صندوق النقد يحذر: "كورونا" يهدّد التعافي الهش لاقتصاد العالم

صندوق النقد يحذر: "كورونا" يهدّد التعافي الهش لاقتصاد العالم... وأسواق المال تتفاعل

19 فبراير 2020
جورجيفا دعت للحد من المخاطر المرتبطة بالتجارة (فرانس برس)
+ الخط -

واصلت أسواق المال، اليوم، تفاعلها مع تداعيات انتشار كورونا المستجد، فيما حذر صندوق النقد الدولي من أن الفيروس أعاق النمو الاقتصادي في الصين، وأن مزيدا من الانتشار إلى دول أخرى قد يعرقل تعافيا متوقعا "بالغ الهشاشة" للاقتصاد العالمي عام 2020.

وفي مذكرة معدة لوزراء مالية دول مجموعة العشرين ومسؤولي بنوكها المركزية، وضع المقرض العالمي تصورا لمجموعة كبيرة من المخاطر التي تواجه الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الانتشار السريع لفيروس كورونا وتصاعد التوتر التجاري الأميركي الصيني من جديد، إلى جانب كوارث طبيعية مرتبطة بالمناخ.

ومن المقرر أن يجتمع في الرياض وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لأكبر 20 اقتصادا، أوائل الأسبوع المقبل، وسط ضبابية مستمرة حيال تأثير الفيروس التاجي المعروف باسم كوفيد-19.

وقال صندوق النقد إن توقعاته في يناير/ كانون الثاني لنمو 3.3% للاقتصاد العالمي هذا العام ما زالت قائمة، وهي التوقعات التي تنطوي على زيادة من 2.9% في 2019 والتي خضعت بالفعل لتعديل بالخفض بواقع 0.1 نقطة مئوية عن توقعات أكتوبر/تشرين الأول.

لكنه قال إن التعافي سيكون محدودا وإن مخاطر التراجع الاقتصادي تظل هي الأرجح. وكتب الصندوق في المذكرة: "فيروس كورونا، وهو مأساة إنسانية، يعوق النشاط الاقتصادي في الصين في ظل توقف الإنتاج ومحدودية التنقل بالمناطق المتضررة... الانتشار لبلدان أخرى وارد - على سبيل المثال عبر السياحة وسلاسل الإمداد وتأثيرات أسعار السلع الأساسية".

وقال إن تأثير الفيروس لا يزال يتكشف، وبينما يفترض التصور الحالي احتواء سريعا للفيروس وعودة الأمور لطبيعتها في وقت لاحق هذا العام، فقد يكون تأثير الوباء أكبر أو أطول أجلا.

ولفت إلى أن التعافي العالمي على المدى القصير قد تعرقله الهجمات الإلكترونية أو تصاعد التوتر الجيوسياسي في الشرق الأوسط أو انهيار في مفاوضات التجارة بين الصين والولايات المتحدة. وناشد الصندوق صناع السياسات مواصلة الدعم المالي والنقدي. وقال إن هبوط التضخم يقتضي أن تظل السياسة النقدية تيسيرية في أغلب الاقتصادات.

دعوة للحد من المخاطر

مديرة الصندوق كريستالينا جورجيفا قالت، اليوم الأربعاء، إن تفشي فيروس كورونا في الصين يعد أكثر أوجه عدم التيقن إلحاحا أمام الاقتصاد العالمي، لكنها حثت وزراء مالية دول مجموعة العشرين ومسؤولي البنوك المركزية على اتخاذ إجراءات للحد من المخاطر الأخرى المرتبطة بالتجارة وتغير المناخ وعدم المساواة.

وأضافت جورجيفا في تدوينة على الإنترنت، أن صندوق النقد يتوقع أن يتعافى الاقتصاد الصيني قريبا إذا انتهت الاضطرابات الناجمة عن تفشي كورونا بسرعة، لكن تفشيا أشد سيؤدي إلى "تباطؤ النمو على نحو أكثر حدة وأطول أمدا في الصين"، مع تأثير عالمي أكبر.

وتابعت قائلة إنه حتى في أفضل التصورات، فإن معدل النمو العالمي المتوقع ما زال متواضعا في كثير من أنحاء العالم، مشددة على الحاجة إلى معالجة حالة عدم التيقن إزاء قضايا مثل التجارة والمناخ وعدم المساواة وتقليصها.

مسودة بيان اجتماع "العشرين"

وأفادت مسودة بيان معدة لاجتماع مسؤولين ماليين كبار من دول مجموعة العشرين، التي تضم أكبر عشرين اقتصادا في العالم، يومي 22 و23 فبراير/شباط، بأنهم يتوقعون صعودا متواضعا للنمو العالمي في العامين الجاري والمقبل، لكنهم يرون في وباء فيروس كورونا خطرا نزوليا.

يجتمع وزراء مالية دول مجموعة العشرين ومحافظو بنوكها المركزية، يومي السبت والأحد، في الرياض، لمناقشة الاقتصاد العالمي، وذلك في الوقت الذي تصارع فيه الصين فيروسا أودى بحياة أكثر من ألفي شخص وتسبب في فرض قيود صارمة على السفر والتجارة.

