صلاح في فيورنتينا...أين سيلعب؟ وهل الأمر مجرد انتقال كروي؟

07 فبراير 2015
كيف سيوظف مونتيلا محمد صلاح؟ (العربي الجديد)
+ الخط -

"نريد دائماً أن نكون أبطالا في العلن، نحقق الانتصارات داخل الملعب بمجهودنا فقط وليس بمساعدة عوامل أخرى، هكذا نحن كنا وسنكون، فخر مدينة فلورنسا، وأحد معاقل الكرة في الدولة الإيطالية، إننا عشاق وأنصار أعظم فريق في العالم، على الأقل من وجهة نظرنا التي نقتنع بها دون تردد".

هذه هي الرسالة الرسمية لكل جماهير ملعب "أرتيميو فرانكي"، المعقل الحقيقي والحصن المنيع لنادي فيورنتينا، زرقاء الفيولا التي يفتخر عشاقها بأنها كلمة الحق التي تقف دائماً في حلق الكبار لأنها صريحة لا تهاب، والفريق الذي لعب له جيانكارلو أنتونيني، واحد من أساطير "الأزوري" وأحد أعضاء المنتخب الفائز بكأس العالم عام 1982.

وأنتونيني ليس الوحيد الذي عشقته جماهير فيورنتينا، بل هناك الهداف الأرجنتيني القدير جابريل عمر باتيستوتا، المهاجم الذي يفتخر حتى اليوم بمسيرته مع الفيولا رغم حصوله فيما بعد على "السكوديتو" رفقة روما كابيلو، وبالطبع هناك مكان خاص للكلاسيكي رقم 10 روي كوستا، البرتغالي الذي شارك في أكبر عدد مباريات ممكنة له بقميص فخر فلورنسا قبل أن ينتقل إلى ميلان.

وبالتالي النادي الإيطالي ليس بالفريق الصغير أو المتواضع من حيث المكانة الكروية رفيعة المقام، مع تتويجه من قبل بلقب "الكالتشيو" الإيطالي مرتين والكأس ست مرات، لذلك انضمام المصري محمد صلاح لهذا الكيان أمر جيد وخطوة موفقة، حتى لو كانت بعد الخروج من فريق فائز بحجم تشيلسي اللندني.

# الثنائي الجديد
بعد رحيل الكولومبي خوان كوادرادو إلى فريق تشيلسي، افتقد المدرب مونتيلا سلاحا قويا وفتّاكا، خصوصاً أن اللاعب اللاتيني يلبي كل احتياجات المدرب الإيطالي، مع سرعته الفائقة ومهارته الواضحة وقدرته على تسجيل الأهداف وصناعتها، مع لعبه في مختلف مراكز المستطيل الأخضر، إنه الخيار الذي راهن عليه برشلونة كثيراً، لكنه في النهاية ذهب إلى ملعب "ستامفورد بريدج"، حيث كان في استقباله الرجل الخاص جوزيه مورينيو.

وتأتي التدعيمات بقدر تأثير الراحل، لذلك لم يعتمد الجهاز الفني "للفيولا" على اسم واحد، بل استقدم ثنائيا جديدا إلى فلورنسا، الإيطالي أليساندرو ديامانتي والفرعون المصري صلاح، ويمتاز الثنائي بالقدرة على اللعب في العمق الهجومي والأطراف، مع خاصية الحسم في الثلث الأخير أمام مرمى المنافسين.

يعشق صلاح أكثر منطقة الأطراف، لأنه بالأصل لاعب جناح يجيد الانطلاق بالكرة وهزيمة المدافعين على الخط الجانبي من الملعب، مع القطع في العمق للتسديد على المرمى، لكنه أيضاً لعب في بعض الأوقات خلف الهجوم مباشرة، كما استخدمه المدرب الأميركي بوب برادلي مع المنتخب المصري، وكان صلاح النجم الأول للفريق.

بينما ديامانتي أقرب للجناح المركزي، أي اللاعب السريع الذي يتمركز أكثر في عمق الملعب خلف المهاجم مباشرة، لذلك استخدمه المدرب برانديلي كثيراً في خطة لعب (4-3-2-1) مع "الأزوري"، حيث يبدأ بالوتيلي في الأمام، وخلفه مباشرة كاندريفا كلاعب على الخط، وأليساندرو ديامانتي في العمق، بين الوسط والهجوم.

