طائرات أطلسيّة قريبة لأوكرانيا ومناورات في البحر الأسود

طائرات أطلسيّة قريبة لأوكرانيا ومناورات في البحر الأسود

12 مارس 2014
ياتسينيوك (إلى اليمين) وكيري ورئيس البرلمان الأوكراني في كييف
+ الخط -

أعلن حلف شمال الأطلسي، اليوم الأربعاء، أنه أرسل طائرتي استطلاع للتحليق فوق بولندا ورومانيا لمراقبة الأزمة التي تتكشّف في أوكرانيا المجاورة، بالتزامن مع انطلاق مناورات حربية بين الولايات المتحدة وبلغاريا ورومانيا في البحر الأسود بالقرب من شبه جزيرة القرم، التي قرّر حكامها الاستحواذ على ملكية الشركات الحكومية الأوكرانية على أراضيها.

وقال متحدث باسم الحلف إن طائرتي استطلاع من نظام التحذير والتوجيه المجوقل، "أواكس"، أقلعتا من قاعدتيهما في غيلينكيرشين في ألمانيا ووادينغتون في بريطانيا، صباح اليوم الأربعاء. لكنه أضاف أن الطائرتين لن تغادرا المجال الجوي للدول الأعضاء في الحلف، ومن ثم فلن تدخلا في المجال الجوي لأوكرانيا أو روسيا.

وفي السياق نفسه، أعلنت البحرية البلغارية عن بدء المناورات البحرية المشتركة بين الولايات المتحدة وبلغاريا ورومانيا في البحر الاسود. وانضمت المدمرة الاميركية "تراكستن"، وعليها صواريخ موجهة وطاقم من نحو 300 فرد التابعة للأسطول الاميركي السادس ومقره إيطاليا، الى المناورات مع فرقاطة البحرية البلغارية "درازكي" وثلاث سفن من رومانيا في البحر الاسود.

وتجري المناورات بالقرب من شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وتأجلت المناورات، أمس الثلاثاء، يوماً واحداً بسبب سوء الطقس. في المقابل، قال النائب الأول لرئيس وزراء منطقة شبه جزيرة القرم، رستم تميرجاليف، إن منطقته ستستحوذ قريباً على ملكية الشركات الحكومية الأوكرانية على أراضيها. وأوضح: "في الايام المقبلة، سيجري الاعداد لنقل سلسلة أصول مملوكة للدولة الأوكرانية تقع على أرض القرم". وحدد بالاسم شركة الطاقة وشركة السكك الحديدية الحكومية.

بدورها، أصدرت محكمة روسية أمراً بالاعتقال ضد الزعيم الاوكراني اليميني ديميترو ياروش غيابياً، لاتهامه بالتحريض على الإرهاب، وهو إجراء رمزي لتقوية حجة موسكو، التي تقول إن "متطرفين" سرقوا السلطة في أوكرانيا المجاورة.

وقالت وكالات أنباء روسية إن محكمة باسماني الجزائية في موسكو قضت بأن ياروش، وهو من أكثر الزعماء نفوذاً في حركة الاحتجاج التي أطاحت بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش، يجب اعتقاله لأنه وجّه "نداءات علنية للقيام بأنشطة إرهابية ومتطرفة عن طريق وسائل الاعلام".

وكانت السلطات الجديدة في أوكرانيا قد أصدرت مذكرات اعتقال بحق زعماء موالين لروسيا في شبه جزيرة القرم، جنوب أوكرانيا، قبل استفتاء يجري الأسبوع المقبل دعوا إليه لتنضم المنطقة الى روسيا.

تطورات تأتي في وقت يُرتقب أن يلتقي فيه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، اليوم الأربعاء، الرئيس الجديد للحكومة الأوكرانية، أرسيني ياتسينيوك، في البيت الأبيض، ما سيشكل ضغطاً دبلوماسياً جديداً على روسيا عشية الاستفتاء المقرر أن تنظّمه شبه جزيرة القرم يوم الأحد المقبل للانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جاي كارني، إن زيارة ياتسينيوك هدفها توجيه "رسالة دعم قوية للشعب الأوكراني وللشرعية في هذا البلد وللحكومة الجديدة".

ويُنتظر أن يطلب المسؤول الأوكراني الجديد، دعماً مالياً من واشنطن "لتحصين كييف للدفاع عن نفسها ضد روسيا المسلحة حتى الأسنان"، بحسب تعبير ياتسينيوك. وكان يوم أمس، الثلاثاء، قد شهد تطوراً نوعياً للتوتر بين روسيا وأوكرانيا من جهة، وبين موسكو والدول الغربية من جهة ثانية، عندما قرر برلمان منطقة القرم أنه في حال جاءت نتيجة استفتاء السادس عشر من الشهر الجاري لصالح الانضمام إلى روسيا، فإن شبه الجزيرة ستعلن نفسها جمهورية مستقلة ضمن الاتحاد الروسي، وهو ما يتوقع البعض أن تقابله روسيا بالإعلان عن عدم الحاجة لانضمام القرم إليها، وبالتالي تحوّلها إلى جمهورية مستقلة أعلنت عواصم غربية عديدة أنها لن تعترف باستقلالها من ضمن عدم الاعتراف بشرعية استفتاء يوم الأحد المقبل.

وسيتم التعامل مع زيارة ياتسينيوك كزيارة لرئيس دولة، على أن يعقد مع أوباما مؤتمراً صحافياً بعد لقائهما. ومن أجل حضور اللقاء، قطع نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، زيارته إلى أميركا اللاتينية، إلى جانب وزير الخارجية جون كيري الذي سبق أن التقى ياتسينيوك في كييف الأسبوع الماضي. وكانت واشنطن قد تعهدت بتقديم دعم مالي بقيمة مليار دولار إلى السلطات الأوكرانية الجديدة على شكل قرض، فضلاً عن دعم تقني من أجل تنظيم الانتخابات المقبلة. ويُنتظر أن تصوّت لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس، اليوم الأربعاء، على تقديم القرض المذكور، إضافة إلى رزمة عقوبات اقتصادية محتملة ضد روسيا. أما الاتحاد الأوروبي، فمن المنتظر أن يقدم دعماً لأوكرانيا بقيمة 15 مليون دولار، في حين أن ما طلبته كييف كان 35 مليوناً كقروض لإنقاذ الوضع الاقتصادي للعامين المقبلين.

وبعد أن يلتقي أوباما، يعرض رئيس الحكومة الأوكراني تقريراً أمام مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، خلال اجتماع يعقد يوم غد الخميس، وفق ما ذكر دبلوماسيون، رفضوا الكشف عن هوياتهم.

وفي محاولة أخيرة لتفادي أزمة جديدة في أوكرانيا، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، أنه سيتوجه إلى لندن لمقابلة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الجمعة. وقال كيري للكونغرس إنه سيقوم بالرحلة لمحاولة تهدئة التوترات بين الشرق والغرب وذلك قبل استفتاء خلال عطلة نهاية الأسبوع في شبه جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا حول الانضمام لروسيا.

المساهمون