صقور جارحة وعصافير وقتلة عرب

صقور جارحة وعصافير وقتلة عرب

16 مايو 2014
+ الخط -
يحكى، في الوسط الشعبي العربي، أن هناك حقولاً كانت لرجل مسكين، غلبان بتعبير إخواننا المصريين، وكانت طيور من نوع العصافير تعيث فساداً بهذه الحقول وتخربها أيما تخريب.
فأتى، بعد فترة من الزمن، كانت خلالها هذه العصافير أفسدت أجزاءً كبيرة من حقل الرجل المسكين، صقر جارح، وراح يلتقط هذه العصافير واحداً تلو الآخر، حتى أحدث فيهن إبادة جماعية، شبيهة بما فعله الصرب في كوسوفو والروس في الشيشان والصهاينة في صبرا وشاتيلا. إبادة لا تقل عن تلكم الإبادة التي فعلتها القوات الأميركية في الفلوجة، والعراق عموماً، بل تضاهي ما فعلته القوات الإيرانية في سورية، غير أنها لا تصل إلى مستوى مذبحة رابعة العدوية التي قام بها الانقلابيون في مصر قبل أشهر.
واستمر الصقر الجارح ينكّل بالعصافير التي نكلت بصحاب الحقل، بإفساد حقله، إلى أن صارت هذه العصافير على وشك الانقراض، ولم يبق منها سوى واحد.
لم يكل، أو يمل، هذا الصقر الجارح، كما هي عادة الظالمين دائماً، والمسرفين في الأرض، وكان يحوم، كما عادته، فوق هذه الحقول التي لم يعد فيها سوى عصفور واحد. وفي أثناء طيرانه، شاهد هذا العصفور فوق نخلة، فهوى عليه الصقر بكل جبروته وقوته، ولكن لكل ظالم نهاية، فلما بات الصقر قريباً منه، أحس العصفور بالخطر، وطار بعيداً، فهوى الصقر على مكان العصفور، فأصابته إحدى شوكات هذه النخلة في عينه!
فحلق الصقر بعيداً يتألم، ولكن، لم يلبث كثيراً في الأجواء، حتى هوى على الأرض ميتاً، بعد طول إسراف في قتله العصافير التي نالت، أيضا، جزاءها على إسرافها في إفساد الحقول.
هذه سنة الله في خلقه، أن لكل ظالم جبار متعال على الناس نهاية في الدنيا، قبل يوم الحساب.
فصارت قصة الصقر والعصافير، مثل،اً يضرب به على كل من أسرف في الظلم والقتل، ومن لا يفقه هذه القصة لينظر إلى ما آل إليه حال معمر القذافي، الذي سام شعبه سوء العذاب، وقال عنهم إنهم جرذان، وهم الذي صبروا عليه طويلاً واحتملوه، على الرغم من قسوته وسذاجته وجنونه وهبالته العابرة للقارات .
انظروا إلى حال بعض الزعماء، وخصوصاً العرب منهم الذين كانوا يمرحون ويسرحون ويتبجحون، ويتعالون على شعوبهم المقهورة، أين أضحى الزمان بهم؟ قتلى في وسط الصحاري، أو هربوا إلى أحضان أشقائهم الجبابرة، تاركين ما كانوا ينعمون به من رغد العيش، لأهله الذين حرموا منه سنوات طوال.
أو أنهم حُرِقوا في الدنيا، ليذوقوا الحريق مرتين، حريق الدنيا وحريق الآخرة، والعياذ بالله تعالى من جهنم.
أين هتلر ونازيوه؟ وأين شارون وصهيونيوه؟ ذهبوا ولم يبق منهم شيء أبداً!
هل بعد هذا، يستمر قهر الشعوب وقتلها؟ هل بعد ذلك ما زلت تريد حكم مصر يا عبد الفتاح السيسي؟ هل بعد هذا ما زلت تريد إعدام المصريين، للإسراف في القتل والتنكيل يا سيسي؟
توقفت أم لم تتوقف عن القتل، يوماً ما ستذهب وتنتهي في الدنيا، ولكن، لن تذهب من الله ولن تهرب منه، فأنت المسؤول عن كل الذين قتلوا في مصر بعد 30 يونيو/ حزيران 2013، فماذا تقول لربك، حينما يسألك عن هذا؟

 

 

B0DA342C-B949-464C-8196-72554913B9E7
B0DA342C-B949-464C-8196-72554913B9E7
عبد الجبار عوض الجريري (اليمن)
عبد الجبار عوض الجريري (اليمن)