صواريخ غزة ومكابرة نتنياهو

صواريخ غزة ومكابرة نتنياهو

13 سبتمبر 2019
+ الخط -
لم تنتظر صواريخ المقاومة في غزة طويلا لتضع حدا لعنجهية رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وتقطع أنفاسه في مشهدٍ جعل منه مادة سخرية وأضحوكة بيد المعارضة الإسرائيلية من جهة، والفلسطينيين ومحبي المقاومة من جهة أخرى.
فنتنياهو الذي ظهر في مقاطع الفيديو يسارع في الهرب والاختباء من صواريخ المقاومة تاركًا خلفه عشرات المستوطنين الذين أرادوا الاحتفاء به، يواجهون مصيرهم، هو ذاته الذي ظهر قبل ساعات فقط في مؤتمر صحافي آخر، يعلن فيه متبجحًا عزمه على فرض السيادة الإسرائيلية على كل من الضفة الغربية وغور الأردن، إضافةً إلى البحر الميت، في مشهد سطرته المقاومة الفلسطينية في صفحات تاريخ النضال الفلسطيني المشرف.
وبعيدًا عن "عنترية" نتنياهو في خطاباته الانتخابية، والتي يحاول عبرها استقطاب أصوات أحزاب اليمين والمستوطنين لصالحه، فإن المقاومة وجهت له ضربةً قاصمة أصابت ركيزة من ركائز خطابه الانتخابي، ألا وهي الأمن والقضاء على الإرهاب في إشارة إلى المقاومة في غزة ولبنان.
فالرجل الذي يسوق نفسه للمجتمع الاسرائيلي على أنه من يملك زمام المبادرة والقادر الأوحد على الحفاظ على إسرائيل وأمنها، لم يعُد كذلك بفعل ضربات المقاومة التي قصفت مستوطنة سديروت جنوب قطاع غزة التي كان متواجدًا فيها لتنسف بذلك ملامح الصورة التي أراد أن يرسمها لنفسه كبطل الأمن والاستيطان، وتجعل منه جرذًا هاربًا يُسارع إلى جحره خشية الموت، وبذلك تسجل المقاومة هدفًا جديدًا لصالحها، وهي تُدفّع نتنياهو الذي أراد من إدارة ظهره للتفاهمات الأخيرة، اكتساح أصوات مستوطني غلاف غزة، ثمن فعلته، وقد كان.
910F31E6-315D-4A44-9347-C47D91F322FF
910F31E6-315D-4A44-9347-C47D91F322FF
أحمد اللبابيدي
كاتب فلسطيني.
أحمد اللبابيدي