ضبط خلية إرهابية في تونس أغلب عناصرها مصنفة خطيرة

ضبط خلية إرهابية في تونس أغلب عناصرها مصنفة خطيرة

25 ديسمبر 2016
السلطات الأمنية تواصل تحرياتها (فتحي بلعيد/ فرانس برس)
+ الخط -
أعلنت وزارة الداخلية التونسية، اليوم الأحد، عن اكتشاف خلية إرهابية تتكون من 5 عناصر تكفيرية مصنفة خطيرة وأعمار أفرادها تتراوح بين 25 و40 عاما، موضحة أنها كانت تنشط بحي التضامن من ولاية أريانة وسط تونس العاصمة لاستقطاب الشباب بالمنطقة، وتشجيعهم لتبني الفكر التكفيري وتسفيرهم للجماعات الإرهابية ببؤر التوتر.


وقالت وزارة الداخلية في بيان لها إن من بين الذين حاولوا استقطابهم شقيق عنصر إرهابي قتل ببؤر التّوتّر، مبينة أن فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني أذنت بالاحتفاظ بكافّة أفراد الخليّة ومباشرة قضيّة في شأنهم، مع مواصلة التّحريّات والأبحاث معهم.

وأكدّ العميد المتقاعد من الجيش الوطني ورئيس المركز التونسي لدراسات الأمن الشامل، مختار بن نصر، لـ"العربي الجديد" أن أغلب عمليات الاستقطاب تركز على الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاما حيث تكون هذه الفئات هشة ويسهل استقطابها وتغيير تفكيرها.

وبين بن نصر أن هناك عدة عوامل تجعل العناصر الإرهابية تركز على الشباب ومن بينها البطالة وقلة الإمكانيات، والأوضاع الاجتماعية لعديد الشباب ممن يعانون التهميش والفقر.

وأفاد بن نصر، أنه من خلال التمعن في أغلب الخلايا الشبابية التي نجحت العناصر الإرهابية في استقطابها فإنه يمكن القول إن الدولة فشلت في استمالة الشباب وتقريبه إليها، الأمر الذي خلق فجوة بين الدولة وشبابها وهو ما استغلته الجماعات الإرهابية والتي تملك الإغراءات المالية والتقنيات الحديثة لاستمالتهم.

وأفاد أن هذه الجماعات تعتمد على الاستقطاب المباشر من داخل المساجد وعلى شبكات التواصل الاجتماعي وعلى عناصرها الذين يسعون إلى التأثير على الشباب وتغيير نظرتهم للدولة والأمن والجيش، موهمين الشباب أنهم أعداء وسبب الأزمات التي يمرون بها.

واعتبر المتحدث أن الخطير في الأمر أن هذه الجماعات المتطرفة أصبحت قادرة على منح الشباب مشروعا فكريا وماليا بديلا عن الوضع الذي يعيش فيه، وهي تمنحه حتى الأمل في حياة تصورها على أنها الأفضل وتقدم لنفس الفئات من الشباب بطولات وهمية يفتقدونها في حياتهم ولكنهم يجدونها في التنظيمات الإرهابية مثل الكنيات الدالة على القوة والألقاب كصفة أمير أو قائد.

وأكدّ بن نصر أن التركيز يقع على الشباب الفاقد للهوية فيتم فصله عن محيطه العائلي والاجتماعي، وحتى عن الوطن، فيدخل في متاهات أخرى ويتم ساعتها تسفيره او تكليفه بمهمات قتالية مع جماعات لا تربطه بها صلة ولكنها تمنحه فكرا جديدا وأشياء يفتقدها.

وأضاف العميد المتقاعد من الجيش الوطني، أنّه عندما يقتل عنصر إرهابي فإن إستراتجية هذه الجماعات تتجه إلى المحيطين به لاستقطابهم لأن البعض منهم يشعر بالنقمة ويسعى إلى البحث عن ردة الفعل وهو ما تستغله الجماعات المتطرفة.

وبين أنه يتم التركيز على التأثير فكريا على الشباب وإثارة النقمة لديهم تجاه السلطة والحكومة على اعتبار أنهم أعداء له، ويتحملون مسؤولية وضعه المتردي أو وفاة أي عنصر قريب منه، وللأسف تنطلي الحيلة على الكثير من الشباب ممن ينقادون وينغلق تفكيرهم فيصبحون بلا إرادة وميالين إلى العنف.

وحذّر بن نصر من ظاهرة استقطاب الشباب، ومن غياب التحاور معهم وتقريبهم إلى الوطن وإلى العائلة، مؤكدا أنها تظل من النقاط الأساسية التي يجب العمل عليها للحدّ من انخراط الشباب في الجماعات المقاتلة.