وقالت المسودة، التي اطلعت عليها وكالة رويترز: "بعد مؤشرات على الاستقرار في نهاية 2019، من المتوقع أن يزيد النمو الاقتصادي العالمي بشكل متواضع في 2020 و2021. التعافي يدعمه استمرار أوضاع مالية مواتية وبعض المؤشرات على انحسار التوتر التجاري".

وأضافت المسودة التي قد تشهد تغييرات قبل إقرار النسخة النهائية يوم الأحد: "لكن النمو الاقتصادي العالمي يظل بطيئا والمخاطر النزولية للنظرة المستقبلية مستمرة، بما في ذلك تلك النابعة من تأثير تفشي فيروس كورونا الجديد والتوتر الجيوسياسي وضبابية السياسات".

أسهم "آبل" خسرت 34 مليار دولار

ونال انتشار الفيروس من أسواق المال، حيث تراجعت القيمة السوقية لشركة "أبل" الأميركية 34 مليار دولار في ختام جلسة الثلاثاء، إلى 1.395 تريليون دولار، مدفوعة بتأثيرات فيروس كورونا على أعمالها في الصين وحول العالم.

وتراجع سهم الشركة بنسبة 2.6% في جلسة الثلاثاء، مقارنة مع إغلاق جلسة الجمعة الماضي، إذ كان الإثنين يوم عطلة في الأسواق الأميركية. وبلغ سعر السهم الواحد في ختام جلسة الثلاثاء 319 دولارا، نزولا من إغلاق الجمعة الماضي البالغ 324.9 دولارا، بحسب بيانات الشركة الرسمية التي نقلتها وكالة "الأناضول".

غير أن مؤشر ناسداك المجمع سجل، اليوم الأربعاء، مستوى مرتفعا جديدا عند الفتح بفعل مؤشرات على تباطؤ حالات الإصابة بفيروس كورونا وتوقعات بأن تأخذ الصين مزيدا من الإجراءات لتدعيم اقتصادها.

وارتفع المؤشر داو جونز الصناعي 0.28% ليفتح على 29312.7 نقطة، وفقا لبيانات رويترز، فيما زاد المؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.3% مسجلا 3380.39 نقطة، وتقدم ناسداك 0.51% إلى 9782.81 نقطة.

صعود قياسي لأسهم أوروبا

أوروبيا، واكبت الأسهم الأوروبية نظيرتها الأميركية، اليوم الأربعاء، فاقتنصت ذروة قياسية جديدة، حيث انحسرت المخاوف من عواقب مستدامة على العرض والطلب العالميين مع تراجع عدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا وبفضل الآمال في مزيد من إجراءات التحفيز الاقتصادي من بكين.

وقادت موجة صعود واسعة النطاق المؤشر ستوكس 600 الأوروبي ليغلق مرتفعا 0.8%، بقيادة صناع الرقائق الذين تضرروا خلال الجلسة الماضية بفعل تحذير بشأن الإيرادات من أبل جراء تفشي الفيروس. وكانت أسهم ديالوج لأشباه الموصلات واس.تي مايكرو-إلكترونكس وايه.ام.اس من بين الأفضل أداء اليوم.


ارتفاع سعر النفط

هذا وواصلت أسعار النفط مكاسبها بعد ظهر اليوم، ليصعد الخام الأميركي أكثر من دولار إلى أعلى مستوى للجلسة عند 53.06 دولارا، لتستمر موجة صعود بدأها صباحاً، حيث ارتفع خام القياس العالمي برنت مع بداية التعاملات الآسيوية 0.9% إلى 58.26 دولارا بحلول الساعة 07:32 بتوقيت غرينتش، بينما زاد الخام الأميركي 1.1% إلى 52.6 دولارا.
الذهب يتماسك فوق 1600 دولار... وسعر اليورانيوم قياسي

وفي سوق المعادن الثمينة، تماسكت أسعار الذهب فوق المستوى المهم البالغ 1600 دولار، اليوم الأربعاء، بينما سجل البلاديوم الذي يُستخدم في التحفيز بصناعة السيارات ذروة قياسية أُخرى بفعل استمرار نقص في الإمدادات.

ولم يطرأ على سعر أونصة الذهب تغير يُذكر عند 1602.78 دولار بحلول الساعة 5:46 بتوقيت غرينتش، بعدما ارتفع الذهب لأعلى مستوياته منذ 8 يناير/كانون الثاني عند 1605.1 دولارات في الجلسة السابقة. وصعدت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1% إلى 1605.6 دولارات، وفقا لبيانات رويترز.

وبالنسبة لبقية المعادن، ارتفع البلاديوم 4.1% إلى 2743.31 دولارا، بعدما سجل المستوى القياسي المرتفع البالغ 2757.50 دولارا في وقت سابق من الجلسة. وصعد بذلك نحو 54% منذ بداية عام 2019.

المساهمون