ينظرون إلى المصوّر ويتساءلون عن سبب حضوره(محمد حويس/فرانس برس)
كان هؤلاء اليمنيّون الصغار يلعبون، عندما طلب منهم أهلهم أن يتراصفوا حتى يلتقط لهم المصوّر معاناتهم.
لم يفهموا لماذا قطع أهلهم عليهم لهوهم، وأجبروهم على فعل ذلك. لم يفهموا، لكن الامتناع عن تنفيذ أوامر الكبار ليس خياراً بالنسبة إليهم، لا سيّما وأن آباءهم غاضبون.
هؤلاء الصغار كانوا يستفيدون من بضع ساعات هدوء في الساحة القريبة من هذا الملجأ الذي يعيشون فيه مذ هُدمت منازلهم بالكامل، في خلال العمليات العسكرية الأخيرة في البلاد.
هم خرجوا من رطوبة الملجأ إلى الشمس، لكن الكبار أعادوهم إلى هذا النفق المخصص لإمدادات المياه الذي اتخذوه أخيراً، مأوى لهم. أعادوهم غصباً عنهم. لا بدّ من الاستفادة من المصوّر، ونقل مأساتهم إلى العالم. لعلّ الناس يدركون هول ما يعيشونه، لا سيّما في ظل التهجير وانقطاع الكهرباء والمياه والوقود وحتى المواد الغذائية.
ينظر هؤلاء الصغار إلى المصوّر، ويتساءلون عن سبب حضوره. بعضهم يرجو في سرّه أن ينتهي الرجل سريعاً من إطلاق تلك الومضات بآلته السوداء الضخمة، في حين يخشى أحدهم من الحامل ثلاثي القوائم الذي ثبّتت عليه تلك الآلة. فقط اثنان منهم يبتسمان للكاميرا.
يقفون تحت تلك الفتحة، حتى يستفيد المصوّر من الضوء. هكذا أمرهم آباؤهم. صحيح أن أشعة الشمس مسلطة عليهم، إلا أنهم يفضلون أن تغمرهم كلهم هناك في الخارج، قبل أن يحين موعد جولة القصف المقبلة.