صهاينة يحرّضون على كنائس القدس.... بذريعة "مواجهة التبشير"

صهاينة يحرّضون على كنائس القدس.... بذريعة "مواجهة التبشير"

06 يونيو 2016
حاخامات يغطون عمليات إحراق الكنائس في القدس(عبد الرحمن حست/Getty)
+ الخط -
في خطوة تدل على تعاظم الحملات التي تشنّها جماعات وتشكيلات يهودية متطرفة ضد المسيحيين والكنائس المسيحية في فلسطين، حرّضت منظمات متطرفة، طوال الأيام الماضية، على استهداف كنائس في القدس المحتلة، بحجة أنها تقوم بنشاطات "تبشيرية" تهدف إلى إقناع اليهود باعتناق الديانة المسيحية.

وأقدمت منظمتان، إحداهما تعرف باسم "الهيئة ضد التبشير" والثانية باسم "لاهفا"، على تعبئة عناصرهما وعناصر تشكيلات يهودية أخرى تأخذ على عاتقها مهمة التصدي لمحاولات اعتناق اليهود أدياناً أخرى، بهدف محاصرة كنيسة "عموانئيل"، وهي كنيسة لوثرية تقع في القدس المحتلة. وزعمت هذه المنظمات المتطرفة أنّ الكنيسة تستغل "مهرجان النور"، الذي تنظمه حالياً بلدية الاحتلال في القدس، وتوزع "منشورات بالعبرية"، تهدف إلى التأثير على اليهود المشاركين في المهرجان وتدفعهم إلى اعتناق المسيحية.

وذكرت منظمة "الهيئة ضد التبشير"، في بيان، يوم الثلاثاء الماضي، نشره موقع "الصوت اليهودي"، الذي يمثّل غلاة اليمين الديني المتطرف، أن كنيسة "عموانئيل" قامت بطلاء جدرانها بألوان تشبه الألوان التي استخدمها المهرجان "من أجل تضليل اليهود المشاركين في المهرجان وجعلهم يزورونها على اعتبار أنها جزء منه، ومن ثم توزيع منشورات تبشيرية عليهم". وأضافت المنظمة أن الكنيسة تعرض أفلاماً تحثّ على "التنصّر" (اعتناق المسيحية)، وادّعت أن اليهود الذين شاهدوا الأفلام اعتقدوا أنها جزء من النشاطات التي تقدم في "مهرجان النور". ودعا بيان المنظمة إلى ما سمّاه خطوات ميدانية، إذ تقرر "محاصرة" الكنيسة بذريعة إجبارها على وقف نشاطاتها "التبشيرية" ومنع أي احتكاك بينها وبين اليهود.

في سياق متصل، نقل موقع "الصوت اليهودي" عن زعيم منظمة "لاهفا"، الحاخام بنتسي غوفشتاين، قوله إن نشاطات الكنيسة حوّلت "مهرجان النور إلى مهرجان ظلام". وزعم غوفشتاين أنّ الهدف من تحرك عناصر "لاهفا" يتمثل في منع تواصل نشاطات "التبشير"، مشدداً على أن كل النشاطات التي تقوم بها حركته في هذا الشأن، "تنسجم مع القانون الإسرائيلي الذي يحظر القيام بنشاطات تبشيرية".

وسبق للشرطة الإسرائيلية أن ألقت القبض على رجال دين مسيحيين بحجة انخراطهم في "نشاطات تبشيرية" داخل المدن الإسرائيلية. وقد أشارت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، أخيراً، إلى أن الحاخام الأكبر السابق لمدينة "بئر السبع"، يهودا درعي، قام "بتسليم ثلاثة من القساوسة إلى الشرطة الإسرائيلية بحجة قيامهم بنشاطات تبشيرية". وقد دعت مرجعيات دينية متطرفة، أخيراً، إلى التوقف عن تلقي مساعدات من الكنائس الإنغليكانية الأميركية، التي تجاهر بتأييدها الشديد لإسرائيل، بزعم أن هذه الكنائس قد توظف تلك المساعدات، في المستقبل، بشكل يتيح لها التأثير على اليهود وتحويلهم إلى المسيحية، على حد قولهم. كما أشارت الإذاعة العبرية، أخيراً، إلى أن عدداً من حاخامات المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، وعلى رأسهم حاخام مستوطنة "كريات أربع"، دوف ليئور، دعوا إلى عدم السماح لممثلي الكنائس الإنغليكانية بزيارة المستوطنات، بسبب مزاعم تتعلق بـ"الأعمال التبشيرية".
يشار إلى أن تحقيقاً تلفزيونياً، بثّته قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية، أخيراً، كشف عن أن الكنائس الإنغليكانية الأميركية تجنّد سنوياً مئات الملايين من الدولارات لدعم المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية. 



في غضون ذلك، تدل جميع المؤشرات على أن "التصدي للنشاطات التبشيرية" يمثل مسوغاً لاستهداف الكنائس في فلسطين، حيث بات المزيد من الحاخامات يجاهرون بالدعوة إلى استهداف الكنائس، مطالبين، صراحةً، بعدم السماح للمسيحيين بأداء طقوسهم الدينية، لأن المسيحية تعدّ، في نظرهم، "ضرباً من ضروب الوثنية".

ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الحاخام، غوفشتاين، خلال مؤتمر "فقهي"، نُظّم قبل أشهر عدة في القدس المحتلة، قوله إنه وفق الأحكام الواردة في "المصنفات الفقهية" التي تركها الحاخام، موشيه بن ميمون، (الرمبام)، وهو حاخام عاش في مصر في القرن الثاني عشر، لا يجوز السماح للمسيحيين بأداء نشاطات العبادة "إلا بعد إيمانهم بالأحكام السبعة، التي نزلت على موسى في التوراة"، مما يعني تحولهم إلى اليهودية. وقد دافع غوفشتاين في المؤتمر عن قيام منظمة "شارة ثمن" اليهودية الإرهابية، بإحراق عدد من الكنائس في القدس وفي المدن والبلدات الفلسطينية داخل إسرائيل.

المساهمون