طاه أردني يحوّل قشور الباذنجان إلى "جلد" لكمامات كورونا

طاه أردني يحوّل قشور الباذنجان إلى "جلد" لكمامات كورونا

24 يونيو 2020
استلهم تقنية من مطبخ الإنكا تعود للقرن الثالث عشر(فيسبوك)
+ الخط -
بدلاً من إلقاء قشور الخضروات التي يستخدمها بمطبخه في القمامة، حوّل الطاهي وفنان الطعام الأردني، عمر سرطاوي، قشور الباذنجان إلى "جلد" مُزخرَف‭‭‭ ‬‬‬يستخدمه في إبداع كمامات مستدامة في زمن فيروس كورونا. 

وليتوصَّل للنسيج والمتانة التي يريدها في منتجه، يقول سرطاوي إنه يستخدم تركيبة من تقنيات الطهو القديمة والحديثة.

واستلهم تقنية من مطبخ الإنكا تعود للقرن الثالث عشر، تعتمد على التمليح والتجفيف. ودمج كذلك النمط الفرنسي الحديث من الطهو بالضغط، الذي أنتج مواد لها هيئة وملمس الجلد.

وقال سرطاوي: "في اتّجاه إلى الاستدامة في سوق الترف، قلت لمَ لا نعمل جلدًا من مادة الباذنجان نفسها، نحافظ على الباذنجان، بدلا من رمي الجلد (القشر)، نستطيع إعادة تدويره. وبدأت أطور في الفكرة".

ويحتاج قشر ثمرة الباذنجان الواحدة إلى ما يصل لأسبوعين من العمل، وفقاً لحجم الثمرة. واستخدم سرطاوي في البداية ابتكاره من هذا "الجلد" في إبداع إكسسوارات نسائية خاصة بأسبوع الموضة بالأردن.

لكن مع ظهور جائحة فيروس كورونا توقفت كل الأحداث العامة في أنحاء المملكة الأردنية، ولذلك اتجه لفكرة أخرى، وقال: "نعيش الآن مع كورونا. نبدع ونعمل ونكمل حياتنا بشكل طبيعي. ولأننا ننتج بكل الأحوال، قلنا لأنفسنا لماذا لا نبتكرُ شيئاً جديدًا بخصوص الكمامة التي تشكّل شيئًا غير مريح بالنسبة للناس. قرّرنا أن ندخل إلى الكمامة جماليّاتٍ تعطيها بعدًا إيجابيًا".

واستعان سرطاوي بجهود اثنتين من المصممات الأردنيات لمساعدته في تحويل ابتكاره إلى كمامة أو قناع في عصر كورونا.



وحاكت سلام دجاني، وهي مصممة أزياء ومؤسسة دار أزياء مقرها ميلانو في إيطاليا، الكمامة مضيفة غرزاً مختلفة أعطتها هيئتها النهائية.

وقالت دجاني: "عندما تكلّم معي عمر، فتحت دفتري فورًا، وفكّرت ماذا أستطيع أنْ أضيف إلى الكمامة، ماذا أستطيع أن أضيف إليها من إبداع. بدأت الرسم وأطلعْتُ عمر على التصاميم. كنتُ جالسة في مكتبي بالقرب من آلة الخياطة الخاصة بي، وبدأت أغرز عليها، وشعرْتُ فعلاً بأنّ الغرز يعطي الكمامة شخصيَّتها". 

وفي الوقت ذاته، أضافت مصممة المجوهرات، الأميرة نجلاء عاصم، حلقات نحاسية وسلاسل للإمساك بطرفي الكمامة.

وقالت: "وصلتني القطعة جاهزة وجميلة، جلد الباذنجان مع الدرزات التي أنجزتها سلام. أضفت فقط قليلاً من حلقات النحاس. وقمنا بتجريب الفضة وأشياء أخرى أيضًا. هذا عمل جماعي، اتّفقنا عليه بعضنا مع بعض". 

وبما أن قشر الباذنجان غير متين بما يكفي للاستخدام لفترة طويلة، قال سرطاوي إن هدفه الرئيسي هو دفع الناس للتفكير خارج الصندوق وإيجاد طرق مبتكرة لتصبح أكثر استدامة وصديقة للبيئة.



(رويترز)

دلالات

المساهمون