عمل عسكري أميركي، وذلك في أعقاب تحذيرات نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، بأن عهد "الصبر الاستراتيجي" الأميركي على كوريا الشمالية قد انتهى بعد أكثر من عقدين.

وصرّح  كيم إين ريونغ، في مؤتمر صحافي: "إذا تجرأت الولايات المتحدة واختارت العمل العسكري (...) فإن كوريا الشمالية مستعدة للرد على أي شكل من أشكال الحرب، الذي قد ترغب فيه الولايات المتحدة".

وأضاف، بحسب ما نقلت "الأناضول": "الولايات المتحدة تزعج السلم والاستقرار الدوليين في العالم، من خلال تعاملها غير الحكيم وغير المتناسب مع الزعيم كيم جونغ وان (رئيس كوريا الشمالية)".

وشدد على أن "بلاده على أتم استعداد للتعامل مع أي استفزازات، ستتخذ أقوى الإجراءات الممكنة (في حالة تعرضها لهجوم أميركي)".

وتابع: "واشنطن تستخدم معايير مزدوجة (..) إن حربًا نووية يمكن أن تنفجر في أي لحظة في شبه الجزيرة الكورية (..)، فالتدريبات العسكرية الأميركية مع القوات الكورية الجنوبية هي تمارين حرب عدوانية تعزز حربًا حقيقية".

وجاء حديث السفير الكوري ردًّا على تصريحات شديدة اللهجة أدلى بها نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، الذي يزور عاصمة كوريا الجنوبيّة، سيول، حيث حذر كوريا الشمالية من عدم اختبار صبر ترامب، مضيفًا أن "جميع الخيارات مطروحة".

وأمس الأحد، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، "بنتاغون"، أنها رصدت، السبت الماضي، تجربة صاروخية غير ناجحة أجرتها كوريا الشمالية.

والأسبوع الماضي، أجرت بيونغ يانغ تجربة صاروخية، بعد يومين من مناورات عسكرية أجرتها جارتها الجنوبية، بمشاركة اليابان والولايات المتحدة. وتوعدت أميركا، بضربة "بلا رحمة" ردًّا على أي استفزاز محتمل من طرف كوريا الشمالية.

ورغم مؤشرات التصعيد، خفف البيت الأبيض من حدة اللهجة تجاه كوريا الشمالية، ونفى أن يكون الرئيس دونالد ترامب قد وضع خطوطًا حمراء سيؤدي تجاوزها من قبل بيونغ يانغ إلى قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضدها، على غرار الضربة العسكرية التي استهدفت مطار الشعيرات في سورية بعد استخدام نظام بشار الأسد أسلحة كيميائية في خان شيخون.

وردًّا على سؤال عن الخطوط الحمراء الأميركية بشأن كوريا الشمالية، قال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، إن إدارة ترامب أدركت فشل سياسة الخطوط الحمراء التي اعتمدتها إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في سورية.

ورفض سبايسر تأكيد أو نفي ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنفذ عملية عسكرية في حال قيام كوريا الشمالية بتجربة نووية جديدة، لكنه قال إن كل الخيارات، بما فيها الخيار العسكري، في متناول الرئيس الأميركي.

وجدد المتحدث باسم البيت الأبيض الإشارة إلى مراهنة واشنطن على دور صيني في إيجاد تسوية للمشكلة مع كوريا الشمالية، من خلال إجراءات سياسية وعقوبات اقتصادية قد تجبر نظام كيم جونغ أون على تقديم تنازلات، والتخلي عن طموحاته النووية وتطوير برامجه للتسلح الصاروخي.

وأعرب المتحدث الأميركي عن اعتقاده بأن بكين قادرة على القيام بدور فعال ومؤثر من أجل تغيير سلوك نظام بيونغ يانغ، لافتًا إلى اعتماد اقتصاد بيونغ يانغ على المنتجات الصينية.