صوت جديد: مع إيناس مانسي

صوت جديد: مع إيناس مانسي

06 يونيو 2020
(إيناس مانسي)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "كُلّ نصٍّ هو كتابةٌ جديدةٌ مهما يكن زمن كتابته، ماضياً أو حاضراً أو مستقبلاً"، تقول الكاتبة التونسية.


■ كيف تفهمين الكتابة الجديدة؟

- كُلّ نصٍّ هو كتابةٌ جديدةٌ مهما يكن زمن كتابته، ماضياً أو حاضراً أو مستقبلاً. بإمكاني القول إنّ الكتابة لا تحمل الجدّة في ذاتها، وإنّما هي حمّالة وجوهٍ من زمن الكاتب وما يحيط به؛ فالأسلوب ذاتُه ليس ملك صاحبه بقدر ما هو إملاءاتٌ مباشرةٌ وغير مباشرة للمعيش والمُتخيَّل كذلك.


■ هل تشعرين بأنك جزء من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- لعلّ الحديث عن أجيال في الكتابة أمرٌ فضفاضٌ جدّاً؛ باعتبار أنّ المقارنة تصحّ بين كاتب وآخر لا بين جيل وآخر، فكُلُّ كاتب صانع حكايات قد يخترق بها مقوّمات الواقع الذي يعيشه، فيتجاوزُها تارةً ويتراجع بها إلى الماضي تارةً أُخرى، فيستحضر بذلك أجيالاً سابقة ولاحقة. الكتابة خارج التصنيف الزمني على ما يبدو. لكن، إذا كان من الضروريّ الانتماء إلى جيلٍ مّا، عندما يتعلّق الأمر بالكتابة، فإنّ ساعتي البيولوجية الإبداعية قد حَطّت رحالها عند جيلٍ مكتنزٍ بالنوستالجيا.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- لمّا كنت أنتمي إلى جيل نوستالجي، فمؤكّدٌ أنّني مأخوذةٌ بالموروث الإبداعيّ للأجيال السابقة، مع بعض التفضيل والانتقائية بطبيعة الحال.


■ كيف تصفين علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- علاقتي بالبيئة الثقافيّة في تونس، شأنها شأن علاقتي بالآخر عامّة؛ قليلة التفاعل والحضور والاجتماع - وهذا عيبٌ لا أفاخر به - لكنّني أتابع كلّ ما يحصل بشغفٍ وتَشَوُّفٍ إلى الأفضل.


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟

- يكفي أن يؤمن بك فردٌ أو مجموعةٌ حتّى تنطلق من ثباتك نحو حركة النشر، وشئنا أم أبينا فإنّ الموهبة أو القدرة لا تكفي وحدها من دون أجنحةٍ ورقيّةٍ تصنعها لك دور النشر. أمّا كتابي الأوّل "هيتيروجان"، فقد فلت منّي إلى المطبعة في الثامنة والعشرين من عمري.


■ أين تنشرين؟

- نشرت في "الدار التونسية للكتاب".


■ كيف تقرئين وكيف تصفين علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- لست ممّن ينكبّون على القراءة بوتيرة دؤوبة، إنّما يحكمني الكثير من المزاج وقوّة جذب الكتاب، لذلك أعترف أنّني خذلت الكثير من أنصاف الكتب.


■ هل تقرئين بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- أنا أمْيَل إلى القراءة باللغة العربيّة، لأنّها اللغة التّي أكتب بها، لذلك أحرص على أن تظلّ الأكثر حضوراً في تكوين أفكاري واستعداداتي للكتابة.


■ كيف تنظرين إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُكِ؟

- من الجحود ألّا نعترف بفضل الترجمة على القرّاء والكتّاب على حدّ سواء، كلّ ترجمةٍ متقنة هي حياة كاملةٌ تعيشها مع كاتبٍ من الضفّة الأخرى من العالم. كنت ستبحث في لقائك معه في أحد مطارات العالم - من دون وساطة الترجمة - عن كلمة "مرحباً" أو "شكراً" بلغته الأمّ، ثُمّ تمضي. سأجد رغبةً في ترجمة كتاباتي إلى لغاتٍ أخرى عندما أمدّ جذوري بعمقٍ في الأرض التّي أنبت فيها، وأحقق انتشاراً في البلدان العربية.


■ ماذا تكتبين الآن وما هو إصدارك المقبل؟

- ما زلت أكتب مقالات يومية ونصوصاً سيرذاتيّة، وسيكون الإصدار المقبل مجموعةً قصصيّةً.


بطاقة

كاتبة تونسية من مواليد تونس 1990، خرّيجة المعهد العالي للعلوم الإنسانيّة في تونس، صدر لها "هيتيروجان" عن "الدار التونسيّة للكتاب" (2019) وهو كتاب نصوص نثرية.

المساهمون