صناعة الدراما في لبنان تُنازع

صناعة الدراما في لبنان تُنازع

31 ديسمبر 2015
يعرض حالياً مسلسل "قصة حب" بطولة نادين الراسي (LBCI)
+ الخط -
بعد ثورة "الكليبات" بداية التسعينيات من القرن الماضي، ثمة توجّه اليوم إلى عالم الدراما التلفزيونية، ذلك بعد الغزو المكسيكي والتركي للدراما العربية، ما أطلق مجموعة من الأفكار العربية في محاولة لاستنباط وصناعة الدراما الطويلة أو التي تشبه في أبعادها "المُنتج" التركي. لكن خيبة أمل واضحة بعد خمس سنوات من إطلاق تلك المنظومة التي بدأها المنتج السوري الراحل أديب خير في مسلسل "روبي" إنتاج العام 2010.


مع اندلاع الثورة السورية، فتحت الدراما العربية نافذة على الواقع، لكن ذلك لم يعفها من الأعباء التي ترتبت على هذا الانفتاح المبنيّ من دون أسس علمية واضحة، فوقع المُنتج العربي في الشَرَك، وأوقع المشاهد في إنتاج لا يرقى الى المستوى الفعلي لصناعة الدراما، ولم يسلم من ذلك كله سوى بعض الإنتاجات الخجولة التي عُرض جزء كبير منها في رمضان، ووقع بعضها الآخر في فخ "التركيبة" المكشوف من خلال الترويج واستسهال مكونات الدراما القائمة في الأصل على المواهب والنص والسيناريو والإخراج.


مفارقات كثيرة حملت جزءاً من مخرجي الأعمال التلفزيونية سيما منهم اللبنانيون إلى منافسة المخرجين السوريين الذي تاهوا هم أيضاً في تقديم الصورة الدرامية المحترفة التي شهدها تطور الدراما السورية قبل الثورة، هؤلاء أنفسهم أيضاً حاولوا مماشاة ما فرضته الأزمة السورية عليهم من تهجير فطافوا بين بيروت وتركيا ودبي، لكن النتائج لم تُفلح في الإجماع على عمل درامي حظيَ بكل مقومات النجاح المطلوب.

في عملين جديدين الأول درامي بعنوان "قصة حب" كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر يعرض على lbci والثاني فيلم "السيدة الثانية" نص كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر أيضاً يظهر استسهال كبير، قلة خبرة في دفع الممثل إلى الاحتراف أكثر أو تحفيز العاملين في المسلسل على تقديم أفضل ما عندهم. هؤلاء الممثلون كسروا القاعدة واستسهلوا هم أيضاً بتفضيلهم الأجر العالي على النوعية.

في لبنان، أزمة كبيرة يعانيها قطاع الدراما، لا ضوابط حقيقية، ولا من يحاسب، في الوقت التي تفتح بعض القنوات التلفزيونية على مصالحها الضيقة وتؤازر هذا العمل أو ذاك عبر وسيط أو "شنطة" ممتلئة بالإغراءات المادية والتسويقية للمسلسلات أو الأفلام، ويتولى المنتج نفسه إيهام الممثلين كما القنوات اللبنانية بنوعية العمل وكيفية تقديمه إلى المشاهد.

تفاصيل صغيرة جداً، يغفل عنها المُنتج نفسه، هو في الأحرى تاجر دراما سيحاول استرجاع أمواله عبر الدعاية المغرية والقناة التي اشترت العمل، وأحياناً تكون محطة فضائية لا هم لها سوى ملء الفراغ بالمسلسل غير المناسب، وتقديمه بالصورة التي تعيد لها جزءاً من المال الذي صُرف وأصبح اليوم بالملايين.

في فترة الأعياد حفلت السينما اللبنانية بإنتاجات أقل ما يقال فيها أنها "زادت السُخف سخفاً"، سيناريوهات لا تحصل في الواقع مهما حاولنا إعفاءها من نقاط الضعف الواضحة حتى للطفل الصغير، والبعيد عن أدنى مكونات الدراما ومكنوناتها التي تحاول المصارعة دائماً، فتختار دائماً "عملاً" لا يستوفي الشروط.

إقرأ أيضاً: برامج المنوعات: الترفيه يستهلك نفسه

المساهمون