صفقات غامضة لشركة أميركيّة في قطاع العقارات المصري

صفقات غامضة لشركة أميركيّة في قطاع العقارات المصري

08 مايو 2014
(أرشيف/Getty)
+ الخط -

أثار استحواذ شركة مالية أميركية على حصص في شركات تنمية عقارية كبرى في مصر انتباه العاملين بالقطاع، خاصة مع استهدافها الشركات المصرية المثيرة للجدل والتي يسيطر على أسهمها رجال أعمال مرتبطون بنظام مبارك الذي خلعته ثورة 25 يناير 2011.

وكانت مجموعة "ريبلوود" الأميركية قد استحوذت خلال اليومين الماضيين على حصص في شركتي "سوديك" و"بالم هيلز" وهما من أكبر شركات التطوير العقاري في مصر.

وقال مصدر مطلع إنّ مجموعة "ريبلوود" الأميركية اشترت 10% من أسهم شركة السادس من أكتوبر للتنمية والاستثمار (سوديك) ثالث أكبر شركة عقارية مقيدة في بورصة مصر مقابل 217.170 مليون جنيه (31 مليون دولار)، في صفقة غامضة.

وتأتي صفقة "ريبلوود" في "سوديك" بعد الإعلان بيوم واحد على شرائها 2.3% في شركة "بالم هيلز" العقارية المصرية التي تستحوذ عائلة منصور على معظم أسهمها.

وتعد عائلة منصور واحدة من أثرى الأسر المصرية بعد عائلة ساويرس ، وكان لها علاقات قوية بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وينتمي للأسرة محمد منصور وزير الصناعة إبان حكم مبارك، وياسين منصور رجل الأعمال المعروف.

وتدور علامات استفهام كبيرة حول "سوديك" بشأن قضية يحاكم فيها وزير الإسكان الأسبق إبراهيم سليمان، وعدد من المسؤولين الحكوميين بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، لاتهامهم بتخصيص نحو ألف فدان لشركة "سوديك"، المملوكة لرجل الأعمال مجدي راسخ صهر علاء مبارك نجل الرئيس المخلوع، بالمخالفة لإجراءات التخصيص القانونية، على نحو تسبب في إهدار مليارات الجنيهات من المال العام.

ومن المقرر إعادة محاكمة المتهمين في تلك القضية في الثامن عشر من مايو/ أيار الجاري، بعدما نقضت محكمة النقض في مصر حكماً بحبس كل من سليمان وراسخ خمس سنوات وإلزامهما برد مبلغ 970 مليون جنيه (140 مليون دولار) لخزانة الدولة، وتغريمها مبلغا مماثلا.

وكانت المجموعة الأميركية تمتلك 20% من أسهم البنك التجاري الدولي، أكبر بنك خاص في مصر، قبل تخارجها بالكامل في عام 2009 .

و"سوديك" واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري المدرجة في البورصة المصرية، وتستهدف مشروعاتها الشرائح ذات مستويات الدخل فوق المتوسط، وتبدأ أسعار وحداتها من نحو 600 ألف جنيه للوحدة.

ومن أكبر مشروعات الشركة "وست تاون" وهو حي سكني متكامل بمدينة الشيخ زايد على مشارف القاهرة ومشروع "الجريا" ومشروع "فورتي ويست" ومشروع "البوليجون" ومشروع "قطامية بلازا" ومشروع "اوتوفيل".

وقال نادر إبراهيم العضو المنتدب لشركة "آرشر" للاستشارات إن المستثمر الأميركي يتسم بالحذر دائماً عن أي مستثمر آخر.

وأضاف "واضح جداً من الصفقة أنها عودة للاستثمارات الأجنبية الأميركية مرة أخرى للسوق. يبدو أنهم متفائلون بالمستقبل."

وتضرر الاقتصاد المصري جراء اضطرابات على مدى الأعوام الثلاثة الماضية.

وقال إبراهيم "المجموعة الأميركية تحاول الاستفادة من أسعار الأسهم حاليا في السوق ترقباً لأي صعود قوي بعد الاستقرار السياسي المتوقع بعد الانتخابات الرئاسية."

ومن المقرر أن تجري مصر انتخابات رئاسية يومي 26 و27 مايو/ أيار الحالي ويتوقع على نطاق واسع أن يفوز فيها وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي.

وقال كريم عبد العزيز الرئيس التنفيذي لصناديق الأسهم في الأهلي لإدارة صناديق الأسهم "ريبلوود" تؤسس صندوقاً عقارياً، ولذا تشتري الآن في بعض الشركات العقارية مستغلة الأسعار الجيدة الموجودة في سوق المال."

وأضاف عبد العزيز "القطاع العقاري سيكون هو الحصان الأسود للاقتصاد ولسوق المال خلال الفترة المقبلة".

دلالات

المساهمون