صوت جديد: مع حسن بولهويشات

صوت جديد: مع حسن بولهويشات

25 يونيو 2020
حسن بولهويشات (العربي الجديد)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "أنا قارئ وفي للأدب الأفريقي المكتوب بالفرنسيّة، خصوصاً الروايات التي تتناول قضايا الاستعمار والهجرة"، يقول الشعر والكاتب المغربي.


■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟

- هي ترسيم الطريق، والمشي فيها وحيداً. إمّا أن تصل أو تضيع ولا أحد سيبلغ عن ضياعك. يعني أن تصرخ ويتعرّف العميان إلى بحّة صوتك من جوف الظلام، والمبصرون إلى هيئتك من وراء حجاب. أن تسكر على طريقتك دون أن تفسد الحفلة.


■ هل تشعر نفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه، وما هي هذه الملامح؟

- بدأت كتابة ونشر أولى نصوصي في تلك التسعينيات البعيدة، وأنا تلميذ في الثانوية. حيث كان الشِّعر خبزنا اليومي واليسار ضفّتنا المريحة. ثم توقفت سنوات طويلة قبل أن أعود في منتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة مذهولاً بلمعان أزرار العولمة. لا أدري أين أنا الآن، بل أشعر بأنّني بلا انتماء واضح، ولا أريده. فقط تكفيني هذه الشجرة الكبيرة التي أتفيأ ظلالها، وأكتب.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- أختار منهم الأصفياء، وأتعلم بحذر من تجاربهم. وإن كنت أحبّ المشي بلا مظلة تحت مطر غزير. يتيماً وبلا أبوّة بعد أن مات أبي منذ سنوات. متعبِّداً في الكتابة بطريقتي، وأتحفظ على الشيوخ والزوايا. ولا أزور الأولياء، ولا يعنيني إن كانوا صالحين أو فاسدين.


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- على سمنٍ وعسل كما يُقال، وكادت هذه العلاقة أن تُكلل بالزواج العرفي أكثر من مرّة، فتعلو الزغاريد وأصوات المزمّرين. غير أن هذا لن يحصل أبداً، لأن الواقع الثقافي هنا (كما في بلدان عربية أخرى) جزء من الواقع السياسي والحقوقي والاجتماعي. واقعٌ ليس مريحاً مع الأسف، وهو ما يشي بالتوتر في هذه العلاقة. أنا غاضب نوعاً ما وأحتجّ بالكتابة.


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟

- إنه ديوان "قبل القيامة بقليل" مع دار مخطوطات بهولندا عام 2016، وذلك باقتراح وتمويل سيّدة من بلاد عربية تعمل طبيبة جرّاحة، وهي من قرائي الأوفياء، وأريد أن أشكرها من هذا المنبر.


■ أين تنشر؟

- إذا قصدتَ نصوصي، فأنا أحوّلها إلى صحفٍ ومجلات مقروءة. أمّا بخصوص دور النشر، فأنا لم أصل بعدُ إلى الشهرة والتراكم ما يخوّلني بالتعاقد مع دار نشر خاصة ويكون لي وكيل أعمال. لا أحد يحتضن الشعر في الوقت الراهن، فقط تحتضنه الريح والأعطال.


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- القراءة هي مشروع، مثلها مثل الكتابة، هكذا أرى. أنا الآن منهمك في قراءة كنوز الأدب الأميركي اللاتيني بترجمة صالح علماني، وذلك بعدما أقمت طويلاً في أرض الروس وتعلّمت الكثير من روائيّيها الكبار.


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- أنا من القرّاء الأوفياء للأدب الأفريقي المكتوب بالفرنسيّة، خصوصاً الروايات التي تتناول قضايا الاستعمار والهجرة والمرأة.


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرجَم أعمالُك؟

- أعتبر الترجمة أهمَّ بكثير من النقد. وهي قُبلة مباشرة وساخنة على الشفاه، وليست قُبلة من وراء زجاج كما يُقال. غير أن حظ الشّعر من الترجمة ضئيل. ومع ذلك أنا متفائل وما زلت أنتظر.


■ ماذا تكتب الآن، وما هو إصدارك القادم؟

- أرتّب مجموعة قصصية، ثمّ سأشرع في كتابة روايتي الأولى، التي كتبتُ نصفها في خيالي. سأنطلق إلى الرواية بلا عودة إلى الشّعر الذي منحته سنواتي وعزوبيّتي الطويلة، وإفلاسي المتجدّد، غير أنه كان وغداً معي، جاحداً ولا يحفظ أصول القبيلة. إنني أرفع التحدي في مهمتي الجديدة. انتظروني!

بطاقة

شاعر وكاتب مغربي، مواليد 1974 في مدينة الخميسات شماليّ المغرب، يعمل مدرِّسا للغة العربية، ويُعدّ رسالة الدكتوراه في الرواية العربية المعاصرة. صدر له في الشعر: "قبل القيامة بقليل" (2016) "بخفة رصاصة" (2019) وكتاب سردي في صيغة إلكترونية "القسوة تبدأ بسقوط تفاحة - نصوص خارج كورونا"(2020).

المساهمون