صيحات غزة كشفت الجميع

صاحت نسوة قطاع غزة وأطفاله، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لحمايتهم من طواحين الصهيونية، الفاقدة لكل شعور إنساني. وجيش الاحتلال يقاتل بعقلية "هولاكية"، أي بالقتل والتشنيع وخلق الرعب. وتوالت ردود الفعل تجاه صيحات النسوة المدوية، لكنها لم تكن في المستوى الإنساني المطلوب.
الصدمة سجلت من شعوبنا العربية، والتي لم تزل في انتظار ما يسفر عنه اجتماع الحاكم بمستشاريه، والذي لن يجتمع بهم إلا بعد وصول الضوء الأخضر من المرشدة الولايات المتحدة الأميركية، مواقف ضعف وتشتت عدة. وإن جاز التعبير، نقول إن من فوائد العدوان الصهيوني على غزة، كشفه عن خذلان العرب أبناء جلدتهم. فالنظام المصري الانقلابي خدع الناس، بعد سباته وسكوته، وعندما استيقظ، فتح المجال لنعاق إعلامه، لكي يروج الدعاية الصهيونية. ولم يقتصر التخاذل العربي على الشقيقة الكبرى، بل شمل كثيرين آخرين.
والتصريحات المليئة بالتعبيرات الفضفاضة، لم تسلم منها حتى القوى الحية في بلادنا. ولم تتوقف مواقف الخذلان على التيارات المقربة من الأنظمة، بل توسعت الدائرة، لتشمل تيارات سياسية وشعبية، راهنت على القضية الفلسطينية، بل اتخذتها حركاتٌ مطية للتجذر. لكن الواقع أثبت العكس، فمنهم من يحمل السلاح في وجه أخيه في الشرق العربي، ومنهم من انشغل بسرقة آبار النفط، ومنهم من شغلته المحافظة على الكرسي، خوفاً من لوبيات دولية داعمة لإسرائيل. وكل عام وصهاينة العرب في ازدياد.