صرعة مخابراتية لتفتيت المُفَتت

11 يوليو 2014
+ الخط -


أطل علينا الخليفة الداعشي، أبو بكر البغدادي الحسيني القرشي، واسمه الحقيقي، إبراهيم عواد البدري، وليس فيه أي قرابة نسل من الخليفة الأول أبي بكر، أو الإمام الحسين، بل هو دجال يتبع المخابرات الإيرانية، يرتدي ثوباً قاعدياً.

خليفة الدواعش في خطابه يقول إن العشائر العربية المسلمة السنية العراقية الثائرة، في المحافظات الست، بايعته، كتائب المقاومة العراقية كأنصار السنة، والجيش الإسلامي، وجيش المجاهدين بايعته كذلك، ليأتيه الرد الصاعق من الثوار العراقيين العرب السنة، ومن هيئة علماء المسلمين، وهي المرجعية السياسية الناطقة باسم العرب السنة المعارضين للاحتلال الأميركي الإيراني في العراق، "لا بيعة لك ولا حل ولا عقد معك".

في الشطر الثاني من خطابه، دعا البغدادي ضباط الجيش العراقي السابق، إلى الالتحاق بدولته المزعومة، وهؤلاء الضباط هم نواة الثورة الشعبية المسلحة في العراق، ضد الاحتلال وحكومته التي انطلقت بعد أحداث الهجوم على ساحة العزة والكرامة في الأنبار عام 2013، وأسفرت عن استشهاد وإصابة متظاهرين سلميين كثيرين، واعتقال العشرات.

بتتبع التصريحات من المصادر العراقية المعارضة، وأبرزها المتحدث الرسمي باسم حزب البعث، خضير المرشدي، لن يكون للثوار العراقيين أي تحالف يربطهم بالتنظيم، ولن يسمح لأي قيادة أو جهة أو فرد في التنظيم، أن ينضم للصف الثوري العربي العراقي أو العكس.

أما الشطر الثالث من الخطاب، يعيد فيه البغدادي أسطوانة المقاومة المشروخة، التي دائما ما يرددها أسياده السابقون واللاحقون في دمشق وبغداد وطهران وبيروت، وجبال قندهار وتورا بورا، "لا صلح لا اعتراف لا تفاوض"، فيحاول البغدادي أن يصور لنا نفسه أنه وجماعته يدافعون عن ملياري مسلم في مواجهة الغرب والصهيونية العالمية، بينما الواقع يقول إن البغدادي، بأفعاله الإجرامية في العراق وسورية، سواء ضد الثوار أو ضد المدنيين، يقدم أكبر خدمة للمحور الغربي الصهيوني، وهي تقسيم المقسم وتجزئة المجزأ.

زبدة القول أن داعش وخليفتها المزعوم، الذي لا يجيد هو وشبيحته، سوى الجعجعة والكلام الفارغ، والتشبيح بألوانه، هي نتاج واضح لسياسة المحور الغربي–الإيراني، القائمة على تفتيت الوطن العربي، المفتت أصلاً، وهي نتاج لسياسة الأنظمة العربية الديكتاتورية التي قدمت أكبر خدمة للاستعمار في تجهيل المجتمع العربي، وفرض الاستبداد عليه بالقوة. وداعش إذا كانت فعلاً جماعة جهاديةً، كما تدعي، لماذا لا ترسل مقاتليها إلى فلسطين المحتلة، حيث يعيث الصهاينة فساداً وتخريباً وقتلاً في الفلسطينيين المسلمين، وفي مقدسات المسلمين هناك، وعلى رأسها المسجد الأقصى.

فمن لا يضرب قواعد إيران والكيان الصهيوني والغرب العسكرية، والأنظمة الحاكمة في العراق وسورية، ويكتفي فقط باختراق الثورات العربية وقتل الثوار والشعوب، ليس غريباً عليه ألا يوجه طلقة واحدة إلى الكيان الصهيوني، وكل من يظن أن داعش جاءت من أجل نصرة ثوار العرب أو مساندتهم، فهو مصدق أكاذيب البغدادي وشعوذاته.

avata
avata
حسين الشمري (السعودية)
حسين الشمري (السعودية)