# طريقة اللعب
وإذا أراد مونتيلا الاستفادة من الثنائي في تشكيلة واحدة، فإن خطة (4-3-2-1) المركزية هي الأفضل على الإطلاق، خصوصاً في وجود وسط متحرك ومهاري، بقيادة الريجستا اللاتينية دافيد بيزارو، والإسباني المكوك بورخا فاليرو، والأرجنتيني ماتياس فيرنانديز، ووقتها ديامانتي سيلعب خلف ماريو جوميز، بينما سيتحرك صلاح أكثر على طرفي الملعب من أجل الجمع بين اللعب المباشر والثقل الهجومي في العمق.

كذلك أيضاً في الخطة الحالية (3-5-1-1) من المتوقع أن يدخل سريعاً ديامانتي محل كوادرادو أمام ثلاثي الوسط مباشرة وخلف الألماني الهداف جوميز، أما صلاح فإما يلعب مكان زميله الإيطالي أو يتحول إلى الطرف الأيمن كلاعب وحيد على الطرف مكان خواكين، على طريقة أرين روبين مع بايرن ميونخ أمام روما في دوري الأبطال، حينما لعب بيب بخطة (3-4-3)، وتواجد روبين على الخط الأيمن كـ Wing Back.

وفي حالة التحول إلى خطة أخرى تماماً كـ مثلاً، سيلعب الثنائي ديامانتي وصلاح على الأطراف، لاعب على اليمين وآخر على اليسار، مع تمركز جوميز بالعمق، مثل الخط الهجومي الحالي لفريق برشلونة وباريس سان جيرمان وفرق أخرى، لكن بسبب قلة الخيارات الدفاعية أمام مونتيلا وتفضيله اللعب بثلاثي خلفي فقط، من الصعب البدأ بالخطة الأخيرة، على الأقل في البدايات.

# التسويق العربي
شئنا أم أبينا، فإن الدوري الإيطالي يشهد تراجعا كبيرا في المجال التسويقي داخل الشرق الأوسط بشكل عام ومصر بشكل خاص، بسبب ميل الجماهير إلى مشاهدة الدوري الإنجليزي وتشجيع الغريمين برشلونة وريال مدريد في إسبانيا، وبالتالي قل الشغف تجاه "الكالتشيو"، خصوصاً مع هجرة النجوم وزيادة المشاكل المالية والتجارية للأندية بعد قضية الكالشيوبولي".

وانتقال صلاح إلى فيورنتينا سيساهم بعض الشيء في عودة الضجيج إلى الدوري الإيطالي من المنظور المصري/العربي، وهذا ما تم ترجمته سريعاً من خلال المشاركات الجماهيرية المستمرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي لفريق فيورنتينا، وعلى الرغم من وجود بعض التعليقات السلبية إلا أن الرسالة الأصلية هي الأهم، من الجماهير والنادي الإيطالي معاً، نحن هنا.

صفحة فيورنتينا الرسمية عبر "فيسبوك" تعدت المليون مؤخراً، وزاد الرقم إلى أكثر من 100 ألف معجب بعد المليون خلال ساعات قليلة من انتقال صلاح إلى زعيم فلورنسا، ليس هذا فحسب، بل رصدت وسائل التواصل الاجتماعي اهتماما مبالغا على المقاهي المصرية أثناء مباراة روما وفيورنتينا في كأس إيطاليا، مع تشجيع كبير لكتيبة المدرب مونتيلا طوال التسعين دقيقة.

في النهاية، قرار صلاح بالذهاب إلى "الكالتشيو" ليس بالأمر السهل، ومسألة نجاحه من عدمها تحتاج إلى مجهود كبير وعمل مضاعف خلال قادم المواعيد، لأن النجم الشاب لا يحتمل سقوطا جديدا، بعد ضياع عام كامل من عمره على الدكة، بجوار مورينيو في جنة تشيلسي التي لا تُحتمل.

المساهمون