صفحة بوريس جونسون على فيسبوك: عنصرية وإسلاموفوبيا

صفحة بوريس جونسون على فيسبوك: عنصرية وإسلاموفوبيا

19 اغسطس 2018
من اعتصام ضد تصريحات جونسون (كريستوفر فورلونغ/ Getty)
+ الخط -
يبرز اسم وزير الخارجية البريطاني السابق، بوريس جونسون، في جدلٍ جديد بشأن العنصرية، بعد أن كشف تحقيق عن الإساءة عبر الإنترنت أن صفحته الرسمية على "فيسبوك" تستضيف مئات الرسائل المعادية للإسلام.

تحمل التعليقات التي تنشر تحت مقالات وخطب جونسون، التي يكتبها أتباع النائب، دعوات لحظر الإسلام وترحيل المسلمين، بالإضافة إلى هجمات سيئة على رئيس بلدية لندن المسلم، صادق خان. ومن بين التعليقات، هناك دعوات إلى "إلغاء وجود مسلمين في الحكومة أو الشرطة أو الجيش". وتقول إحدى المشاركات: "من الجنون الوثوق بهم. إنهم ينتظرون إشارة الجهاد للانقلاب علينا".

تم الكشف عن التعليقات كجزء من تحقيق "صنداي تايمز" عن الإساءة عبر الإنترنت، اليوم الأحد. وعثر فضلاً عن صفحة "فيسبوك" الرسمية على آلاف التعليقات المسيئة على 10 مجموعات أخرى في "فيسبوك"، يديرها مؤيّدو جونسون وزميله جاكوب ريس موغ، تضم أعضاء مجالس المحافظين والمسؤولين والوكلاء.

ويخضع جونسون حالياً للتحقيق من قبل حزب المحافظين، لتشبيهه النساء اللواتي يرتدين البرقع بـ "صناديق البريد" و"لصوص البنوك".

وفي الليلة الماضية، قال أحد كبار الوزراء إن تصريحات جونسون بشأن البرقع أعطت الآخرين الضوء الأخضر للتعبير عن وجهات نظر كراهية الإسلام: "إنها دائماً مخاطرة عندما تبدأ بسخرية الإسلام".

أثار التحقيق الذي أجراه الحزب، والذي قد ينتهي هذا الأسبوع، غضب مؤيدي جونسون. وفي الأسبوع الماضي، شجب ريس موغ ذلك باعتباره "محاكمة استعراضية" واقترح أن الهدف منه منع جونسون من أن يصبح زعيم المحافظين المقبل.

ويأتي عرض المشاركات في الوقت الذي كشفت فيه وزيرة الدولة، نصرت غاني، عن استهدافها لمدة عامين على يد رجل، لأنها كانت امرأة مسلمة.

وأمس، دعا مجلس مسلمي بريطانيا إلى إجراء تحقيق "كامل وشفاف" في كراهية الإسلام في

حزب المحافظين والشرطة إلى التحقيق في التعليقات. وقال المتحدث مقداد فيرسى: "من الواضح أن تصريحات بوريس ألهبت التوترات"، مضيفاً أنها "تلقي الضوء على خوف من رهاب الإسلام القبيح داخل حزب المحافظين".

من جهتها، قالت مديرة جمعية "تل ماما" التي تعمل على مكافحة جرائم الكراهية في المجتمع البريطاني، إيمان أبو عطا، لـ "العربي الجديد"، إنّ جونسون استخدم كلمات مهينة تحرض على الإسلاموفوبيا وتزيد من الحساسية ضد المرأة المسلمة المنقبة عبر تشبيهها بصناديق البريد، هي عبارات تقلل من إنسانية المرأة المنقبة وقد يكون الهدف منها جذب مزيد من الأصوات للترشح لرئاسة الوزراء وكسب أصوات اليمين المتطرف. وأضافت أنها ليست التصريحات العنصرية الأولى من نوعها التي يطلقها، لكنها على درجة عالية هذه المرّة، خاصة حين تصدر عن رئيس بلدية لندن السابق ووزير خارجية سابق أيضاً في حزب المحافظين.

ومن التقارير التي تصل إلى "تل ماما"، تقول أبو عطا، إنّ المرأة المسلمة المحجبة أو المنقبة هي الرقم واحد في طليعة ضحايا كراهية المسلمين، وتصريحات جونسون تشجّع على مزيد من اضطهادها والاعتداء ضدها.

على الرغم من أن "فيسبوك" مسؤول عن إزالة المشاركات المسيئة، فإن مسؤولي المجموعات قادرون على الإبلاغ عن التعليقات أو حذفها، ولكن يبدو أن جونسون وفريقه لم يفعلوا ذلك.
ويقول "فيسبوك" إنه لا يسمح بالكلام الذي يحض على الكراهية، ويعرّفه على أنه هجمات مباشرة على الناس على أساس العرق أو الانتماء العرقي أو الانتماء الديني أو غيرها من الخصائص المحمية.

ووجد تحقيق "صنداي" تايمز أن تعليقات جونسون عن البرقع سرعان ما تبناها جمهور على الإنترنت من مجموعات "فيسبوك" المحافظة التي تضم أكثر من عشرين ألف عضو.

المساهمون